اعترضت عناصر الدرك الإيطالي أول أمس طريق تسعة حراقة جزائريين قبالة سواحل جزيرة سردينيا الواقعة جنوب البلاد والتي تعرف توافدا مستمرا للمهاجرين غير الشرعيين. وأفادت وسائل إعلام ايطالية أن الجزائريين التسعة قد حلوا بمنطقة تيلادا في مقاطعة كالياري التابعة لجزيرة سردينيا في فترة بعد الظهر من الخميس الماضي على متن قارب لنقل المهاجرين غير القانونيين، مشيرة إلى أن العملية قد تمت في هدوء وسرية كبيرين خاصة في ظل أحوال الطقس الجيدة والهادئة التي سهلت تنقلهم من الضفة الجنوبية للمتوسط نحو الجهة الشمالية منه. وذكرت المصادر ذاتها أن سفينة كانت بالقرب من تواجد المهاجرين الجزائريين، سارعت إلى إخبار مصالح الدرك التي وضعت كمينا لهؤلاء الحراقة في حدود الساعة السادسة والنصف من مساء اليوم ذاته، حيث اعتقلت في البداية أربعة من الحراقة كانوا بالقرب من فندق يقع بالساحل في منطقة تيلادا، ثم واصلت عمليتها لتوقف الخمسة المتبقين. وأشار المصدر نفسه إلى أن عناصر الدرك قد اقتادوا الحراقة الجزائريين إلى مراكز الاعتقال، أين تم تقديم الطعام لهم، لتتم بعدها الإجراءات القانونية المتعلقة بترحيلهم نحو بلدهم، ومعلوم في هذا الشأن أن روما قد وقعت مع الجزائر اتفاقا متعلقا بمحاربة ومكافحة ظاهرة الهجرة غير القانونية والتي تشمل ترحيل المعتقلين وإرجاعهم إلى بلدهم الأصلي. ورغم انخفاض عدد الحراقة الذين يقصدون السواحل الايطالية في السنوات الأخيرة بعد تضاؤل فرص الحصول على مناصب عمل بسبب تبعات الأزمة المالية التي بدأت تنخر اقتصاد معظم دول الاتحاد الأوروبي، تبقى روما من بين أهم الوجهات المفضلة للمهاجرين القادمين من الضفة الجنوبية للمتوسط كالجزائر وتونس، الأمر الذي جعل ايطاليا رفقة اسبانيا واليونان تصنف في خانة أهم الدول الأوروبية التي تعرف تدفقا كبيرا للحراقة نحوها. وتفيد تقارير إحصائية أن المعدل السنوي الإجمالي للهجرة إلى الدول الأوروبية الغنية التي تعد ايطاليا من بينها، قد ارتفع من 1.5 مليون مهاجر عام 2000 إلى 4.2 مليون عام ,2007 رغم انخفاضه إلى نحو مليونين مؤخرا بفعل القوانين الجيدة المتشددة التي شنها الاتحاد الأوروبي، ومنها ميثاق العودة الذي يبيح حبس المهاجر غير الشرعي لمدة تصل إلى 18 شهرا، إضافة إلى تقلص مناصب العمل بفعل الأزمة العالمية، والتي قللت من آمال المهاجرين القادمين من جنوب المتوسط في الحصول على منصب شغل، كما أن تبني حكومة رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني خطابا معاديا للمهاجرين رغم معارضة الفاتيكان والمؤسسات الدينية في روما قد ساهم هو الآخر من عدد الحالمين بعيشة رغدة في بلاد يرلسكوني.