تشكو بلديات العاصمة من جملة من النقائص تعصف بواقع ومعيشة السكان وتدفعهم إلى الاحتجاج تارة، ورفع شكاوى التنديد لدى السلطات المحلية تارة أخرى، ويبقى هاجس اهتراء الطرقات، انتشار النفايات، ارتفاع المياه القذرة إلى السطح من بين أهم المطالب التي يرفعها السكان في الغالب. وقد استقبلت ''الحوار'' مجموعة من سكان ''مشروع 389 مسكن'' الكائن ببلدية بني مسوس التابعة إقليميا لولاية الجزائر العاصمة، يتجرعون مرارة العيش بسبب قائمة من المشاكل التي تواجههم يوميا. حيث أكد المواطنون امتلاء أقبية عماراتهم بمياه الأمطار من جهة وبرك المياه القذرة من جهة ثانية التي تسد مداخل سكناتهم وتحرمهم من راحتهم ومتعة الحياة بأمان، خشية أن تتدهور الأوضاع هناك أكثر فأكثر، الأمر الذي قد يتسبب في كارثة وبائية حقيقية. ويكبر حجم معاناة هؤلاء المتضررين خلال فصل الشتاء، حيث تساهم الأمطار في ملء تلك الأقبية وتحول طرقات الحي المهترئة إلى برك من الأوحال، تعرقل الحركة المرورية بالنسبة للسائقين وحتى الراجلين، وفي مقدمتهم التلاميذ الذين يجدون صعوبة كبيرة في الالتحاق بمدارسهم جراء تدهور الطرقات. ومازاد من سخط السكان الممثلين لحي ''مشروع 389 مسكن'' الذين اتصلوا ب ''الحوار'' أن البلدية لا تبعد كثيرا عن العاصمة، متسائلين في السياق ذاته كيف للسلطة الوصية أن تسمح بدوام هذه الوضعية رغم الشكاوى المتعددة التي رفعوها. وقد أوضح السكان أن ''مشروع 389 مسكن'' خضع مرات عديدة للتهيئة ولكن ما أن يحل فصل الشتاء حتى تبدأ العيوب بالظهور للواجهة، بسبب إما لعدم استكمال أشغال التهيئة أو إنجازها بطريقة اعتباطية لا ترقى للمعايير المعمول بها دوليا، وهو ما وصفته العائلات المقيمة بذات الحي بسياسة ''البريكولاج''. وأكثر ما يؤرق السكان هي المعاناة التي يتخبطون فيها خلال فصل الصيف، حيث تتحول أقبية العمارات إلى مصدر لانتشار الأمراض والروائح الكريهة المنبعثة من تراكم النفايات والمياه القذرة. ولم يتأخر هؤلاء المتضررون في رفع انشغالاتهم إلى السلطات المحلية لبلدية بني مسوس عساها تجد لهم حلولا ميدانية في أقرب الآجال، خاصة وأنهم ذاقوا ذرعا من الوضع الحالي. كما ناشد السكان مصالح ولاية الجزائر وديوان الترقية والتسيير العقاري ودائرة بوزريعة وبلدية بني مسوس للتدخل وإعادة تهيئة الحي وصيانة أقبية العمارات قبل أن تتدهور الأوضاع هناك أكثر فأكثر، خاصة وأننا على أبواب موسم الصيف.