لا تزال فئة سكان البيوت القصديرية وفي ظل ارتفاع حمى الترحيل التي تشهدها عدة مواقع سكنية بولاية الجزائر العاصمة في إطار برنامج رئيس الجمهورية الداعي للقضاء والتخلص من السكنات الفوضوية، تشكو حالها، ففي بلدية برج الكيفان التابعة إقليميا للدائرة الإدارية للدار البيضاء بولاية الجزائر العاصمة لا يزال سكان حي ''سيدي إدريس'' يبدون استياء كبيرا للظروف المزرية التي تعصف بهم هناك، بعدما طالت مدة إقامتهم هناك، في ظل سياسة الصمت الرهيب التي تعتمدها السلطات المحلية تجاههم، والتي رفضت الالتفات لوضعيتهم التي أرقت يومياتهم وحولت حياتهم إلى جحيم بفعل كثرة النقائص وغياب متطلبات العيش الكريم. وقد أوضح سكان حي ''سيدي ادريس'' أن المحيط البيئي الذي يقطنون به، قد تحول إلى مصدر لانتشار الأمراض بسبب الانتشار الواسع للبيوت القصديرية على ضفاف واد ''الحميز'' الذي اتخذوه كموقع لرمي نفاياتهم المنزلية ومفرغة لقنوات الصرف الصحي، ما زاد من مخاوف السكان الذين ليس أمامهم سوى مناشدة السلطات المحلية التي أدارت وجهها دون أن تسال عنهم. غياب الإنارة العمومية يغرق ''سيدي ادريس'' في الظلام وما زاد من استياء هؤلاء المتضررين القاطنين بموقع ''سيدي ادريس أنهم قطنوا بهذه البيوت القصديرية لفترة فاقت ال 14 سنة إلا أن لا شيء تغير، مؤكدين أنه كلما مرت السنين كلما زادت مرارة الحياة البائسة التي يعيشونها. فغياب الإنارة العمومية بكامل الحي القصدري ''سيدي ادريس'' صار يضاعف من مخاوف السكان، حيث يضطرون إلى الرجوع إلى بيوتهم قبل حلول الظلام خوفا على أنفسهم من المتسكعين الذين يترصدونهم لتجريدهم من ممتلكاتهم، خصوصا خلال فترات المساء من موسم الشتاء. المطبات والحفر والمياه الراكدة سمات تميز الحي كما تحدث سكان ''سيدي ادريس'' الذين اتصلوا ب''الحوار'' عن مشكل اهتراء الطرقات والأرصفة التي تشهد حالة متقدمة من التدهور نتيجة التكسرات والمطبات التي طالتها، والتي سرعان ما تتحول إلى مجموعة من برك المياه الراكدة والأوحال التي تعرقل حركة المرور مع تساقط الأمطار خاصة في غياب البالوعات التي تسمح بتسرب المياه الراكدة، وهو الأمر الذي يعكس تماما المعيشة الصعبة التي يتخبطون فيها خاصة خلال فصل الشتاء، حيث تفيض المياه المتراكمة داخل سكناتهم، كما أن المعاناة خلال فصل الصيف لا تقل قساوة، حيث تجف المياه القذرة بفعل حرارة الشمس وتخلق جوا متعفنا يساعد كثيرا على انتشار الأمراض. وقد دعا سكان الحي من خلال ''الحوار'' المسؤولين المهتمين بشؤون البلدية وسكانها إلى معاينة الوضع بحيهم ''المهمش'' مثلما وصفوه، مطالبين في السياق ذاته بضرورة تدخل السلطات المحلية وانتشالهم من ''الميزيرية'' التي يتكبدونها أو على الأقل التخفيف من حدة المشاكل التي تعصف بهم. أحياء أخرى ببرج الكيفان تتقاسم نفس المعاناة تواجه بعض أحياء ذات البلدية مشاكل لا تقل أهمية عن المشاكل التي يتخبط فيها سكان حي ''سيدي إدريس'' وعلى غرار هذه الأحياء حي ''سعيدي أحمد''، حي ''موحوس''، وحي ''الضفة الخضراء'' وغيرها من باقي الأحياء المتواجدة على مستوى بلدية برج الكيفان، حيث تواجه هذه الأخيرة مشكلا عويصا يتمثل في نقص التهيئة، الأمر الذي يحولها في الغالب إلى مستنقعات وبحيرات كبيرة خلال تساقط الأمطار، وما يزيد من تعفن الوضع هو غياب البالوعات الخاصة بمجاري المياه عبر الطرقات، كما يجدر الذكر أن بلدية برج الكيفان المعروفة بشساعة مساحتها لم تستفد من أية مشاريع إنمائية، وما زاد من سخط وغضب السكان هو استحالة التنقل عبر الأحياء السكنية بسبب تحولها إلى أوحال يغرقون فيها بسبب عدم تزفيتها رغم المناشدات المتكررة للسلطات المحلية. طرقات مهترئة تنتظر إعادة صيانة ''فايزي'' و''قهوة شرقي'' و''الدوم'' و''درقانة'' الوضع سيان من جهتهم أكد السكان أن المشكل الكبير في التنقل يكمن على مستوى الطريق الوطني رقم 24 الرابط بين ''المحمدية'' و''برج الكيفان'' والذي يتحول خلال الأيام الممطرة إلى بحيرة من المياه الراكدة والمتجمعة والتي أدت في الكثير من المرات إلى عرقلة سير المركبات والسيارات والحافلات، كما أن الطرق الفرعية هي أيضا تعاني من وضع لا يقل أهمية عما تعانيه الطرقات الرئيسية، ومن بين هذه الطرقات نذكر طريق ''فايزي'' و''النخلات''، و''الدوم''، و''قهوة شرقي''، و''درقانة''، مما أدى بالسكان إلى إبداء حدة استيائهم وتذمرهم وفي مقدمتهم التلاميذ الذين يعانون الأمرين عند تنقلهم إلى مدارسهم. من جهتهم تساءل السكان عن سر هذا التأخر الذي تشهده بلديتهم، مطالبين في ذات السياق بضرورة تحريك عجلة التنمية للخروج من هذه الظروف الصعبة التي حولت حياتهم إلى جحيم وأرقت يومياتهم، خاصة بعدما استفادت مختلف البلديات القريبة من العاصمة من موجة التنمية التي باتت تثير اهتمام مختلف رؤساء البلديات، كما طالب السكان بضرورة إدراج مختلف المشاريع ضمن ميزانية السنة الجارية ومحاولة إنجاز بعض المشاريع التي لا يمكنها الانتظار طويلا.