بانقضاء شهر أوت الذي نعد أيامه الأخيرة ينقضي الموسم الصيفي لسنة 2008 الذي شهد حركية ثقافية كبيرة لاسيما من خلال المهرجانات الموسيقية التي يبدو أنها بدأت تمد جذورها عميقا في رزنامة المواعيد السنوية القارة ليس في الجزائر فحسب بل وحتى على الساحة الفنية العربية وكذا العالمية، بداية بمهرجاني جميلة وتيمقاد وصولا الى مهرجان الموسيقى الحالية ومهرجان الراي ومهرجان الموسيقى البدوية ومهرجان المالوف وقبلها جميعا مهرجان الموسيقى الأندلسية والحوزي ... أعطى ترسيم أغلب المهرجانات الموسيقية وكذا صدور قرار تنظيم التظاهرات الفنية دفعا قويا لتطور وتنظيم العديد من المهرجانات الموسيقية سواء منها الوطنية أو الدولية التي برزت هذه الصائفة بوجه أكثر احترافية وخبرة واستقطبت أهم الأسماء الفنية على الساحة العربية إلى جانب الأصوات الجزائرية والغربية والبداية بمهرجان تيمقاد الدولي الذي نظم هذه السنة في طبعته ال30 في الفترة الممتدة من 09 إلى 18 جويلية الماضي، وقد شهد المهرجان مشاركة العديد من نجوم الطرب العربي على رأسهم نور مهنا من سوريا، اسماء لمنور من المغرب، نوال الزغبي ووائل جسار من لبنان إلى جانب المطربة التونسية لطيفة العرفاوي التي تزور الجزائر لأول مرة، كما شهدت الطبعة مشاركة العديد من الأسماء العالمية على غرار الفنانة "زاهو" ذات الأصول الجزائرية وفرقة أمادوومريم"من جنوب افريقيا وكذا فرقة "صالصا سلتيك" من أمريكا اللاتينية، ومن أهم الأصوات الجزائرية المشاركة في المهرجان ملك أغنية الراي الشاب خالد. وبالمقابل سجل مهرجان جميلة في طبعته الرابعة هذه الصائفة عودة سيدة الطرب العربي وردة الجزائرية التي اختارت ركح جميلة الروماني لتعلن عودتها للساحة الفنية والمهرجانات الموسيقية، الطبعة الرابعة للمهرجان والتي نظمت في الفترة ما بين 23 جويلية والفاتح من أوت الجاري شهدت أيضا حضور الفنان اللبناني مروان الخوري ونزهة عشماوي، رويدا عطية، ومجد رياض إلى جانب الفنان البناني المعروف فارس كرم والتونسية نبيهة كراولي والمصري حكيم. أما من الأصوات الجزائرية فقد شهدت الطبعة حضور كوكبة من الأصوات المعروفة على غرار سمير تومي، الشابة يامينة، بكاكشي الخير، نصر الدين حرة، الشاب خلاص، جمال علام ... المهرجان الدولي للمالوف الذي أقيم هذه السنة في طبعته الثانية بسكيكدة تحت شعار: "المالوف بلا حدود.." عرف بدوره مشاركة مغاربية متميزة بحضور "الجوق القيرواني للمالوف"من تونس، فرقة الفنان حسن علي عريبي الذي يعد من أعمدة هذا النوع الموسيقي بليبيا، بينما شاركت المملكة المغربية ولأوّل مرّة بأحسن منشد لها في هذا النوع الطربي وهو الأستاذ عبد المؤمن عبد الرحيم... أمّا الحضور الجزائري فجسده كل من الجوق الوطني للموسيقى الأندلسية وكذا الجوق الجهوي للمالوف بقسنطينة والجوق النموذجي لفن المالوف لولاية سكيكدة بالإضافة إلى الفرق والجمعيات الثلاث الأوائل الناجحة في المهرجان الوطني للمالوف. وقد استضافت الطبعة ولاية غرداية كضيفة شرف التظاهرة. مهرجان الموسيقى الحالية من جهته والذي استضافته هذه الصائفة مدينة برج بوعريريج عوض قالمة التي امتنعت عن احتضانه، نضم في الفترة ما بين 06 إلى 11 أوت الجاري شهد بدوره مشاركة 120مغنيا وموسيقيا من بينهم هواري الدوفان، الزهوانية، محمد لمين، الشاب خلاص، الشاب عراس، إضافة إلى سليم الشاوي وحسان دادي، ليسدل الستار بصوت الفنان القبائلي محمد علاوة. أما موسيقى القناوي فقد شهدت تنظيم الطبعة الثانية للمهرجان الوطني الثاني للقناوة بمدينة بشار، بحضور 20 فرقة تمثل 11ولاية، من بينها ديوان القصبة وديوان الدزاير من الجزائر العاصمة وهل الديوان من بشار، إضافة إلى فرقة سيدي بلال'' من غليزان، فرق تيهارتيين من تيارت وهل التوبة من سيدي بلعباس وناس الخلوة، سيدي بلالمن معسكر، ولعقيقية من قسنطينة، ديوان الفناوة، ...ليلحق بعده بالمهرجان الدولي لموسيقى القناوي. الصائفة شهدت أيضا تنظيم المهرجان الوطني للأغنية البدوية والشعر الملحون في الدورة 13 تحت شعار "الأصالة والتراث" بمدينة عين تادلس بولاية مستغانم. شارك في هذه التظاهرة الثقافيةممثلو 22 ولاية من الوطن منهم 29 شاعرا و16 مطربا للأغنية البدوية. لكن من أهم المهرجانات التي نظمت خلال هذه الفترة المهرجان الوطني لأغنية الراي الذي شهد الكثير من القيل والقال والتجاذب بين مدينتي وهران وسيدي بلعباس، لتنظمه مدينة سيدي بلعباس بحضور العديد من الأصوات من اهمها الكينغ خالد، هواري الدوفان، لطفي راينا راي، الزهوانية، محمد لمين وجمال لعروسي... هذا الى جانب العديد من المهرجانات الموسيقية الأخرى سواء التي نظمت أو ستنظم على غرار مهرجان موسيقى الحوزي ومهرجان موسيقى الشعبي ... كل تلك المهرجانات فتحت نافذة لتعريف الجمهور العربي عامة والفنانين العرب خاصة بالجزائر بهذا الطبوع وكذا خلق حركية كبيرة وانتعاش خاصة خلال فصل الصيف فصل العطل والراحة والافراح.