يأمل عشاق المنتخب الوطني أن تكون ردة فعل زملاء زياني قوية أمام الإنجليز الجمعة القادم بكايب تاون، بعد الهزيمة المرة وغير المستحقة أمام سلوفينيا، تماما مثل ردة فعلهم أمام المنتخب المالي في كأس إفريقيا، عقب الهزيمة ''المذلة'' أمام منتخب مالاوي. لكن هل يمكن عقد مقارنة بين المنتخبين المالي والإنجليزي، أو بين منافسة من حجم كأس إفريقيا وأخرى من حجم كأس العالم؟ بطبيعة الحال، الجواب هو لا. وبالمقابل، فإن الروح القتالية التي لطالما ميزت لاعبي ''الخضر'' في التصفيات المونديالية أو تلك التي أظهروها خلال كأس إفريقيا، لم يكشر عنها بعد، ولازالت مكبوتة، وقد يتم إخراجها أمام الإنجليز. سعدان لم يحسن تحضير اللاعبين نفسيا وبعيدا عن الاختيارات التكتيكية للمدرب الوطني سعدان في مباراة سلوفينيا، التي لا ينبغي أن يناقشه فيها أحد، لأنه المسؤول الأول عن العارضة الفنية، فإن المتتبعين يؤكدون أن الحذر الشديد الذي ميز طريقة لعب زملاء يبدة، يعكس خللا في التحضير النفسي للاعبين. لقد لعبوا المباراة وكأنهم متخوفون من تلقي هدف مبكر، ما جعلهم لا يغامرون رغم احتفاظهم بالكرة لمدة أطول. ''الخضر'' لم يطبقوا نصائح المختصين وكان المدرب الفرنسي إيمي جاكي، الذي قاد منتخب الديوك إلى التتويج بكأس العالم، قد ذكر قبل اللقاء أن ''الخضر'' يملكون كل الحظوظ لإنهاء المباراة لصالحهم ''شريطة أن يتحرروا نفسيا ويبدعوا فوق الميدان''. وبالفعل، فإن الخلل الذي كان يعرقل أداء المنتخب الوطني في تلك المباراة الافتتاحية هو عدم تحرر اللاعبين بسبب ''تخوفهم'' من المغامرة، وهذا راجع بالأساس إلى إحساسهم بالضغط المفروض عليهم من الجماهير والصحافة الذين كانوا ينتظرون منهم الفوز لا غير. وكان الأجدر بزملاء جبور الاستماع إلى ما قاله الأسطورة الأرجنتينية دييغو آرماندو مارادونا عندما نصحهم ''بالاستمتاع بالمونديال، وإسعاد جماهيرهم، لأنهم يملكون فريقا جيدا يستحق الافتخار به''، وكان مارادونا يقصد أن ''الخضر'' ليسوا من المرشحين لنيل اللقب العالمي، وعليه فإن الأجدر بهم أن لا يعيروا اهتماما للضغط المفروض عليهم، واللعب من أجل متعة المونديال. لقد قدم ''الخضر'' أداء جيدا في العديد من فترات اللقاء أمام سلوفينيا، بفضل الفرديات الجيدة على غرار يبدة وزياني وبلحاج ولحسن، غير أن ذلك لم يكن كافيا في غياب روح الجماعة والرغبة في الفوز. من جهته، صرح مدرب آرسنال الإنجليزي، آرسن فينغر أن ''المنتخب الجزائري كان يلعب بحذر وكان يدوس على الفرامل بشكل مفرط، ما انعكس على أدائه الهجومي''، مشيرا أن على اللاعبين اللعب بتحرر أكثر أمام الإنجليز والأمريكان. الشارع الرياضي مصدوم وينتظر حدوث ''معجزة'' أمام الإنجليز ولازالت الهزيمة المرة أمام السلوفان على لسان كل الجزائريين، الذين لايغيب حديثهم عن العودة إلى أسباب تلك الهزيمة رغم أن الفريق السلوفيني كان في المتناول. فالبعض يلوم سعدان على إقحامه لغزال، والآخر لم يفهم لماذا لم يدخل بودبوز لإعطاء نفس جديد للهجوم، فيما علق البعض أن ''منصوري لم يكن السبب وراء الهزائم التي تلقاها الفريق في مبارياته الودية، بدليل غيابه عن هذا اللقاء لم يمنع الخضر من الانهزام !'' وفقد أغلب الأنصار الأمل في التأهل إلى الدور الثاني، ''باعتبار أننا لن نتمكن من هزم المنتخبين الإنجليزي والأمريكي، إلا في حالة حدوث معجزة''. وبالمقابل، فإن الجماهير تنتظر أداء مشرفا أمام الإنجليز، وإثبات أحقيتهم في التأهل إلى المونديال.