خلصت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية في 10 بلدان بشأن انتشار العنف المنزلي، بأن الظاهرة باتت متفشية في هذه البلدان بنسبة قدرتها من 15 إلى 71 بالمائة ما بين اللواتي تعرّضهن للعنف الجسدي أو الجنسي مارسه ضدهن أزواجهن أو الأشخاص الذين يعاشرونهن، وأضافت ذات الدراسة أن العنف الممارس ضد المرأة يظل إحدى المشكلات الصحية العمومية الكبرى وأحد انتهاكات حقوق الإنسان. تفيد 24 بالمائة من النساء، حسب دراسة حديثة أجرتها منظمة الصحة العالمية على عشرة بلدان، بأنّ أوّل تجربة جنسية عرفنها لم تتم بموافقتهن في المناطق الريفية من بيرو و28 بالمائة من نساء تنزانيا خضعن لنفس التجربة و30 في المائة في المناطق الريفية من بنغلاديش و40 بالمائة في جنوب إفريقيا. بينما تفيد من 4 إلى 12 في المائة من النساء بأنّهن تعرّضن للإيذاء الجسدي أثناء فترة الحمل، ويشهد كل عام مقتل نحو 5000 امرأة على يد أحد أفراد أسرهن في جميع أنحاء العالم بذريعة الحفاظ على شرف الأسرة. الاتجار بالنساء والبنات لأغراض العمل القسري أو تجارة الجنس من الظواهر التي باتت تنتشر على نطاق واسع وتؤثّر، غالباً، في أشدّ الفئات استضعافاً، فيما بات الزواج القسري وزواج الأطفال من الممارسات التي تنتهك حقوق النساء والبنات الأساسية، غير أنّها ما زالت تُنتهج على نطاق واسع في كثير من بلدان آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى. ويبلّغ خُمس النساء وعُشر الرجال تقريباً في جميع أنحاء العالم عن تعرّضهم للإيذاء الجنسي في طفولتهم. ومن المرجّح أن يواجه الأطفال الذين تعرّضوا للإيذاء الجنسي، أكثر من غيرهم بكثير، ضروباً أخرى من الإيذاء في المراحل التالية من حياتهم. أغلب النساء لا يبلغن عن الشريك العنيف أظهرت دراسة الصحة العالمية وجود صلة بين نقص فرص الاستفادة من التعليم وفرص النجاح في الحياة وتدني المركز الاجتماعي في المجتمعات المحلية وبين العنف الممارس ضد المرأة. كما أثبتت بأن العنف الممارس ضد المرأة من قبل الشخص الذي يعاشرها من أشيع أشكال العنف الممارس ضدها، رغم المشكلات الصحية الجسدية والنفسية والجنسية والإنجابية المرتبطة بصحة الأم والتي تحدث بسبب العنف الممارس ضد المرأة، ورغم ذلك لا تبلغ النساء المعنفات عن شركائهن الذين يمارسون عليهن العنف. وتعرّف الأممالمتحدة العنف الممارس ضد المرأة بأنّه أيّ عنف يُمارس على أساس الجنس يؤدي إلى إلحاق ضرر جنسي أو نفسي بالمرأة أو تعرّضها للمعاناة بسببه، بما في ذلك الأخطار التي تنجم عن تلك الأعمال أو أشكال القسر أو الحرمان من الحرية بشكل تعسفي في حياة المرأة عموماً أو حياتها الشخصية على حد سواء. وهناك الكثير من أشكال العنف الممارس ضد المرأة، بما في ذلك الإيذاء الجنسي أو الجسدي أو الانفعالي من قبل العشير، والإيذاء الجنسي الممارس من قبل أفراد الأسرة أو أشخاص آخرين، والتحرّش الجنسي أو الإيذاء الجنسي الممارس من قبل أناس من ذوي النفوذ مثل المدرسين أو عناصر الشرطة أو أرباب العمل؛ والاتجار بالنساء لأغراض العمل القسري أو تجارة الجنس؛ والممارسات التقليدية من قبيل الزواج القسري أو زواج الأطفال؛ والعنف المرتبط بالمهر؛ وجرائم الشرف التي تُقتل النساء فيها بذريعة الحفاظ على شرف الأسرة. أعمال العنف تؤدي إلى آثار صحية على المدى البعيد هناك صلة وثيقة بين الإيذاء الجنسي الممارس ضد المرأة من قبل الشخص الذي يعاشرها وما تتعرّض له المرأة من إصابات. ويعتبر العنف الممارس ضد المرأة من قبل عشيرها من الأسباب الرئيسية للإصابات غير المميتة التي تتعرّض لها المرأة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتشمل الوفيات الناجمة عن العنف الممارس ضد المرأة جرائم الشرف التي يرتكبها أفراد أسرتها لأسباب ثقافية والانتحار وقتل الإناث من الولدان؛ ووفاة الأمهات جرّاء حالات الإجهاض غير المأمونة. كما أكدت الدراسة وجود علاقة بين العنف الممارس ضد المرأة وأنواع العدوى المنقولة جنسياً مثل الايدز والعدوى بفيروسه وحالات الحمل غير المرغوب فيه والمشاكل الصحية النسائية وحالات الإجهاض المتعمّدة وانخفاض وزن الطفل عند الميلاد ووفاة الجنين. وأضافت أن هناك علاقة بين التعرّض للإيذاء الجنسي في مرحلة الطفولة وارتفاع معدلات انتهاج السلوكيات الخطرة مثل الخوض في علاقات جنسية في سن مبكّرة أو إقامة تلك العلاقات مع عدة أشخاص أو دون توخي مبادئ الحماية وسوء استعمال مواد الإدمان وحدوث حالات إيذاء إضافية. وتؤدي كل من تلك السلوكيات إلى زيادة مخاطر المشاكل الصحية. ويسهم العنف والإيذاء في زيادة مخاطر الاكتئاب واضطرابات الإجهاد ومشاكل النوم واضطرابات الأكل والضيق الانفعالي. كما يمكن أن يؤدي إلى وقوع مشاكل صحية عديدة منها الصداع وآلام الظهر وآلام البطن والألم الليفي العضلي والاضطرابات المعدية المعوية ونقص القدرة على التحرّك وتدهور الحالة الصحية عموماً.