نسوة يرجع لهن كل الفضل في استمرار هذا المنتوج التقليدي لقرون دون أن يخضع لطي النسيان، وفي هذا الإطار يذكر أن فتيات آيت هيشم يُتقنن فنون حياكة الزرابي منذ نعومة أضافرهن، باعتبار أن هذه الحرفة مصدر عيشهن ووسيلة للتعبير عن إحساسهن كنساء يعشن ظروفا حياتية صعبة في هذه المنطقة الجبلية• ولا تستعمل مختلف الأشكال والرموز البربرية للزخرفة وحسب، بل هي أيضا تعبيرا عن أمالهن ومعانتهن كنساء علما ان هذه الرموز لا تزال أنامل الفتيات، تنقلها على الزرابي عن ظهر قلب، لا يستطيع ترجمتها سوي المحاطين في هذا الفن العريق• كل لون في الزريبة يحمل معنى تعد الألوان والأشكال الزخرفية التي تميز زربية آيت هيشم ترجمة لمكنون وحياة النسوة، التي تقوم بحكايتها، مرددة بعض الأشعار التقليدية أوما يسمي بالغة القبائلية ب''اشويقن'' من أجل تشجيع أنفسهن على مواصلة عملهن الشاق، الأزرق الأحمر الأصفر الأخضر•• هي الألوان الأكثر استعمالا في الزربية، وكل لون له معنى خاص به، فالأخضر تعبير عن الطبيعة التي تشتهر بها المنطقة، والأحمر للحب•••الخ• حياكة الزربية مهنة مضنية، وهي تقتضي عدة مراحل للتواصل إلي الشكل النهائي للزربية، بمختلف أنواعها، والمتمثل أشهرها في ما يسمي ب''اعفان'' وهي زربية ذات خلفية داكنة وألوان زاهية مختلفة، تعتبر عنصرا هاما في جهاز العروس القبائلية، إلى جانب ''أخلال'' وهو ما يشبه غطاء السرير ذو لون ابيض تتخلله خطوط رقيقة• وتحتفظ العديد من العائلات بقرية آيت هيشم إلى الوقت الحالي بنماذج فريدة من الزرابي، كما تتميز زربية المنطقة أيضا بطابعها البربري الخالص بتعدد أشكالها الزخرفية ذات المغزى العميق • ويتم زخرفة النسيج، بمختلف الأشكال الهندسية المنسجمة والمنسقة بالأيدي، سبعة خيوط يتم ترتيبها على شكل خطوط ثم يتم حياكتها بدقة، باستعمال خطوط رفيعة، من مختلف الألوان، حيث تتخلل هذه الأشكال مثلثات صغيرة من الصوف الأحمر والأصفر والبني الفات• هذه هي زربية ايت هيشم بأشكالها وأنواعها المختلفة التي مثلت الجزائر بصفة عامة ومنطقة القبائل بصفة خاصة، في مختلف التظاهرات والمهرجانات الوطنية وحتى الدولية منها، ويبقى هذا الفن العريق تتوارثه الأجيال عبر الزمن•