دعا مجموعة من الحركى المتخذين من مدينة لواري الفرنسية مكانا لهم إلى شن إضراب يوم 19 مارس المقبل احتجاجا منهم على ما سموه بالانتهاكات التي حدثت في حقهم بعد وقف إطلاق النار في الجزائر عام 1962 . وقال هؤلاء الحركى في بيان لهم عن ذكرى 19 مارس 1962 التي تعد عند الجزائريين عيدا للنصر إنها كانت بداية لاضطهادهم والاعتداء على حقوقهم المزعومة، مضيفين إلى أن الكثير قد تعرضوا بعد هذا التاريخ إلى الذبح والاعتداء رغم أن اتفاقية ايفيان نصت على ضمان سلامة السلع والحركى والأقدام السوداء الذين كانوا يرغبون في البقاء بالجزائر على حد ما جاء في البيان ذاته، الذي اعتبر الخونة والحركى المقتولين بالأبرياء رغم خيانتهم لوطنهم، مدعيا أن 19 مارس 1962 كان كابوسا حقيقيا لجميع الحركى الجزائريين، واصفا في الوقت ذاته أن 19 مارس كان لعنة للتاريخ الذي كانوا يعيشونه من قبل في الجزائر. وقال الحركى في بيانهم أن عملا كبيرا ينتظرهم لانبعاثهم من جديد في مجتمعهم ، وتصحيح ما حيك ضدهم، مبينين أنهم سيعملون في هذا الإطار مع جمعيات قدماء المحاربين الفرنسيين في الجزائر، كما سيسعون إلى رفع كل حظر يهدف إلى إحجامهم عن إكمال خططهم المتعلقة باسترداد حقوقهم المزعومة . ويأتي تحرك الحركى ليدعم ما طلبت فيه من قبل فيدرالية المحاربين القدامى في الجزائر التي طالبت الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بجعل يوم 19 مارس يوما للموت من اجل فرنسا، كون أن 19 مارس كان على حسابهم، مدعيين أن ما قاموا به كان تضحية كبيرة من اجل فرنسا ، إضافة إلى أن خطوة هؤلاء الحركى تأتي كعمل افتزازي للجزائريين الذين سيحيون يوم الأربعاء القادم يوم الشهيد الذي يرمز إلى التضحيات الكبرى التي قدموها من اجل نيل استقلالهم، كما أن هذا التحرك المشين هدفه إعادة إحياء قانون 23 فيفري2005 الممجد للاستعمار الذي ستحل ذكراه المخزية يوم الاثنين القادم . ويمكن أن يصنف هذا التحرك كردة فعل عن أسبوع مناهضة الاستعمار الذي انطلق يوم السبت الماضي بباريس ،والذي جاء ليندد بكافة أشكال العنصرية والإقصاء والتمييز الذي لا يزال يعيشه الكثير من المواطنين في فرنسا ،خاصة المهاجرين منهم ،وعلى عدم إلغاء قانون 23 فيفري 2005 الممجد للاستعمار بعد أربع سنوات من تصويت البرلمان الفرنسي عليه ،وكذا على إصرار باريس على تزييف الحقائق التاريخية ، وترفض الاعتراف بما ارتكبته من جرائم خلال الحقبة الاستعمارية ،حيث قال احد منظمي هذا الأسبوع في هذا الإطار'' نحن نسجل التمييز الذي يستهدف سيما أبناء الشعوب المستعمرة و طمس تاريخ الاستعمار الفرنسي و كفاح التحرر للشعوب و حقيقة الاستعمار و الاستعمار الجديد".