أعربت ثلة من الفنانين الجزائريين الذي استجوبتهم ''الحوار'' عن استيائهم حيال احتفالات الثامن 8 جوان عيد الفنان، واصفين إياه بالاحتفال الشكلي والنظري، وأن هذا اليوم، حسبهم، لا يقدم شيئا للفنان، فيما اعتبره البعض خطوة نحو تحقيق الوعود المنتظرة. الممثل المسرحي رابحي توفيق: يوم الفنان لا يقدم ولا يؤخر عجلة الإبداع أشار الممثل المسرحي رابحي توفيق إلى أنه من الأهمية بمكان إيجاد صيغة تمكن الفنان من ممارسة عمله وهو مطمئن على مستقبله ما بعد التقاعد، ولا يبقى كمن ينثر الغبار على الشوك. ''جميل أن ينظم يوم وطني للفنان، لكن أن نذكره في يوم معين ونكرمه ونتنكر له في بقية أيام السنة فهذا الذي لا يجب. من المفروض أن كل أيام السنة عيد بالنسبة للفنان، لأنه هو الذي يصنع الأفراح ويبكي لهموم الناس ويعبر عن أوجاعهم سواء على خشبة المسرح أو في قطعة موسيقية، أو رقصة بالي، أو أغنية أو ريشة رسام تشكيلي أو غيرها من الفضاءات الفنية التي يظهر فيها الفنان بمظهر البطل الذي يداوي جروح الناس وهو ينزف من الداخل''. في اعتقادي، يضيف توفيق، الفنان في الجزائر لم يعد له مكان ولن تقوم له قائمة بالنظر إلى الوضعية الاجتماعية التي يتخبط فيها على مرأى من المسؤولين الذين يعدونه في كل مناسبة بمعالجة وضعيته القانونية. كل هذا، يقول رابحي، أحبط عزيمته وقوض إبداعه. صراحة يوم الفنان لا يعني لي شيئا فهو يوم عابر كبقية أيام السنة مادام لا يقدم ولا يؤخر أشياء كثيرة في حياتنا كفنانين. الممثل حسان بن زيراري: من الأحرى تصحيح وضعية الفنان عوض استحداث يوم له من جهته قال الممثل المسرحي والوجه التلفزيوني المعروف حسان بن زيراري، إن عيد الفنان هو يوم عادي وهو من الناحية النظرية موجود لكن إذا بحثنا في عمق حياة الفنان لا نجد له أثرا، وأجمل ما فيه أنه مناسبة نلتقي فيها نحن الفنانين ونتبادل أطراف الحديث عدا عن ذلك فهو لا يعني لي شيئا بالمرة. ودعا بن زيراري السلطات المعنية إلى ضرورة الالتفات للفنان وضمان حقوقه مستقبلا، وضمان أيضا مستقبل عائلته بعد مماته، راجيا الجهة المسؤولة عن القطاع الثقافي بالجزائر أن تجعل من هذا اليوم، مناسبة لتخرج بقرارات لصالح الفنان وتروي عطشه في يوم عيده، مستهجنا في السياق ذاته الطقوس التي يحتفل بها بيوم الفنان ''من الأحرى تصحيح وضعية الفنان عوض استحداث يوم يحتفى به، 40 سنة ونحن نطالب بقانون الفنان ولا شيء ملموس لحد الساعة''. المطرب محمد فؤاد ومان: أنا لا أؤمن باليوم الوطني للفنان نفس الرأي لمسناه عند المطرب محمد فؤاد ومان ''في وقتنا الحالي لا يمكن أن نتكلم عما يسمونه باليوم الوطني للفنان، وأكفر بهذه المناسبة التي تضر الفنان ولا تنفعه. أنا هنا، يقول ومان، ليس بقصد الاحتفاء بهذه المناسبة بل جئت لأكرم أحد الفنانين، كما نفعل في كل مناسبة، يكرم الفنان في يوم واحد في السنة، ويهان في بقية الأيام الأخرى. الممثل محمد ادار: اليوم الوطني للفنان خطوة لتحقيق الوعود فيما أبدى محمد ادار، الممثل التلفزيوني، تفاؤله بهذا اليوم، معتبرا إياه خطوة نحو تحقيق الوعود التي طالما طالب بها الفنان. ''أعلم يقول ادار أن الفنان مستصغر في بلادنا أمام عدم وجود قانون ونقابة تدافع عنه لكن يبقى الأمل قائما. وكما يقال ''لي يتمنى خير من لي يقطع لياس''.