لا تزال معاناة سكان ''الحوش المخفي'' التابع إداريا لبلدية ''أولاد هداج'' على بعد بضعة كيلومترات عن منطقة الرغاية الواقعة شرق ولاية الجزائر العاصمة مع انعدام محطات ومواقف النقل وقلة المواصلات بمنطقتهم متواصلة لحد الساعة بالرغم من معاناتهم الطويلة ومناشداتهم المتكررة للسلطات البلدية، من أجل التدخل وتزويد الحي بالمواصلات اللازمة والمواقف الضرورية. حيث يعد الخط الرابط بين ''الرغاية'' و''الحوش المخفي'' المتنفس الوحيد لفك عزلة أزيد من 09 آلاف قاطن ''بالحوش المخفي'' ممن يقصدون مدينة الرغاية كمنطقة عبور باتجاه أنحاء العاصمة وضواحي بومرداس، ومع ذلك فإن أول مشكل يصادف المسافرين والناقلين على حد السواء هو انعدام التهيئة لموقف الرغاية المحاذي لمحطة القطار، أين تتحول الأرضية الترابية إلى برك من الأوحال لاسيما في فصل الشتاء، لكن رحلة المتاعب حسب سكان المنطقة تكمن في عدم احترام الناقلين للمسلك القانوني الذي يفرض عليهم الوصول إلى حي ''بن عجال'' ببلدية بودواو عبر الطريق الوطني السريع رقم 01 ثم العودة إلى الرغاية عبر الطريق ذاته، خاصة مع وجود عدد معتبر من العمال والتلاميذ من الطورين الأساسي والثانوي ممن يقصدون مدينة بودواو، - في ظل انعدام موقف نهائي ثابت بحوش المخفي-. على صعيد آخر وما زاد الطين بلة حسب بعض السكان ل ''الحوار''، اعتماد أصحاب الحافلات على ما يسمونه بالخط المباشر نحو الرغاية، انطلاقا من موقف مسجد ''الهدى'' الذي هو بمثابة محطة رئيسية في الفترة الصباحية التي تمتد إلى غاية العاشرة صباحا، أين يتفادى الناقلون استخدام الطريق السريع، وبالتالي حدوث اضطراب في النقل لدى هؤلاء العمال والتلاميذ ينعكس في تأخرهم اليومي عن مقاصدهم المختلفة، متهمين إياهم بمحاولة الربح السريع عبر اختصار المسافة من جهة، والتسابق لنقل أكبر عدد ممكن من المسافرين من جهة أخرى. ومن ناحيتهم أوضح الناقلون أن الوضع خارج عن نطاقهم في الوقت الذي يعرف فيه الطريق السريع اختناق حركة المرور في أغلب فترات اليوم نتيجة السيل الهائل من المركبات القادمة من ولايات الشرق، كما يجمع أصحاب الحافلات على أن زحمة السير لا تقتصر على الطريق السريع فحسب وإنما على المنطقة العمرانية في ''حوش المخفي'' ذاته الذي يشمل طريقا رئيسية وحيدة تتوسط الحي بعرض لا يتجاوز في أحسن الأحوال 5 أمتار، وهي بالكاد تتسع لحافلتين من النوع المتوسط في اتجاهين متقابلين خاصة وأنها تتوسط المحلات التجارية. وكنتيجة لهذه المعاناة يجدد هؤلاء السكان مناشدتهم للسلطات المعنية التدخل والتكفل بالوضع الراهن، حيث ذاقو ذرعا وسئموا الانتظار ومرارة الوضع.