أكد الدكتور يوسف الخطيب في ندوة نشطها مساء أول أمس ببومرداس بأن إضراب 19 ماي 1956 التاريخي'' لم يقتصر على طلبة الجامعات فقط ''وإنما شمل أيضا إضرابا عن الدراسة ''شارك فيه طلبة الثانوي ومدارس القرآن والزوايا''. ولقد أدرج المجاهد يوسف الخطيب المدعو العقيد سي حسان و رئيس مؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة التاريخية في ندوة تاريخية شهادته هذه في إطار'' تصحيح تاريخ الثورة الجزائرية'' حسب قوله بهدف'' إيصاله لأجيال الاستقلال من خلال شهادات الصانعين الحقيقيين لهذا التاريخ ''. وذكر العقيد سي حسان في نفس الإطار من خلال محاضرة بعنوان ''دور الشباب في الثورة التحريرية'' بأن كل من زاول دراسته في تلك الحقبة قد شارك في الإضراب و بما أن عدد الطلبة في تلك المرحلة كان قليلا (لا يتجاوز 500 طالب بداخل وخارج الوطن) فإن قلة منهم التحقت بالإضراب و قبله بصفوف جبهة التحرير الوطني. وأوضح الدكتور الخطيب في معرض حديثه عن الأوضاع التي كانت سائدة في الجزائر قبل ذلك الإضراب الشهير بأنها'' تميزت بالتهميش الكبير'' لفئة الشباب من طرف المحتل'' مؤكدا بأن عددا كبيرا من شباب الجزائر كان منضويا تحت لواء الكشافة الإسلامية و الفرق الرياضية الوطنية لكرة القدم أين تلقوا ''المبادئ الوطنية إلى أن التحقوا بالثورة عند اندلاعها'' . ولعب الشهيد عبان رمضان -حسب نفس المصدر- دورا كبيرا في استقطاب وتنظيم الطلبة والثانويين والمثقفين لتدعيم صفوف الجبهة في ذلك الوقت. كما لعب هذا الأخير دورا مميزا -يضيف المجاهد الخطيب- في''توحيد مختلف شرائح الشعب'' من أجل تحقيق الاستقلال بعد توليه قيادة ناحية الجزائر العاصمة في مارس 1955 عوض المناضل رابح بيطاط الذي كان يترأس المنطقة و قبض عليه في ذلك التاريخ ليتم في شهر جويلية من نفس السنة وبأمر من جبهة التحرير الوطني إنشاء الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين. وفيما يتعلق بقرار الإضراب أشار المجاهد يوسف الخطيب بأن الجبهة أعطت الأوامر بتنفيذ الإضراب بعد الاجتماع الذي وقع في نادي ''الترقي'' بالجزائر العاصمة وعرف ''نقاشات حادة بين مؤيد ومعارض للإضراب من الشباب المشارك في الاجتماع''. ولعب الشهيد سي محمد بوقرة -يضيف المحاضر من جهة أخرى- دورا مميزا هو الآخر في استقبال الشباب المثقف لدى التحاقه بالنضال في صفوف الجبهة حيث تم ''وضع الثقة التامة فيهم''و''تحميلهم مختلف المسؤوليات'' بعد ''إخضاعهم لعمليات تكوينية ميدانية عسكرية و سياسية مكثفة'' عملا بالتوصيات التنظيمية لمؤتمر الصومام . ومن عبقرية الثورة -يضيف المجاهد الخطيب- أنها بمرور الوقت أعطت كامل المسؤولية لفئة الشباب و حملته إياها إلى غاية تحقيق الاستقلال لذلك -يضيف المجاهد-'' من واجبنا اليوم تبليغ تاريخ الأمة إلى شباب اليوم بكل أمانة خاصة و أنه لا يزال مجهولا عند شريحة هامة منهم''.