اكتشف طاقم سفينة شحنوصلت إلى ميناء لاسبيتسيا قادمة من الجزائر 12 حراقا جزائريا مختبئين داخل حاويات، حيث عثر على المهاجرين غير الشرعيين من قبل طاقم سفينة تجارية، وتم مباشرة إبلاغ السلطات الإيطالية بهذا الأمر. وقامت بعد ذلك أفراد الدرك الإيطالي بعد الإبلاغ بفحص جميع الحاويات للتحقق من أن هناك عناصر أخرى داخلها. وحسب وكالة الأنباء الإيطالية ''آكي'' فإن صحة المهاجرين الجزائريين لا تثير أي قلق. وتأتي هذه ''الخرجة'' من قبل الحراقة الجزائريين بعد أيام قليلة من توقيف 9 حراقة بالسواحل الإيطالية، حيث تم اقتياد الحراقة الجزائريين إلى مراكز الاعتقال، أين تم تقديم الطعام لهم لتتم بعدها الإجراءات القانونية المتعلقة بترحيلهم نحو بلدهم، ومعلوم في هذا الشأن أن روما قد وقعت مع الجزائر اتفاقا متعلقا بمحاربة ومكافحة ظاهرة الهجرة غير القانونية والتي تشمل ترحيل المعتقلين وإرجاعهم إلى بلدهم الأصلي. في هذه الأثناء قال رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني نهاية الأسبوع أنه يتعين على أوروبا أن تضطلع بالمسؤولية إزاء مسألة الهجرة غير الشرعية لا أن تترك معالجتها فقط للدول المتضررة مباشرة من تدفق المهاجرين غير الشرعيين. ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية عن برلسكوني قوله خلال مؤتمر صحافي جمعه في قصر ''ماداما'' بروما مع نظيره المالطي لورانس غونزي، أن الهجرة غير الشرعية ''مشكلة تؤثر علينا جميعاً'' و ''لا يمكن معالجتها فقط من قبل الدول المتضررة مباشرة من تدفق المهاجرين مثل ايطاليا ومالطا، فنحن بحاجة إلى حلول أوروبية''. وأشاد رئيس الوزراء الإيطالي بالنتائج الجيدة جداً التي حققتها المعاهدة الإيطالية- الليبية في مجال الهجرة، مشيراً إلى ضرورة أن تحظى بالاهتمام الكامل من جانب الاتحاد الأوروبي. ودعا إلى التزام أكبر من جانب وكالة ''فرونتكس'' الأوروبية لمراقبة الحدود للتصدي للهجرة غير الشرعية. وكان وزير الداخلية الإيطالي روبرتو ماروني دعا منذ أيام إلى وضع ''قواعد موحدة'' في جميع أنحاء أوروبا للجوء السياسي، رافضاً أن تتحمّل بلاده والدول التي تقع على سواحل البحر الأبيض المتوسط المسؤولية كاملة عن مشكلة الهجرة غير الشرعية وبالتالي اللجوء السياسي. ورغم انخفاض عدد الحراقة الذين يقصدون السواحل الإيطالية في السنوات الأخيرة بعد تضاؤل فرص الحصول على مناصب عمل بسبب تبعات الأزمة المالية التي بدأت تنخر اقتصاد معظم دول الاتحاد الأوروبي، تبقى روما من بين أهم الوجهات المفضلة للمهاجرين القادمين من الضفة الجنوبية للمتوسط كالجزائر وتونس، الأمر الذي جعل إيطاليا رفقة اسبانيا واليونان تصنف في خانة أهم الدول الأوروبية التي تعرف تدفقا كبيرا للحراقة نحوها.