أكد مصدر حكومي مطلع أن الجزائر تدخلت على أعلى مستوى لضمان سلامة مواطنيها الذين كانوا ضمن طاقم قافلة الحرية الذي تعرض لجريمة بشعة على يد قوات الكيان الصهيوني، وقال ذات المصدر أن الرئيس بوتفليقة شخصيا تابع الموضوع من نيس الفرنسية التي كان متواجدا بها للمشاركة في قمة إفريقيا فرنسا، وأنه يكون قد طلب من الرئيس ساركوزي ضمان سلامة الرعايا الجزائريين باعتبار فرنسا دولة صديقة ومقربة من دولة الكيان الصهيوني. وأضاف هذا المصدر أن موضوع الرعايا الجزائريين الذين كانوا على متن سفن قافلة الحرية المتجهة إلى قطاع غزة ، والذي أحتجزوا فيما بعد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ، قد تم متابعته على أعلى مستوى في الدولة، وهذا من اجل ضمان سلامتهم وتأمين عودتهم إلى الجزائر في أحسن الظروف بعد رسموا صورة مشرفة عن تضامن الشعب الجزائري مع القضية الفلسطينية -على حد تعبيره-.واصفا الجريمة التي طلت القافلة بأنها سابقة خطيرة في تاريخ الإنسانية تكشف الوجه الحقيقي لدولة الكيان الصهيوني ومؤكدا أن موقف الجزائر إزاء القضية الفلسطينية وإزاء هذه الجريمة النكراء واضح ومعروف. وإلى ذلك وصف عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل بحق طاقم قافلة الحرية بأنها ''...عملية إرهاب دولة وقرصنة بحرية إجرامية'' تهدد الأمن والسلم الدوليين، وجدد مساهل إدانة الجزائر بشدة لهذا العدوان وتقديرها للهبة البطولية التي قام بها أعضاء القافلة لكسر جدار الصمت الذي تطبقه إسرائيل وفضح الجرائم التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني بتواطؤ دولي مخزي. وقال مساهل في تدخل له خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب أن الجريمة النكراء التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في حق قافلة بحرية إنسانية تعد بحق إحدى السوابق الخطيرة في العلاقات الدولية، معتبرا إياها ''عملية إرهاب دولة وقرصنة بحرية إجرامية تمس بحرية الملاحة الدولية وتهدد السلم والأمن الدوليين''، وأضاف مساهل أن ما وقع لأسطول الحرية يأتي لتذكير الرأي العام الدولي بمأساة سكان قطاع غزة الذين يرزحون تحت وطأة حصار ظالم وجائر مستمر منذ ثلاث سنوات وبعد العدوان الهمجي الذى قضى على كل أسباب الحياة في غزة في ظل صمت دولي مطبق يجسد وبشكل فاضح سياسة ''الكيل بمكيالين'' المعتمدة حاليا من قبل القوى الكبرى في العالم كلما تعلق الأمر بالحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني. وجدد الوزير بالمناسبة إدانة الجزائر بشدة لهذا العدوان الذي وصفه ب ''الجبان و الإجرامي'' في حق أسطول الحرية في المياه الدولية ودعمها المطلق والامشروط لقضية الشعب الفلسطيني في مواجهة و حقه في مقاومة الاحتلال الصهيوني الغاصب، معربا عن اعتقاده انه آن الأوان للفلسطينيين للعمل على رأب الصدع الذي زاد في تشتيت الصف الداخلي في مواجهة عدو بلغ من الغطرسة العمياء ما ليس له حد. وفي سياق حديثه عن هذا الاعتداء السافر قال مساهل أنه جاء في خضم انسداد تام في مسار عملية السلام في الشرق الأوسط نتيجة للتعنت الإسرائيلي الرافض لكافة المبادرات بما فيها مبادرة السلام العربية والجهود المبذولة دوليا لاستئناف مفاوضات السلام في المنطقة التي لا يمكن العودة إليها إلا بوقف تام لعمليات الاستيطان في الأراضي المحتلة بما فيها القدس وقضايا الحل النهائي المتعلقة باللاجئين . وبالنسبة للجزائر فإن ما تعرض له طاقم القافلة يدعو الجميع إلى العمل على سرعة تطبيق اللوائح الخاصة بحماية العاملين في الحقل الإنساني لاسيما تحريك ميكانيزمات القانون الإنساني الدولي التي تكفل حماية أجهزة الإغاثة الدولية و تفعيل بنود اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 وحماية المدنيين في أوقات الحرب وتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة تكون منطلقا لمحاسبة ومتابعة المسؤولين الإسرائيليين المتسببين في هذه الجريمة النكراء.