تتميز حركة تنقل المسافرين بين مدينة الرغاية وحوش المخفي بمشاهد الفوضى اليومية التي تعكس سوء تنظيم النقل انطلاقا من محطة الرغاية ووصلا إليها مع ما تعرفه الرحلات المبرمجة من سيناريو الصعود والنزول على مستوى جميع المواقف في ظل غياب موقف نهائي على مستوى الحي، مع ما يتكبده المواطن من إهدار للوقت جراء اختناق حركة السير على ذات المحور. ويعتبر هذا الخط المتنفس الوحيد لفك عزلة أزيد من 09 آلاف ساكن بحي المخفي ممن يقصدون مدينة الرغاية كمنطقة عبور باتجاه أنحاء العاصمة وضواحي بومرداس، حيث أن أول مشكل يصادف المسافرين والناقلين على حد سواء هو انعدام التهيئة لموقف الرغاية المحاذي لمحطة القطار، أين تتحول الارضية الترابية إلى برك من الاوحال لاسيما في فصل الشتاء، لكن رحلة المتاعب حسب سكان المنطقة تكمن في عدم احترام الناقلين للمسلك القانوني الذي يفرض عليهم - في ظل انعدام موقف نهائي ثابت بحوش المخفي التابعة إداريا لبلدية اولاد هداج ولاية بومرداس- الوصول إلى حي بن عجال ببلدية بودواو عبر الطريق الوطني السريع رقم 01، ثم العودة إلى الرغاية عبر الطريق ذاته، خاصة مع وجود عدد معتبر من العمال والتلاميذ من الطورين الأساسي والثانوي ممن يقصدون مدينة بودواو. ومازاد الطين بلة حسب بعض المواطنين الذين التقيناهم هو اعتماد أصحاب الحافلات على ما يسمونه بالخط المباشر نحو الرغاية، انطلاقا من موقف مسجد "الهدى" الذي هو بمثابة محطة رئيسية في الفترة الصباحية التي تمتد إلى غاية العاشرة صباحا، أين يتفادى الناقلون استخدام الطريق السريع، وبالتالي حدوث اضطراب في النقل لدى هؤلاء العمال والتلاميذ ينعكس في تأخرهم اليومي عن مقاصدهم المختلفة، متهمين إياهم بمحاولة الربح السريع عبر اختصار المسافة من جهة، والتسابق لنقل أكبر عدد ممكن من المسافرين من جهة أخرى. ومن جهتهم أوضح الناقلون أن الأمر خارج عن نطاقهم في الوقت الذي يعرف فيه الطريق السريع اختناق حركة المرور في أغلب فترات اليوم نتيجة السيل الهائل من المركبات القادمة من ولايات الشرق، وهنا تدخل أحدهم قائلا إنه اضطر للبقاء 45 دقيقة في زحمة السير بين محوري بودواو والرغاية، تحت وابل من الانتقادات من طرف المسافرين الذين عابوا عليه عدم استخدام الخط المباشر. كما يجمع اصحاب الحافلات على أن زحمة السير لا تقتصر على الطريق السريع فحسب وإنما على المنطقة العمرانية في حوش المخفي ذاته الذي يشمل طريقا رئيسية وحيدة تتوسط الحي بعرض لا يتجاوز في احسن الاحوال 5 أمتار، وهي بالكاد تتسع لحافلتين من النوع المتوسط في اتجاهين متقابلين خاصة وأنها تتوسط المحلات التجارية، فيكفي أن يركن أحد الزبائن سيارته لتبدأ معاناة لا تنتهي إلا على وقع الشجار، وتدخل العقلاء، وهنا يرجع الناقلون السبب في ذلك الى عدم احترام السكان لقواعد البناء بمحاذاة الطريق التي تنص على ضرورة ترك متر إلى مترين لفائدة الطريق الرئيسي. وأمام هذه الاتهامات المتبادلة التي لم تستثن زحمة المرور، أوضح مسؤول بلدي أن الحل الوحيد الذي اقترحته البلدية منذ مدة طويلة هو جعل الطريق الرئيسي ذو اتجاه واحد، لكن في ظل غياب طرق اخرى معبدة كلية بقي الامر على حاله في انتظار ربط الحي بشبكة الغاز الطبيعي، ومن ثمة تعبيد الطرقات، وهو المشروع المزمع إنجازه في السنة الجارية، أما فيما يتعلق بموقف نهائي للحافلات فقد أوضح المتحدث أن المشروع لابد له من دراسة معمقة في ظل الملكية الخاصة للاراضي التي لم تسمح بإنجاز سوى ملحقة البلدية، ومكتب بريد، ومركز صحي على مستوى الحي.