أعلن المتحدث باسم هيئة الأركان التابعة للبحرية الروسية أول أمس أن موسكو علقت مشاركتها في عملية مكافحة الإرهاب البحرية التابعة لحلف شمال الأطلسي في البحر المتوسط من أجل التركيز على أنشطة مكافحة القرصنة قبالة الصومال. وكان الناتو قد أطلق مهمة ''اكتيف انديافور'' التي بموجبها تقوم السفن التابعة له بدوريات في البحر المتوسط وتراقب عمليات الشحن للمساعدة في اكتشاف وحماية السفن ضد أي نشاط إرهابي، وهي المهمة التي جاءت عقب الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها الولاياتالمتحدةالأمريكية في 11 سبتمبر ,2001 وكذا في ظل تعالي التخوف الأوروبي من تحول منطقة المتوسط إلى فضاء لعبور الجماعات الإرهابية، وتعرض بعض عواصم القارة العجوز إلى هجمات إرهابية في كل من مدريد وباريس ولندن وموسكو. وأفادت وكالة ريا نوفوستي إن المتحدث ذاته قال ''إن مشاركة السفن الروسية في جهود توفير الأمن للسفن في منطقة القرن الإفريقي سوف تعوض عن انسحاب روسيا من عملية ''اكتيف انديافور''،إذ أن حياة البحارين معرضة الآن للخطر في خليج عدن بصورة أكبر منها في البحر المتوسط''. وأضاف المتحدث إن روسيا ستستمر في التعاون مع الدول الأخرى في الجهود المبذولة لضمان أمن أنشطة الشحن والملاحة، مردفا في هذا الإطار بالقول ''هناك في الوقت الحالي عمليتان تمثلان أهمية قصوى لنا وهما: مكافحة القرصنة في خليج عدن وعملية البحر الأسود، حيث تعمل السفن الروسية والتركية على توفير الأمن للسفن الأجنبية في البحر الأسود''. ويبدو أن موسكو تخلت عن نشاطها في الحوض المتوسطي بسبب الزحف الأمريكي إلى أوروبا الشرقية، وكذا بسبب عدم توفرها على عضوية في التكتلات النشطة بالمنطقة المتوسطية وعلى رأسها مجموعة 5+ 5 والاتحاد من أجل المتوسط.