طالبت 45 جمعية للحركى خلال اجتماع لهم السبت الماضي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاعتراف بان باريس قد تخلت عنهم عندما قبلت يوم 19 مارس 1962 بوقف إطلاق النار الذي وقعته مع جبهة التحرير الوطني . وقد جاءت مطالبة الحركى خلال اجتماع ل 45 جمعية أعلنت تشكيلها المجلس النيابي الرسمي للحركى الذي يمثل الجهات الأربعة لفرنسا من شمال وجنوب وشرق وغرب ،حيث حضر هذا الاجتماع 200 شخصا ،كما تم تعيين بوسعد عزني رئيسا للمجلس الاستشاري للحركى الذي سيتولى إدارة هذا التكتل الجديد إلى غاية عقد مؤتمر عام في المستقيل يضم جميع الخونة . وقال عزني أن حضور هذا الكم من الحركى خلال هذا الاجتماع يدل على القوة السياسية التي يتمتعون بها لهم في فرنسا ،مشير أنهم جميعا قد دعموا خلال رئاسيات 2007 نيكولا ساركوزي الذي أعطى وقتها تعهدات بالتكفل بمطالب الحركى وعدم التنكر لما قاموا به لما خانوا بلدهم الأصلي من اجل الاستعمار الفرنسي . وقال ممثل الحركى أن وعود ساركوزي لم تتجسد على الواقع رغم وصوله إلى السلطة، مضيفا أن الحركى لن يتقبلوا مزيد من الكلمات الجميلة من المسؤولين في الاليزيه إنما يريدون أفعالا تجاه مطالبهم . وأضاف عزني أن أول مهمة ستوكل إلى الرئيس الجديد للمجلس النيابي للحركى هو لقاء الرئيس الفرنسي، وتذكيرها بمطلبهم ودفعه إلى الاستجابة لها، خاصة ما تعلق منها باعتراف الدولة الفرنسية بتخليها عن الحركى ،حينما وقعت مع جبهة التحرير الوطني على وقف إطلاق النار عام ,1962 مشيرا أن الالتزامات الخطية التي قدمها ساركوزي في 2007 تعد ككتاب مقدس سيبنون عليه مطالبهم . وقال المتحدث ذاته انه يوجد اليوم من 2500 إلى ثلاثة آلاف منخرط يؤيد مطالبهم، متوقعا في الإطار ذاته أن يصل عددهم إلى عشرة آلاف منخرط في عام 2012 موعد الانتخابات الرئاسية في فرنسا، والتي قد يدخلها الحركى بمشرح عنهم، على حد ما جاء على لسان عزني . وتأتي مطالبة الحركى بعد التهميش الكبير الذي يلقونه في فرنسا بعد انتهاء دورهم في نظر الدولة الفرنسية، حيث لا يزالون إلى اليوم مواطنين فرنسيين لا يرتقون إلى درجة الفرنسيين الأصليين أو ذوي الأصول الأوروبية، حيث أن تمثيلهم في المراكز السياسية حتى على مستوى المحلي يبقى محدودا ، إضافة إلى رفض الحكومة الفرنسية تقديم امتيازات لأبنائهم رغم مطالباتهم المتكررة بخصوص ذلك. وما يظهر عدم اكتراث فرنسا لتاريخ وحاضر الحركى هو عدم إعطائهم أهمية في المنظومة التربوية، إذ أن التركيز يبقى منصبا على ما قام به الجنود الفرنسيون، فقط وفي هذا الشأن سبق للحركى بالتعاون مع جمعيات قدماء المحاربين أن طالبوا بإعطاء حيز كبير لما أسموه ''تضحيات الحركى'' في المقررات الدراسية. وتجدر الإشارة إلى أن تحرك الحركي يعد كمحاولة منهم لاستغلال النقاش الدائر في فرنسا حول الهوية الوطنية، وللجدل الذي أثير مؤخرا حول فيلم الخارجون عن القانون لرشيد بوشارب ، إضافة إلى انه سبق للحركى بالتعاون مع قدماء المحاربين أن طالبوا أن يكون 19 مار س يوما للموت من اجل فرنسا .