حالة من المعاناة تعكسها صورة الأحياء بدائرة تبلبالة وجملة من المشاكل تلاحق قاطنيها جعلتهم يتخبطون في وحلها، هذه الدائرة التي تبعد عن مقر ولاية بشار بحوالي 400 كيلومتر، والبالغ تعداد سكانها أكثر من 6 آلاف نسمة، تفتقر لأدنى ظروف المعيشة اللائقة هناك، حيث ينتظر سكانها كل صباح قدوم أحد التجار من دائرة العبادلة على بعد 300 كيلومتر لتزويدهم برغيف الخبز، لأن الدائرة لا تتوفر على مخبزة. علاوة على هذا فإن الدائرة لا تحتوي على مصلحة استعجالية بالمستشفى، فيستوجب نقل المرضى ذوي الحالات الخطيرة بهذه الدائرة إلى مقر الولاية وقطع مسافة 400 كيلومتر، الأمر الذي يرهن حياة الكثير من الناس، ويعد عاملا من عوامل عدم المحافظة على صحة الإنسان هناك، فهنالك الكثير من المرضى لا يتمكنون من الصمود أمام كل هذه المسافة لتجاوز مرحلة الخطر. إلى جانب هذا فإن دائرة تبلبالة لا تتوفر على سوق لبيع الخضر والفواكه بغض النظر عن ذلك التجمع للسيارات القادمة من خارج الدائرة، ناهيك عن غياب المراكز الترفيهية والتعليمية وكذا التثقيفية والملاعب الرياضية والقاعات متعددة النشاطات وغيرها من الآليات المساعدة على نفض الغبار الذي غطى محاسن النشاط الشباني هناك. يحدث هذا في الوقت الذي تعيش فيه الدائرة بعدا تاما عن السياسات الجديدة للتنمية بمختلف أطيافها، ليبقى سكان الدائرة يطالبون بزيارات خاصة من طرف المسؤولين وعلى رأسهم والي الولاية لاتخاذ تدابير استعجالية من شأنها أن تخرجهم من الإقصاء والتهميش على حد تعبيرهم .