عبّرت مصادر دفاعية بريطانية عن مخاوفها من أنّ تزايد تهريب السجائر إلى المملكة المتحدة سيحقق مكاسب مالية كبيرة لتنظيم القاعدة وحركة طالبان بزعامة الملا محمد عمر. ونقلت صحيفة ''صندي إكسبرس'' عن تقرير مركز النزاهة العامة في الولاياتالمتحدة قوله «من بين الذين يسيطرون على التجارة السرية لتهريب السجائر، تنظيم قاعدة المغرب الذي يتخذ من الجزائر مقرّاً له. وقالت الصحيفة إنّ هذه المصادر حذّرت من أنّ التشريع الجديد الذي يحظر عرض السجائر في المتاجر البريطانية ابتداءً من العام المقبل ''يمكن أن يغذّي الاتجار غير المشروع بالتبغ ويخدم الإرهابيين''. وسيدخل الحظر حيّز التنفيذ اعتباراً من عام 2011 بالنسبة إلى المخازن الكبرى وعام 2013 بالنسبة إلى المحال التجارية، بعد أن أدخلت قانوناً في هذا الشأن قبل أشهر، الحكومة البريطانية السابقة وطعن به تجار التجزئة في المملكة المتحدة، بحجة أنّه لن يؤدي إلى توقّف الشباب عن التدخين ووجود أدلة على ذلك من دول أخرى اتخذت إجراءات مشابهة. ونسبت الصحيفة إلى المصادر الدفاعية قولها ''إنّ حركة طالبان ستستفيد استفادة كاملة، وكذلك تنظيم القاعدة من وراء هذه الإجراءات لتوفير الأموال لتمويل عملياتهما ضد قواتنا في أفغانستان، لأنها ستقود إلى زيادة الطلب على السجائر المهرّبة في المملكة المتحدة، وستعمل الشبكات التابعة للتنظيمين على إيجاد وسائل لملء هذا الفراغ''. وأضافت المصادر ''نحن نعرف أنّ هناك مستويات مختلفة من المسلحين الذين يقاتلون القوات البريطانية في إقليم هلمند الواقع جنوبأفغانستان، وأنّ الكثير منهم مقاتلون مرتزقة يحملون السلاح من أجل المال''. وأشارت الصحيفة إلى أنّ المخاوف من تحقيق القاعدة وطالبان مكاسب مالية من وراء حظر عرض السجائر في المخازن البريطانية دعمها تقرير أميركي عن الصلة بين الحركات الإسلامية الجهادية وتهريب السجائر. في هذه الأثناء كشفت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية عن وجود سجون سرية للمسلمين في بريطانيا، وقالت: إن أجهزة المخابرات في المملكة المتحدة متورطة في الاعتقالات والنقل غير الشرعي للسجناء والمتهمين دون إرادتهم ضمن ما يسمى ''الحرب على الإرهاب''. وكانت الخارجية الأمريكية قد رأت أنّ تنظيم قاعدة المغرب والذي شنّت القوات الموريتانية عملية ضده خلال الأيام الماضية بمساعدة استخباراتية فرنسية، يشكل تهديدًا حقيقيًا لدول شمالي إفريقيا وكذلك لأوروبا والولاياتالمتحدة. وذكرت الخارجية أنها تتعاون عبر أساليب تبادل المعلومات مع الدول التي تحاول التصدي لهذا التنظيم لأنه تنظر إليه على أنه ''تهديد مشترك''. وقال بِي جي كراولي، الناطق باسم الخارجية الأمريكية: ''التهديد الأكبر لتنظيم قاعدة المغرب يشمل الدول الواقعة في تلك المنطقة، ولكننا رأينا في الكثير من الأحيان كيف امتدّ الخطر إلى أجزاء من أوروبا.