أكد سعيد عبادو أمين عام المنظمة الوطنية للمجاهدين أن معركة التحرير مرتبطة بمعركة البناء والتشييد; موضحا أن جيل نوفمبر قاد ثورة التحرير واليوم يأتي دور جيل المستقبل الذي تناط به مهمة لا تقل أهمية عن مهمة آبائهم وأجدادهم، وهي الحفاظ على الجزائر وعلى حرية الجزائر. كما ناشد سعيد عبادو في الكلمة التي ألقاها أول أمس خلال اللقاء الاحتفالي بالذكرى المزدوجة لأحداث 20 أوت 55 و56 والذي جمعه بعدد كبير من المجاهدين بمزرعة عائلة ''بشير الهجيم'' التاريخية ببلدية الخرايسية، هؤلاء أن يواصلوا جهادهم في سبيل توصيل شهاداتهم الحية إلى الشباب الجزائري الذي هو في أمس الجاحة الى الوقوف جنبا الى جنب مع جيل نوفمبر الفذ. مضيفا أنه من العار أن يهدد التاريخ الجزائري من خلال التشكيك في حقائقه . و أشار عبادو الى أهمية التواصل بين الاجيال مؤكدا ان الشباب الذي تحمل مسؤولية تحرير الجزائر من العدو الغاشم هو نفسه الشباب الذي تعول عليه الجزائر لتعميرها وبنائها من جديد. وفي ذات السياق سجل اللقاء مشاركة عدد كبير من كبار المجاهدين الذي توافدوا من أكثر من 57 قسمة من الجزائر العاصمة حيث أبوا إلا أن يدلوا بشهاداتهم التاريخية وخاصة المرتبطة منها بتاريخ 20 جويلية 1954 وهو تاريخ اجتماع القادة 14 بمزرعة ''بشير الهجيم'' ومن بينهم ''رابح بطاط، محمد بلوزداد، محمد مرزوقي، عبد الحفيظ بوصوف.. '' حيث تم التأكيد على ضرورة إلقاء الثورة إلى الشعب، وذلك بعد التردد الذي سجلته جماعة 22 خلال اجتماعهم بالمدنية. وحسب شهادة كل المجاهدين الذين تداولوا على المنصة ومن بينهم المجاهد مصطفى زرقاوي وعبد القاسم عبد اللاوي وقاسمي عبد الله عبد الرحمان فإن هذا الاجتماع الذي دام 36 ساعة متواصلة كان اللقاء التأسيسي والنقطة الفاصلة في قرار تفجير الثورة رغم أن الامر كان يظهر مغامرة كبيرة بمصير أمة ضعيفة أمام رابع قوة عسكرية في العالم آنذاك. كما أكد بعض المجاهدين أن بيت الهجيم كان بمثابة المخزن الرئيسي للعاصمة وأنه كان المكان الخاص بالتدريب على استخدام السلاح وصنع القنابل اليدوية والكمائن العسكرية. وبالمناسبة استغلت العائلة الثورية فرصة تواجد أمين عام المنظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو بينهم لينقلوا إليه انشغالاتهم بخصوص الإهمال الكبير الذي أحاط بمنزل الهجيم مطالبين بترميم الدار وتحويلها الى متحف تاريخي تعرف الجيل الجديد بأمجاد ثورتهم المجيدة. وأكد عبادو بأنه ومن خلال الزياراته المتكررة للمكان كان قد فكر في تعويض أسرة الهجيم ماديا وضم البيت الى المعالم التاريخية الجزائرية في القريب العاجل.