أعلن السفير التركي بالجزائر السيد أحمد نيكاتي بيغالي، عن قرب التوصل لحل يخص رفع التأشيرات التركية على الرعايا الجزائريين، قال إنه سيكون مماثلا لما تم الاتفاق عليه مع كل من سوريا وعدد من الدول التي أقامت معها أنقرة علاقات إستراتيجية، ويأتي هذا ترجمة لإعلان اسطنبول الأخير الذي تلا القمة العربية التركية والذي عرف حضور السيد عبد العزيز بلخادم الممثل الشخصي، من جانب آخر نفى الرجل في تصريح ل ''الحوار'' وجود عوائق كبيرة تقف عثرة وراء دخول الاستثمار التركي إلى الجزائر. وجاءت هذه التصريحات التي أدلى بها سعادة السفير التركي بالجزائر وغيرها نهار أمس السبت في الندوة التي احتضنها مركز الشعب للدراسات الإستراتيجية بعنوان ''التوجهات الجديدة للسياسة الخارجية التركية''، والتي نشطها البروفيسور امحند برقوق رئيس المركز، بالإضافة للمكلف بالإعلام في حركة مجتمع السلم الأستاذ محمد جمعة والمحلل الاقتصادي الجزائري الدكتور بشير مصيطفى، وعرفت أيضا حضور السيد كمال رزاق بارة مستشار رئيس الجمهورية والعقيد لخضر بورقعة وعددا من سفراء الجزائر ووجوه سياسية أخرى. وكان سفير أنقرة لدى الجزائر قد أجاب على هامش هذه الندوة على عدد من الأسئلة التي تمحورت على التعاون البيني بين الجزائر وتركيا، حيث أفاد إلى وصوله إلى 5 مليارات دولار في العام المنقضي، موضحا أن بلاده تشتري الكثير من الغاز الطبيعي الجزائري. وعبر الرجل على أمله وأمل القيادة السياسية في بلاده على فتح جسور جديدة بين البلدين اللذان يتقاسمان تاريخا مشتركا يزيد على ال3 قرون، وقال إن ذلك يمكن له أن يتحقق في ظل فتح منطقة حرة للتبادل الحر بين الجزائرواسطنبول مماثلة لما تم الاتفاق عليه مع كل من سورية، لبنان والأردن. على صعيد آخر فيما يخص ما حدث للباخرة التركية والأزمة مع إسرائيل واعتدائها بقرصنة سفينة الحرية في المياه الدولية، شدد السفير التركي بالجزائر على أن أنقرة ستواصل متابعتها القانونية لتل أبيب، وقال ضمن هذا السياق إن 117 دولة أدانت الممارسات الإسرائيلية فيما يخص هذه القضية. وأكد الرجل أنه على المجتمع الدولي وعلى رأسه مجلس الأمن، أن يعيد النظر في ''العنجهية والتطرف الإسرائيلي'' الذي رمى قرارات الأممالمتحدة وداس على القانون الدولي وهذا باعتدائه على سفينة كانت في أعالي البحار والمياه الدولية، التي أكد أن الأمر محرم حتى في ظل اشتعال الحروب بين الدول، مشيرا أن هذا قد فضح مرة أخرى ممارسات الدولة العبرية التي تتفنن في استخدام الإرهاب الدولي. وأضاف أن أنقرة لا تريد الحرب مع إسرائيل، لكنها في ذات الوقت تريد لجم ممارساتها وأن تخضع ككل الدول للقانون الدولي، مشددا على أن القضية الفلسطينية هي قضية إنسانية وعالمية وليست بين الفلسطينيين والإسرائيليين. من جانب آخر أكد الرجل استعداد بلاده لمدارسة إمكانية إلغاء قانون منع الطالبات من ارتداء الخمار في الجامعات التركية، معتبرا إياه غير مفيد، وأن تركيا هي الحالة الاستثنائية في العالم في هذا الإطار. إلى ذلك وفي تدخل الأستاذ محمد جمعة عن حركة مجتمع السلم، فقد أبرز المتحدث الأسباب والعوامل التي أدت إلى التغير الملحوظ اليوم في السياسة الخارجية التركية وتحولها نحو إسناد القضايا العربية والإسلامية، حيث اعتمد الرجل في تحليله على 10 نقاط أساسية ضمنها وصول حزب العدالة التركية إلى سدة الحكم، وانتهاء الحرب الباردة والرغبة التركية في إيجاد موقع جديد لها، بالإضافة إلى كونها إحدى الدول 20 اليوم، زيادة على رفض الشعب التركي لاحتلال العراق وغيرها من النقاط الأساسية. من جهته وفي مداخلة للأستاذ والخبير الاقتصادي الجزائري بشير مصيطفى، أكد فيها أن اهتمام تركيا اليوم بالمنطقة العربية ليس جديدا، ولكنه يدخل ضمن الإرادة التركية في العودة إلى المنطقة العربية بحكم أن تواجدها في أغلب البلاد العربية يعود إلى قرون مضت، منبها بدور اللقاء الأخير للشراكة الذي التأم في 11 من شهر جوان الماضي في اسطنبول التركية بين أنقرة والعرب، حيث استعرض المتحدث مختلف الآفاق والفرص المتاحة لتشكيل هذا التحالف، دون أن ينسى مجموعة المخاطر التي تحيط بهذا التحالف إن أمكن له النجاح. وبدأ الدكتور مصيطفى في الحديث عن نتائج التحالف الأخير الذي أثمر في إنشاء منطقة حرة للتبادل الحر بين كل من سورية والأردن ولبنان، قال إنها خطوة مشابهة لما هو حاصل في مجلس التعاون الخليجي، وقال إن الجزائر عليها استثمار هذا التوجه التركي في المنطقة العربية من أجل إنجاز مشاريع إستراتيجية، مشيرا إلى ضخامة السوق التركي الذي بدأ يتضايق من انحصار الأسواق أمام الحصار الأوروبي على انضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي، مفيدا بأن تركيا ستكون 9 أضخم اقتصاد عالمي و2 أكبر اقتصاد في القارة الأسيوية في غضون العام ,2017 سيما وأن صادراتها تتعدى ال277 مليار دولار. لكنه اعتبر أن الخطورة الوحيدة الناجمة على هذا التحالف ستنجم إذا امتد هذا التعاون إلى تعاون سياسي وعسكري، بحكم أن الدولة التركية مرتبطة بالحلف الأطلسي وحتى بالدولة العبرية، بغض النظر على ما حدث مؤخرا.