حجزت البحرية الفرنسية في إطار عملية دولية كبرى باخرة بنامية محملة بأكثر من ثلاثة أطنان من الكوكايين في خليج غينيا كانت موجهة نحو الجزائر، وهي أكبر كمية من نوعها توجه لدولة عربية، الأمر الذي يكشف استفحال خطر تغلغل هذا النوع من المخدرات الخطيرة في المجتمع الجزائري. وقد قامت الباخرة الحربية "واريور" الفرنسية بناء على معلومات دولية تلقتها من قوات خفر السواحل اليونانية والوكالة الامريكية لمكافحة المخدرات والسلطات البريطانية وكذا شرطة اوروبول باقتحام الباخرة التجارية "جونيور" في المياه الدولية على بعد 260 كلم (160 ميل) غرب ميناء كوناكري الغيني. وأفادت اول امس، وكالات الانباء استنادا الى مصادر رسمية أن طاقم الباخرة الفرنسية المسلح أوقف الباخرة البنمية ثم اقتحموها في عملية "كوماندو" عندما حاول طاقمها التخلص من شحنة الكوكايين برميها في البحر. وقد تمت هذه العملية التي كانت تستهدف زرع أخطر السموم في الجزائر بعد معلومات كشفتها قوات خفر السواحل اليونانية التي أبلغت الوكالة الامريكية لمكافحة المخدرات التي كانت تراقب الباخرة "جونيور" المشبوهة منذ عدة أشهر. المعلومات التي أفادت بها قوات خفر السواحل اليونانية للوكالة الامريكية كشفت أن الباخرة كانت قادمة من البرازيل ومتوجهة نحو الجزائر. وقد أكدت البحرية الفرنسية المعلومة عند مراقبتها دفتر الربان وخريطة تحديد مسار السفينة "جونيور" التي رست باليونان وشحنت بضاعتها هناك داخل 107 صندوق يحمل كل واحد 30 كلغ من الكوكايين، تصل قيمتها الإجمالية، حسب المحقيقين، الى أكثر من 135 مليون دولار. وأضافت نفس المصادر ان البضاعة كانت مخبأة داخل حاوية، ما صعب على طاقم السفينة التخلص منها، لاسيما وان عملية الاقتحام جرت في النهار. وقد قامت البحرية الفرنسية بإلقاء القبض على طاقم السفينة وهو يتكون من قائدها ومساعده وهما من جنسية يونانية، فضلا عن سبعة بحارة أفارقة وآخر عربي يعتقد انه جزائري. وقد أعلنت وزارة البحرية اليونانية ان احد اعضاء الطاقم تم اعتقاله في السابق ضمن طاقم سفينة "ارشانجل" من قبل السلطات الاسبانية سنة 1995 في عملية تهريب 2.5 طن من الكوكايين. من جهتها، قامت الشرطة الفرنسية بالتحقيق مع طاقم السفينة لمعرفة نوعية الشبكة التي قامت بتهريب هذه الكمية الكبيرة نحو ميناء الجزائر، في انتظار تسليم الموقوفين للوكالة الامريكية لمكافحة المخدرات التي أصدرت منذ مدة أمرا بملاحقة السفينة لشبكة ترويج المخدرات في الجزائر وشمال افريقيا، الا ان السلطات الفرنسية طلبت من بنما تحديد موقفها القانوني إزاء السفينة ومحتواياتها، لاسيما فيما يخص رفع الاختصاص القانوني عنها. وفي حالة رفع السلطات البنمية رفع الحماية عن السفينة، فسيتم تحويلها الى اليونان، لانها ملك لشركة يونانية. وتعرف الجزائر انتشارا مخيفا للكوكايين بعد ان كانت مادة الكيف القادمة من المغرب الاكثر رواجا، لاسيما في أوساط الشباب. وتثير عملية إفشال ترويج هذه الكمية تساؤلات حول نوعية الشبكات التي أصبحت تختص في ترويج الكوكايين في الجزائر. وتقوم قوات الدرك الوطني بحجز كميات معتبرة من الكوكايين، كما تشير اليه بياناتها اليومية، حيث بلغت الكمية المحجوزة خلال العام الماضي 21 كلغ. وتشير التحقيقات التي يقوم بها الدرك إلى أن سعر 1 غرام من الكوكايين يبلغ 12000 دينار، ما يعني ان هذه المادة موجهة للطبقات الراقية القادرة على دفع ثمنها واستهلاكها. كمال منصاري