أسدل الستار، بحر هذا الأسبوع، على المهرجان الوطني لموسيقى الديوان في طبعته الرابعة، ورغم أن محافظة المهرجان حملت على عاتقها من خلال هذه التظاهرة مسؤولية حماية موسيقى الديوان كتراث وطني غير مادي والحفاظ عليه من الاندثار، إلا أن هذه الأخيرة لم تخلُ من السلبيات التي سجلت على مستوى المهرجان. وفي هذا الاستطلاع وقفت ''الحوار'' على أهم ما سجل من نقائص خلال الطبعة الجديدة من التظاهرة. شيوخ الديوان يستنكرون لعل أبرز ما سجل على المهرجان هو غياب كبار شيوخ الديوان سواء المتواجدين على مستوى ولاية بشار أو خارجها، وفي هذا الإطار أعرب العديد من العارفين بموسيقى الديوان الذين اقتربت ''الحوار'' منهم عن استيائهم لعدم توجيه الدعوة للشيوخ الذين يمثلون ركائز الديوان والخزان الهائل الذي يجب أن ينهل منه شباب اليوم أسرار موسيقى الديوان، فلكل شيء أساس يجب أن يستند إليه، حسب هؤلاء. رداءة الصوت تحبط المشاركين اشتكت الفرق المشاركة في المهرجان سواء التي كانت في إطار المنافسة أو خارجها من رداءة الصوت أثناء تقديمهم وصلاتهم الغنائية، فكانت، حسبهم، عائقا كبيرا وراء تقديم الأفضل للجمهور والتواصل معهم بشكل أكبر. المنصة تلغي خصوصية الديوان من جهة أخرى أوضح بعض العارفين بموسيقى الديوان أن المهرجان الوطني لموسيقى الديوان يجب أن يأخذ طابعا مغايرا لما هو عليه الآن، وذلك بإلغاء المنصة واستبدالها بالقعدات الخاصة التي تمنح الطابع سحرا خاصا لموسيقى الديوان، وتربط علاقة تواصل بين الجمهور والفنان وهذا على حد تعبير أحدهم، ما يميز موسيقى الديوان عن غيرها من الطبوع الغنائية الاخرى. استهجان للطبوع الموسيقية الحديثة استهجن العديد من الفرق المشاركة في الطبعة الرابعة لمهرجان موسيقى الديوان خلال حديثهم ل''الحوار'' إقبال محافظة المهرجان على دعوة فرق لا تمت لموسيقى الديوان بصلة، متسائلين في ذات السياق أنه مادام المهرجان خاصا بموسيقى الديوان والهدف منه هو الحفاظ على هذا الطابع الموسيقى، فما ضرورة استقدام طبوع أخرى من شأنها أن تلغي خصوصية المهرجان وقد تكون، حسبهم، دعوة للتوجه من الديوان التقليدي إلى الديوان العصري. جدل بين الأكاديمي والروحي شهدت أيام المهرجان إلقاء بعض المحاضرات، وإن كانت قليلة فإن الثورة على المضمون كانت أكبر، حيث تناولت هذه المحاضرات الحديث عن سيميولوجية الجسد في موسيقى الديوان. وإن كان الأكاديميون يرون أن دراسة الديوان وتقديم أبحاث حوله ضرورة ملحة فإن أهل الديوان يرون أن هذا الأخير لا يجب أن يخضع للدراسة والتعليم فهو شيء نفسي روحي أكثر منه أكاديمي، وهذه الدراسات تجرده من تميزه وتفرده عن باقي الطبوع الموسيقية الأخرى. مواهب واعدة تنبئ بمستقبل زاهر وعلى الرغم من السلبيات التي ميزت مهرجان الديوان في طبعته الجديدة إلا أن هذا لم يمنع من تسجيل بعض الإيجابيات على التظاهرة، حيث برزت خلال هذه الدورة طاقات ومواهب شابة في مجال موسيقى الديوان سواء في الغناء أو العزف، من شأنها أن تساهم في إبراز هذا التراث والحفاظ عليه وضمان استمرار تداوله بين شباب اليوم، في ظل الزخم الغنائي الذي تعج به الساحة الفنية الجزائرية وحتى العالمية. لجنة التحكيم تقطع الشك باليقين تداول الكثير طيلة أيام المهرجان أن المرتبة الأولى ستعود لإحدى الفرق البشارية، باعتبار أن محافظة المهرجان والهيئة المنظمة للمهرجان بشارية، لكن خاب ضن هؤلاء عقب إعلان النتيجة، حيث حصدت فرقة ''اولاد حوصة'' من العاصمة المرتبة الأولى في اول مشاركة لها تلتها فرقة ''نجوم الديوان'' من سيدي بلعباس لتحتل فرقة ''نسمة الجنوب'' من بشار المرتبة الثالثة. تنظيم محكم داخل الملعب ومن الإيجابيات التي حملها المهرجان التنظيم المحكم داخل ملعب النصر الذي احتضن كل سهرات المهرجان، حيث لم تشهد هذه الأخيرة أي تجاوزات من طرف الجمهور الذي توافد بكثرة على الملعب، حيث كان رجال الأمن والمعنيون بالمرصاد لأي تجاوزات يمكن أن تنغص على السهرة.