خيب المنتخب الوطني آمال كل الجزائريين، إثر تلقيه هزيمة مذلة بنتيجة 3/0 ظهيرة أمس على يد منتخب مالاوي العائد إلى منافسات أمم إفريقيا بعد غياب دام 26 سنة كاملة، وقدد تفنن لاعبوه في تسجيل ثلاثية كاملة، كشفت عيوب دفاع الخضر والحارس شاوشي، الذين ارتكبوا أخطاء تقليدية صنعت مفاجأة غير سارة جدا، وخاصة أن التشكيلة الوطنية كانت الزعيمة في التأهل إلى هذه الدورة، وضمنت حتى تأهلها المستحق إلى المونديال القادم في مباراة لن تنسى أمام المصريين· لا التقنيون ولا المحللون ولا الأنصار كانوا ينتظرون ظهور الخضر بمثل هذا المستوى الهزيل أمام منتخب أقل ما قيل عنه أنه متواضع، بغض النظر عن المنافسين القادمين، فريقي مالي ومستضيف الدورة منتخب أنغولا، لأن ذلك المنتخب الذي صنع ملحمة أم درمان وتأهل بجدارة إلى كأس العالم، ظهر وكأنه بلا روح أمس، فلا حياة لمن تنادي طوال المباراة، التي عرف المالاويون كيف يسيطرون عليها، عقب توصلهم إلى شباك الحارس شاوشي بعد دقيقة واحدة على مرور ربع الساعة الأول من اللقاء، حيث ارتكب الدفاع غلطة فادحة بتركه لمهاجمين مالاويين في حرية مطلقة، قبل أن يرتكب شاوشي خطأ آخر بعدم سيطرته على الكرة عندما حاول إبعادها بقدمه، لينتهز ذلك المهاجم روستال الذي أخذ الكرة ويمنح منتخب مالاوي هدف التقدم، ومع ذلك فإننا لم نلمس أي رد فعل قوي، ما عدا بعض المحاولات المحتشمة لرفقاء صايفي، في غياب الحس الهجومي لمهاجمينا، و هو ما أكسب أبناء المدرب كيناه فيري أكثر ثقة بالنفس، ليتمكنوا من مضاعفة النتيجة برأسية قوية من اللاعب المالاوي المتألق كافوتيكا في الدقيقة ال36 أمام مرأى مدافعينا، لتتحرك بشكل طفيف نوعا ما قاطرة الخضر في الدقائق الخمس الأخيرة من الشوط الأول عبر محاولات هزيلة من صايفي وبلحاج، إلا أنها لم تأت بالجديد· وقبل أن يبلغ الشوط الثاني دقيقته الخامسة، أضاف منتخب مالاوي هدف الارتياح عن طريق اللاعب باندا إثر خطإ فادح من الحارس والدفاع مرة أخرى، في الوقت الذي كان فيه معظم لاعبينا حاضرين غائبين، يتقدمهم زياني، الذي كان معولا عليه كثيرا، كونه يشكل محرك المنتخب، ليمر بذلك الشوط الثاني مرور الكرام على الخضر، دون أي شعور بالهزيمة، بالرغم من محاولة الشيخ سعدان تدعيم خط الهجوم، بإقحامه الثلاثي بزاز، زياية وبوعزة، حيث بقيت البرودة تسيطر على نفوس لاعبينا، و لم نشهد أي فرص سانحة سوى القليل ضيعها البديل زياية، على عكس منتخب مالاوي الذي عرف لاعبوه كيف يحافظون على نتيجة الفوز، وربما اقتدوا بمفاجأة مباراة الافتتاح بين أنغولا و مالاوي، والتي تمكن فيها رفقاء كانوتي من العودة في أقل من ربع ساعة، بعدما كانوا متأخرين بأربعة أهداف كاملة· هذه الخسارة المفاجأة تجبر سعدان ولاعبيه على قراءة جميع الأخطاء المرتكبة ضد مالاوي، استعدادا لمواجهة منتخب مالي هذا الخميس، لأن أي تعثر آخر يعني خروج الخضر من الباب الضيق للدورة الإفريقية·