تساءل عبد العزيز زياري رئيس المجلس الشعبي الوطني حول ما إذا كان يمكن للبلدان المغاربية أن تبني علاقاتها مع دول شمال المتوسط من دون أن تأخذ في الحسبان البعد المغاربي المشترك، وقال زياري إن مستقبل الشعوب المغاربية سيكون بالدرجة الأولى مغاربيا قبل أن يكون أورومتوسطيا أو غيره. أوضح زياري أن التحولات العميقة التي تعرفها مجتمعاتنا والتطور السريع للاقتصاد وتحديات العولمة المفروضة كلها عوامل تدفع حسبه إلى القيام بما أسماه بقراءة نقدية للإنجازات وكذا مسيرة اتحاد المغرب العربي، ومن ثمة التفكير في مبادرات أوسع لهذه الهيئة تكون المصلحة الجماعية هي السيدة. وقال زياري إن كل هذه المعطيات قد دفعت الجزائر خلال رئاستها الدورية للاتحاد في الفترة ما بين 1995 و2003 إلى التقدم بمجوعة من المقترحات على غرار إنشاء المجموعة الاقتصادية المغاربية، التي قال إنه يتعين إعطاءها اهتماما خاصا ودراستها بكثير من التفتح والمسؤولية. وتابع زياري في كلمته القصيرة التي ألقاها في افتتاح دورة المجلس الشورى المغاربي يقول ''بالنسبة للجزائر وبكل شرائحها، البناء المغاربي أكثر من خيار، بل هو من وجهة نظرنا ضرورة وحتمية إستراتيجية بالغة الأهمية''، مضيفا أنه رغم العراقيل التي تواجه المشروع في الظرف الحالي، إلا أن المستقبل سيكون مغاربيا بحتا -على حد تعبيره- نظرا لكونه نابعا من عوامل موضوعية دائمة ذات البعد التاريخي والعمق العقائدي التي لا يمكن تجاهلها أو تهميشها.