ذكر تقرير لوزارة الصحة والسكان أن 15 ألف شخص يموتون سنويا بالجزائر بسبب التدخين. وأوضح التقرير، الذي نشر بمناسبة اقتراب اليوم العالمي لمكافحة التدخين، أن 7 آلاف من الضحايا يلقون حتفهم بالسكتة القلبية، و4 آلاف منهم بسرطان القصبة الهوائية، بينما يصاب 4 آلاف بسرطان الحنجرة والعجز التنفسي. وتشير الإحصاءات التي تضمنها التقرير إلى أن معظم المصابين شباب لا يعون خطورة التدخين ويصاب عدد كبير منهم بارتفاع ضغط الدم أو جلطات في المخ. أما ضحايا التدخين في العالم فيقدرهم التقرير بما يزيد على 5 ملايين ضحية سنويا، وهو رقم مرشح للارتفاع، إذا لم تقم الهيئات الحكومية والأهلية بجهود توعية كبيرة في أوساط الشباب، حيث يتوقع أن يصل عدد الضحايا إلى 10 ملايين سنويا بحلول عام .2010 ويشير التقرير الحكومي إلى أن البنك الدولي يقدر تكلفة معالجة الأمراض التي يتسبب فيها التدخين في الدول الفقيرة بما يعادل 200 مليار دولار سنويا. وتنظم وزارة الصحة الجزائرية حملة لتوعية المواطنين خاصة الشباب في المؤسسات التعليمية وفي النوادي والأحياء وأماكن العمل بأخطار التدخين على الصحة العمومية، وكذا تكلفة معالجة المرضى بسبب التدخين. الشبكة العالمية للإقلاع عن التدخين تمضي في تطبيق مشروعها شرعت الشبكة العالمية للإقلاع عن التدخين المتواجدة في الجزائر في تجسيد مشروع ''أي. كيو. أس'' لمساعدة المدمنين على التخلص من التدخين، عن طريق استعمال جهاز ''رايس'' الأول من نوعه في إفريقيا والذي يعتمد على تقنيات إلكترونية عالية تقوم على مبادئ المعالجة النفسية والأذنية تركز على نقاط محددة في الأذن عن طريق استعمال بطاقة إلكترونية تختزل جميع المعلومات حول المدمن. وأكدت المختصة في علم النفس وصاحبة المشروع في الجزائر، عراشي فريال، أن فريق العلاج عالج منذ استقدام الجهاز قبل 8 أشهر إلى حد الساعة 31 جزائريا، كلهم تخلصوا من التدخين بشكل سريع لم يتجاوز 6 أشهر. وتقوم طريقة العلاج - حسب المتحدثة - على ثلاث مراحل تبدأ بمقابلة يجريها الأخصائيون، تؤخذ خلالها جميع المعلومات المتعلقة بالمدمن بالتركيز على الشق النفسي للشخص والتعرف على نسبة الإدمان الجسدي على مادة النيكوتين من خلال بعض الأسئلة، على سبيل المثال ما هو الوقت الذي يستطيع المدخن أن يقضيه صباحاً قبل تدخين أول سيجارة، هل يشعر بإزعاج شديد إذا تواجد في المطار أو في الأماكن العامة الذي يمنع فيها التدخين، وإذا كان يدخن وهو مريض، وإذا ما تخطى 25 سيجارة يوميا.. وتنتهي المقابلة بفحص نسبة النيكوتين في الجسم عن طريق جهاز خاص. أما المرحلة الثانية فتبدأ بإدخال جميع هذه المعلومات إلى جهاز الكمبيوتر المتطوّر وبوضع بطاقة تُعرف ب ''السمارت كارت'' الخاصة بحالة كل مدخن ويتم تحديد النقاط على الأذنين التي ستعالج بإرسال موجات كهربائية خفيفة، غير مؤلمة وغير مؤذية تنقي الجسم من مادة النيكوتين ومن المواد السامة الأخرى المتراكمة داخل الشرايين على مّر السنين، وذلك من خلال وصول هذه الموجات إلى كافة مناطق الجسم لاتصال هذه الأعضاء بنقاط محددّة في الأذنين بشعيرات بالغة الدقة. وأكد القائمون أن الجهاز يعطي للمدمن رغبة في الإقلاع عن التدخين ساعة فقط بعد الجلسة بتنشيط هرمون ''الأندر وفين'' الذي يعطي للمدمن حافزا نفسيا للتخلص من الإدمان وتمنع العوارض التي يشعر بها المدخن إذا قرر وقف التدخين على غرار العصبيّة، نقص التوازن، التوتّر الحاد، الأرق وزيادة الشهية للطعام.