حذر مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى تركيا من خطورة تصعيد حدة التوتر بين البلدين، في اعقاب قرارها حظر الطيران الحربي الاسرائيلي من دخول مجالها الجوي. ونقلت شبكة ''سكاي نيوز'' الأمريكية عن المسؤول الذي وصفته بالبارز في الحكومة الاسرائيلية بالقول ''يتعين على تركيا التفكير مرتين قبل أن تعمق الأزمة في العلاقات بين البلدين''. وأضاف ''يبدو أن الأتراك اختاروا طريق التصعيد وبشكل لا يخدم مصالح أي من البلدين، وإذا كانوا يبحثون عن ذريعة لقطع الصلات تماماً بينهما فمن شأن ذلك أن يضر بموقع تركيا في منطقة الشرق الأوسط''. وتابع ''التعاون العسكري بين اسرائيل وتركيا جرى بما يخدم مصالح البلدين وليس هناك من سبب يدعو إلى تغييره''. وقال ''نذكر الحكومة التركية بتجربة الاتحاد السوفييتي حين خسر نفوذه في منطقة الشرق الأوسط نتيجة ابتعاده عن اسرائيل عام ,''1967 على حد تعبيره. وكانت وزارة الخارجية التركية أكدت ان تركيا رفضت طلباً إسرائيلياً لاستخدام مجالها الجوي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية بوراك أوزوغرجين ''طلبت إسرائيل مؤخراً من تركيا السماح لطائرة شحن باستخدام مجالها الجوي لكنها رفضت الطلب، ومن جهة اخرى ما زالت إسرائيل تستخدم الفضاء الجوي التركي في الرحلات المدنية''. وأضاف ''الرحلات الجوية منقسمة إلى مجموعتين الأولى رحلات مدنية والأخرى عسكرية، والأولى مستمرة ما لم تمنع لاحقاً''. وتابع ''فيما يتعلق بالرحلات العسكرية، تقضي الإجراءات الطبيعية بطلب إذن لكل رحلة تعبر المجال الجوي التركي، ويجري التقييم لكل حالة على حدة. واعتبر أوزوغرجين انه ''من الواضح ان هذا نتيجة السخط الناجم عن الهجوم العسكري على الأسطول الذي كان ينقل مساعدات إنسانية إلى غزة، وتركيا تريد من إسرائيل أن تعتذر وتدفع تعويضاً لعائلات الضحايا وترفع الحصار عن غزة''. وأضاف نحن نريد قيام لجنة مستقلة تحقق في الحادث، ولا يمكن توقع أي نتيجة من اللجنة الوطنية التي أعلنت إسرائيل انها ستحقق، لأن رئيسها قال قبل اختيارها انه ما من حاجة للجنة. ولفت إلى ان من بين أعضاء اللجنة مؤسس جمعية أصدقاء إسرائيل الأوروبيون ومحام كتب الكثير من المقالات ضد تركيا. إلى ذلك، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ان إسرائيل ما زالت صديقة لبلاده، غير انه وصف الحكومة الإسرائيلية الحالية بأنها أكبر عقبة في وجه السلام في الشرق الأوسط، كما دعا الولاياتالمتحدة إلى الاضطلاع بدور قيادي في التعامل مع تداعيات الهجوم الإسرائيلي على أسطول سفن المساعدات إلى غزة الشهر الماضي. وأضاف في مقابلة ضمن برنامج تشارلي روز على شبكة ''بي بي أس'': ''تركيا لا تزال صديقة لإسرائيل''، قبل أن يضيف ان الحكومة الائتلافية برئاسة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو هي أكبر عقبة أمام السلام في الشرق الأوسط. وقال ''على الإدارة الامريكية أن تتسلم قيادة الوضع لوجود أمريكيين بين القتلى، مشيراً إلى ان فرقان دوغان (19 عاماً) أحد القتلى التسعة في الهجوم يحمل الجنسيتين الأمريكية والتركية. وتسعى تركيا منذ وقوع الهجوم في 31 ماي إلى إجراء تحقيق دولي في هجوم إسرائيل على أسطول الحرية، الذي كان يحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر وهددت بقطع العلاقات مع إسرائيل إذا لم تستجب للمطالب التركية، وهي الاعتذار رسمياً والتعويض للضحايا والعودة الفورية للسفن التي أوقفت في الغارة.