تميز اليوم الثاني من تظاهرة عكاظية الشعر العربي التي تجري فعالياتها بقاعة الموقار بتنظيم أمسية شعرية نشطها شعراء جزائريون وضيوف الجزائر، حيث انطلقت أصواتهم المدوية بقوة جلالة الكلمة المعبرة التي هزت أركان القاعة فتطاولت هامات الحضور عزا وفخرا بأصوات بلابل العرب الشجية التي تعبق بزمن البحتري وامرئ القيس، والفرزدق، ومفدي وإيليا أبوماضي. حسن البعيتي من سوريا، نايف الرشدان من السعودية، احمد عبد الكريم، البشير عبد الرحمان، بشير ضيف الله، عبد العالي مزغيش من الجزائر أسماء لامعة لامست نجوم السماء فتلألأت نورا وبهاء، أصوات ساحرة قدمت أعظم ما جادت به قريحتهم الشعرية، ونظرا لجماليات الكلمة وقوة القصيدة استطاعت أن تتغلغل بين جنبات صدور اللائي حضرن بقوة حيث تعالت أصواتهن بزغاريد صادحة كلما ذكر اسم شهيد أو عبارة تدل وتوحي على المقاومة العربية الباسلة. فالشعر كما أجمع هؤلاء في تصريحهم ل''الحوار'' لحن يعزف سيمفونية الشاعر ليصل في سموها إلى أعماق الروح فتخاطب الروح فتزيدها رونقا وجمالا وفيضا من الأحاسيس الندية التي تختلج بها صدور شاديها، في قصيدة امتزجت فيها روح المداعبة والجدية أهداها نايف الرشدان إلى صديقه الذي تزوج من معلمة رياضيات وأنجبا طفلا سمياه ''جبر''، حيث انفجر من بالقاعة ضحكا مستمتعا بتلك المقاطع العذبة. هذا وقد فضل الشاعر بشير ضيف الله أن يهدي قصائده لشاعر المقاومة محمود درويش ومما جاء في قصيدته: ''لك وحدك يا عاشقا من فلسطين يعرج منها إليها على غيمة من فراشاتها يقشر في فرح برتقالة جنتها ثم يهمس سجل أنا هدهد الشعر ماء القصيدة''. من جهته قرأ الشاعر الأردني يوسف بن عبد العزيز قصيدتين ''بانوراما البيت'' و''ذئب الأربعين''، توالت بعده أصوات شعرية أخرى لا تقل وزنا في ميزان الشعر العربي عن سابقاتها.