لم تحقق الجزائر نتائج رائعة في مونديال جنوب إفريقيا، لكن واقعة الخروج من الدور الأول لم تكن وحدها ما يبعث على الأسى فيما يتعلق بظهور محاربي الصحراء في جنوب إفريقيا، وإنما ستلازمها كذلك ذكريات ليست سعيدة تماما سيحملها كثيرون ممن قدر لهم أن يتعاملوا مع الجزائريين في معسكرهم بمدينة كوازولو ناتال الجنوبية، ومعظمها يتعلق بطريقة معاملة المسؤولين الصارمة. ووجه كثيرون ممن حاولوا الاقتراب من المعسكر الجزائري اتهامات شديدة لمدير الفريق وليد صادي، الذي فرض أسوارا منيعة حول اللاعبين بحجة الحفاظ على تركيزهم الكامل، وبلغ الأمر إلى إلغاء أي جولات خارجية كان مقررا أن يجريها الفريق بترتيب عدد من رجال الأعمال المسلمين في جنوب إفريقيا. كما منع عمدة مقاطعة أوجو الذي أقنع الجزائريين باختيار مدينة كوازولو ناتال مقرا للمعسكر من دخوله إلا بعدما تبادل عبارات خشنة مع رجال الأمن المحيطين بالمعسكر وسمح له بعدها بالدخول، ومنع كذلك العاملون في سفارة الجزائربجنوب إفريقيا من الدخول إلى المعسكر بدعوى حماية اللاعبين من أي إزعاج، كما أعرب عدد كبير ممن تعاملوا مع البعثة الجزائرية، ومنهم من قاموا بطهي الطعام للاعبي الفريق ومسؤوليه عن خيبة أملهم الكبيرة لعدم السماح لهم مطلقا بالتواصل مع اللاعبين، وأكدوا أنهم توقعوا معاملة مختلفة من ''أخوة'' كان ينبغي أن يخصصوا يوما للاجتماع بعشاق الفريق.