أكد السيد أحمد نجاتي بيغالي سفير تركيا بالجزائر أمس، أن العلاقات التركية الإسرائيلية لن تعود أبدا إلى ما كانت عليه في السابق بعد الهجوم الدامي الذي لحق بقافلة الحرية المحملة بالمساعدات الإنسانية لسكان غزة، وكشف أن كل النشاطات والتبادلات التي كانت بين البلدين وحتى المشاريع المستقبلية قد تم تجميدها من الطرف التركي. وأضاف في السياق أن العدوان الاسرائيلي ليس مشكلا متعلقا بغزة أو فلسطين أو منطقة الشرق الأوسط ككل بقدر ما هو مشكل العالم بأسره وفي عدم قدرته على تطبيق شرائعه. وفي هذا الصدد، طالب السفير التركي دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية بالخروج من مواقف التنديد والتحرك لردع إسرائيل للانتهاكات التي تمارسها على القوانين الدولية التي تحمي المواطنين في كل مكان بما في ذلك المياه الدولية بالبحار العليا، حيث اغتصبت القوات الإسرائيلية قافلة الحرية وأسفرت عن مقتل تسعة أتراك كانوا على متن سفينة مرمرة، في الوقت الذي التمست فيه إسرائيل حجة واهية مفادها أن قواتها تعرضت للاستفزاز، وأشار المتحدث الى أن القافلة خلال رحلتها تعرضت لتفتيش جمركي في كل محطة وقفت عندها ولم يتم العثور على أي قطعة سلاح واحدة تدينهم، بل كانت تحمل مجموعة من المساعدات الغذائية لسكان غزة. وذكر أن المنظمة التي قادت المبادرة هي منظمة تركية خيرية غير حكومية، ذات طابع إنساني ولا تمثل جهات رسمية، ومبادرتها في التوجه بمساعدات إنسانية إلى سكان غزة تخصها ولا علاقة للحكومة التركية بها، وإشاعات إسرائيل حولها كاذبة، فهذا مجرد مبرر تقدمه الحكومة الإسرائيلية لتغطية فظاعة ما قامت به بهجومها على ناشطين إنسانيين مسالمين- يضيف المتحدث- وأضاف السفير خلال نزوله ضيفا على ندوة الشعب التي تناولت موضوع ''الإستراتيجية الجديدة لتركيا في العالمين العربي والإسلامي''، أن الاعتداء الإسرائيلي كان متعمدا بدليل أن التحقيقات كشفت أن رمي الرصاصات في أجساد الضحايا كانت قريبة منهم وهذا دليل على نية المغتصب في تصفية هؤلاء الضحايا، وقال السيد بيغالي؛ تركيا لن تسكت عن الوضع وتطالب إسرائيل بالاعتذار رسميا وإعادة السفن المحتجزة في ميناء أسدود وأن تركيا سوف تسترد حقها بما تكفله الشرعية الدولية. وعاد المتدخل ليروي وقائع الحادثة التي وقعت على بعد 60 ميلا من مياه غزة، مشيرا إلى ان الهجوم وقع في المياه الدولية على بواخر محملة بالمساعدات الإنسانية المختلفة الموجهة إلى مواطني غزة المحاصرين، وكان على متنها حوالي 800 شخص، منهم 554 من جنسية تركية و193 من جنسيات مختلفة، منهم 32 جزائريا، بينهم نواب برلمانيون، صحفيون، رجال أعمال وطبيب، ووصف الهجوم بالفعل الإجرامي الذي لا يقوم به الا القراصنة، وحدوثه في عرض المياه الدولية يعتبر خرقا للقانون الدولي الذي يمنع اعتراض اي باخرة فيه. وحول العلاقات التركية مع الدول العربية والمسلمة، أكد المتحدث أن تركيا لا يمكن أن تتنكر لجذورها الإسلامية، وأشار الى أن سياسة تركيا في هذا الشأن تعرف تقاربا ملفتا خاصة مع جيرانها، وتعتمد على معادلة صفر مشاكل مع كل الدول المجاورة في منطقة الشرق الأوسط، وذكر المتحدث بمواصله العمل على تحقيق الهدف الأساسي للحكومة التركية ألا و هو التأكيد في كل مرة على السلم والأمن في المنطقة. من جانبه، صرح السيد محمد جمعة الأمين الوطني المكلف بالإعلام في حركة مجتمع السلم، أن تركيا استطاعت في فترة وجيزة تسوية المشاكل مع جيرانها وتسعى دائما إلى ذلك، حتى أنها تمكنت من تحويل الخصوم إلى حلفاء على غرار سوريا وأرمينيا وإيران والعراق، والأكثر من ذلك عملت تركيا كوسيط فعال لحل النزاع مع جيرانها، الأمر الذي مكنها من إقلاق الدول الكبرى في العالم وكانت بمثابة الشوكة في حلق إسرائيل مؤخرا كونها أبدت تعاطفها مع القضية الفلسطينية. وأفاد المصدر أن تركيا استطاعت دخول قلوب العرب والمسلمين من خلال البوابة الفلسطينية، وذكر بتصريح داود أوغلو وزير الخارجية التركية الذي قال إن مشكلة القدس تحل بالعودة إلى الأرشيف العثماني، ويبدو أن التاريخ يعود إلى مجراه الطبيعي حيث يعتبر أوغلو القدس بمثابة أنقرة ومثل غزة بإسطنبول.