ذكرت صحيفة »الفاينانشيال تايمز« البريطانية أمس أن روسيا تقع بين سندانة »العصا« الأمريكية ومطرقة »الجزرة« السعودية ، لمنعها من بيع نظام صاروخي متطور إلى إيران . وتقول الصحيفة: » السعودية تسعى للحصول على تعهد روسي بعدم تسليم إيران شحنة الصواريخ أرض جو المتقدمة التي تريد الأخيرة شراءها من موسكو، وإن هذا التعهد جزء من صفقة أكبر من الأسلحة الروسية تتفاوض السعودية بشأن شرائها«. واستندت الصحيفة إلى ما اسمتهم مصادر دبلوماسية مطلعة بالقول : " قيمة الصفقة السعودية تبلغ 2 مليار دولار على الأقل، وربما تصل إلى 7 مليارات، وتشمل أكثر أنظمة الدفاع الجوية التي تنتجها روسيا تقدما، والتي توازي نظام صواريخ باتريوت الأمريكي«. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية »بي بي سي« عن الصحيفة: » بينما تصل قيمة الصفقة الإيرانية للحصول على نظام إس 300 الصاروخي مابين 750 مليون إلى مليار دولار«. وتابعت الصحيفة: »روسيا تتعرض لضغوط شديدة من الولاياتالمتحدة ومن دول عدة في الشرق الأوسط بما فيها السعودية وإسرائيل كي لا تتم هذه الصفقة ، والتي كانت إيران قد أعلنت عنها أول مرة عام 2007«. وأضافت :» حين زار الرئيس الأمريكي باراك أوباما موسكو في جويلية الماضي سعى إلى الحصول على تأكيدات من المسؤولين الروس بعدم إتمام الصفقة«. وتوضح الصحيفة أن امتلاك إيران لهذا النظام سيمنحها قدرات دفاعية جوية متقدمة وقوة ردع ضخمة ضد أي هجوم يهدف لتدمير منشآتها النووية، والتي تعتقد الحكومات الغربية أنها ستستخدم لتصنيع قنبلة نووية. ونقلت الصحيفة عن رسلان بوخوف مدير مركز »تحليل الاستراتيجيات والتقنية« في موسكو تفسيره بأن الصفقة السعودية الضخمة بمثابة الجزرة في حين أن الضغط الأمريكي على موسكو هو العصا. وأضاف: » كلنا نعلم أن السعوديين يشترون الأسلحة كرشوة للدول العظمى كي تدعمهم«، وتشير إلى مخاوفه من أن »امتناع موسكو عن بيع الأسلحة سيضر بسمعة روسيا في أسواق السلاح العالمية«.. وأشار بوخوف إلى احتمال أن تكون روسيا قد قدمت للولايات المتحدة تأكيدات غير رسمية بعدم المضي في عقد نظام »إس 300«. وعلى الجانب الآخر ، قال مراقب غربي في السعودية إن إيران هي سبب واحد فقط من بين الأسباب الاستراتيجية وراء شراء السعودية لنظام »إس 400« الروسي المتطور، »إذ يجعل الرياض تتقدم سوريا وإيران، وبالتالي فإن هذه الصفقة تعطي السعوديين فرصة ترجيح كفة ميزان الدفاع الاستراتيجي لصالحهم، كما أنها ترسل رسالة لصناعة الأسلحة في الغرب بأن لدى المملكة السعودية بدائل أخرى. وفي سياق متصل ، نفى مصدر سعودي مسئول أن تكون الرياض قد أعطت موافقتها على أن يستخدم الطيران الحربي الإسرائيلي المجال الجوي السعودي لمهاجمة إيران . ونفى المصدر ما نشرته صحيفة »صنداي اكسبرس« البريطانية عن اجتماع ضم مسؤولين سعوديين ورئيس جهاز الأمن الخارجي البريطاني مع رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي واعتبره »أمرا عار عن الصحة جملة وتفصيلا«، مطالبًا القائمين على الصحيفة البريطانية بتكذيب الخبر . وكانت صحيفة »صنداي اكسبريس« البريطانية ذكرت أن اجتماع عقد بين مسئولين أمنيين بريطانيين وسعوديين وإسرائيليين لمناقشة الملف النووي الايراني . وقال الصحيفة أن رئيس جهاز الأمن الخارجي البريطاني جون سكارليت ناقش مع رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي مئير داغان ومسؤولين سعوديين، خلال اجتماع في لندن، إمكانية قيام إسرائيل بضرب المنشأة النووية الجديدة لدى إيران والآثار المترتبة على ذلك والدور السعودي المطلوب في هذا الشأن . وزعمت الصحيفة أن رئيس الاستخبارات السعودية السابق وأبرز قادتها الأمنيين تركي الفيصل ووزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق شلومو بن عامي شاركوا في سلسلة اجتماعات في القاهرة لبحث تعديل الاتفاقية الدولية لمنع الانتشار النووي بالشكل الذي يقلل من مخاطر التسلح النووي. وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس جهاز الأمن الخارجي البريطاني جون سكارليت »أُبلغ خلال اجتماع لندن بأن السعوديين مستعدون للسماح لإسرائيل بقصف المنشأة النووية الجديدة، التي اعتبرتها تل أبيب والرياض تهديداً كبيراً ضدهما«. وأضافت: »أن تفاصيل هذا اللقاء برزت على السطح بعد أن أبلغ السفير الأمريكي السابق لدى الأممالمتحدة جون بولتون في اجتماع أمني، بأن الرياض ستصادق بالتأكيد على استخدام إسرائيل لمجالها الجوي لضرب المنشأة النووية الإيرانيةالجديدة». وتابعت الصحيفة:» الموساد الإسرائيلي طمأن بنيامين نتنياهو بأن السعودية ستغض الطرف عن قيام المقاتلات الإسرائيلية بالتحليق فوق أراضيها في أي غارة تشنها إسرائيل في المستقبل ضد المواقع النووية الإيرانية«.