أشاد السعيد عبادو الأمين العام لمنظمة المجاهدين أمس، خلال ندوة تاريخية عقدت ببلدية فوغالة ببسكرة إحياء للذكرى 51 لمعركة الشهبة، باهتمام رئيس الجمهورية بالمناسبات التاريخية، وقال أن بوتفليقة يتابع باهتمام كل المناسبات التاريخية، وأنه حريص على تطبيق النصوص التي جاءت بها التعديلات الدستورية الأخيرة. استهل عبادو كلمته أمام السلطات المدنية والعسكرية في هذه الندوة التي عقدت بحضور الرائد عمر صخري أحد القادة العسكريين للولاية السادسة التاريخية وعضو مجلس الأمة خليل رافع، والأمين الوطني لمنظمة أبناء الشهداء الحاج بطيبي، وجمع غفير من المجاهدين، بتبليغ تحية رئيس الجمهورية، وقال إن إحياء الذكريات ليس للتباهي ولكن لإعطاء الصورة الحقيقية لبطولات الآباء والأجداد وتبليغها لأجيال الاستقلال وإطلاعهم على التضحيات الجسام التي قدمت من أجل تحرير الجزائر، لأن جيل الاستقلال يجب ان يتسلح كما قال، بنفس الروح الوطنية التى ميزت جيل نوفمبر، وعلى المجاهدين والمسؤولين العمل بجدية لغرس الروح الوطنية والحفاظ على الجزائر موحدة وقوية وفخورة بتارخها ورجالها الأوفياء. وأضاف أن ثورة نوفمبر حققت حلم الأمير عبد القادر والكثير من المقاومات التي عرفتها الجزائر، وأن هؤلاء الأشاوس لقنوا المستعمر البغيض دروسا في البطولات والشجاعة وإدارة المعارك والتأقلم مع الظروف والمناورات التي كانت تحاك ضد الثورة ورجالها البواسل. وقال عبادو »إذا كان جيل نوفمبر حقق النصر والتحرر من نير الاستعمار، فإن أجيال الاستقلال منوط بها بناء الجزائر على أسس صحيحة ومتينة كما كان يحلم بها الشهداء«، وقال بنبرة غاضبة »إن وزير الخارجية الفرنسي أحمق، هذا الذي يريد رحيل جيل الثورة، متسائلا »هل يعلم هذا الأحمق أن أجدادهم وآباءهم تفننوا في التنكيل بالجزائريين وتقتيلهم واستعمال شتى أنواع التعذيب«؟. وشدد عبادو على دور الباحثين بمخابر البحث في الجامعات الجزائرية الذي يقع على عاتقهم التقرب من المجاهدين والاستماع إلى شهاداتهم، وأن احتضان واهتمام المؤسسات الجامعية بالتاريخ وملاحم الشهداء يعتبر القاعدة التي ترتكز عليها الذاكرة الجماعية، مضيفا أن المجاهد والشهيد صنع التاريخ والباحث عليه تدوين هذا التاريخ وتبليغه للأجيال. وعلى هامش هذه الندوة قال عبادو ل »صوت الأحرار« أن النشاط الثوري بولاية بسكرة استمر من البداية إلى النهاية، بالرغم من بطش الاستعمار وإعداماته المتواصلة، ولكن المناضلين لم يفشلوا وهذا هو المهم، بحيث أن جيش التحرير كان أغلب تموينه من هذه المناطق مضيفا أن المواطنين لم يبخلوا بأموالهم وكانوا يتقاسمون معيشتهم مع جيش التحرير، وهذا ما أزعج الاستعمار الذي توهم أنه قضى على النظام الثوري. وأوضح عبادو في كلمته أن مشروع قانون تجريم الاستعمار سوف يحال على المناقشة والمداولة، ويجب أن لا يأخذ أكثر من الوقت المطلوب، وأن هذا القانون يجب الاستعانة فيه برجال قانون ومؤرخين كبار والاستفادة من تجارب أخرى حتى يكون نص القانون ملائم ومناسب.