وقالت وكالة "ايتار تاس" الروسية أن سفينة تابعة للأسطول الروسي في البحر الأسود تقوم حاليا بأعمال إعادة تأهيل المرفأ من اجل استخدامه للأغراض العسكرية، كما نقلت الوكالة عن احد مسؤولي البحرية الروسية قوله أن قائدي القوات البحرية في البلدين اجريا مباحثات في العاصمة الروسية موسكو الجمعة تناولت "تعزيز الثقة والتفاهم بين أسطولي البلدين"، وكان السفير الروسي في دمشق "ايجور بلييف" قد صرح في شهر أوت الماضي أن البحرية الروسية تقوم منذ مدة بأعمال الدورية في المنطقة لكن من الآن فصاعدا "سيكون هناك تواجد دائم" لها في البحر المتوسط. وحول أهمية مرفأ طرطوس للبحرية الروسية صرح الادميرال السابق في البحرية الروسية ادوارد بالتين أن من المفيد جدا أن يكون لروسيا مرفأ دائم في البحر المتوسط تتوقف فيه القطع البحرية الروسية بدلا من العودة إلى قواعدها في البحر الأسود كلما انتهت من أعمال الدورية في البحر المتوسط، كما أشار النائب السابق للبحرية الروسية الادميرال ايجور كوزينتسوف إلى أن لمرفأ طرطوس أهمية جيو-سياسية بالغة كونه القاعدة البحرية الروسية الوحيدة في الخارج.وكانت سورية من أقوى حلفاء موسكو خلال مرحلة الحرب الباردة بين الشرق والغرب وكان للأسطول البحري السوفييتي قاعدة تموين وصيانة في ميناء طرطوس بموجب اتفاق موقع بين البلدين عام 1971 وقد توقفت البحرية الروسية عن استخدام هذه التسهيلات في أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي، وحسب وسائل الإعلام الروسية فإن القاعدة البحرية في ميناء طرطوس تضم ثلاث منصات عائمة، واحدة قيد الاستخدام، وحوض إصلاح سفن ومستودعات ومهاجع للجنود وغيرها من التسهيلات.والمنفذ الوحيد للأسطول البحري الروسي إلى البحر المتوسط يمر عبر البحر الأسود الذي يضم عددا كبيرا من القواعد البحرية الروسية، وكان البحر الأسود قد شهد تزايدا في أنشطة السفن البحرية التابعة لحلف شمالي الأطلسي في أعقاب الأزمة الجورجية وهو ما أثار اعتراضات وحفيظة موسكو ومحاولة التقارب من الدول المناوئة للولايات المتحدة مثل سورية وكوبا وفنزويلا التي استقبلت مؤخرا قاذفتين إستراتيجيتين على أراضيها.لكن خبير مجلة "جينز" الدفاعية لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ديفيد هارتويل قلل من أهمية ربط الأزمة الجورجية وإقامة وجود دائم للأسطول البحري الروسي في البحر المتوسط وقال أن المباحثات بين سورية وروسيا حول هذه القاعدة مستمرة منذ عدة سنوات ومن الخطأ ربط هذه الخطوة برد فعل حلف الناتو على التحرك العسكري الروسي في جورجيا.يذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد قد صرح لوسائل الإعلام الروسية قبيل زيارته لموسكو الشهر الماضي أن بلاده على استعداد للتعاون مع روسيا في كافة المجالات بما في ذلك نشر أنظمة دفاع جوي روسية في سورية ردا على الدرع الصاروخي الأمريكي لكن مسؤولين سوريين نفوا ذلك لاحقا.