القرار الأخير الذي أصدره الاتحاد الألماني بمعية رابطة الدوري والمجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا والذي يقضي صراحة بإجبار اللاعبين المسلمين العرب وغير العرب المتواجدين في ألمانيا بعدم الصيام خلال المباريات التي تتزامن مع شهر رمضان الكريم من شأنه أن يثير حفيظتهم لأنه يمس عقيدتهم بشكل مباشر مما قد يعتبرونه تمييزا عنصريا في حقهم ويصنفونه في خانة عدم احترام أحوالهم الشخصية، كما يمثل خطوة إلى الوراء في سبيل إنجاح اندماج الأجانب في المجتمع الألماني. لكن الأخطر من ذلك هو أن يدفع باللاعبين المسلمين المتمسكين بعقيدتهم الإسلامية إلى التفكير في مغادرة الدوري الألماني البوندزليجا والذي ظل الملاذ الآمن لهم في السنوات الأخيرة هروبا من جحيم العنصرية التي لاحقتهم في دوريات فرنسا وبلجيكا وغيرها من البلدان الأوروبية مما جعل تواجدهم هناك يتزايد من موسم لآخر بفضل التسامح الذي وجدوه من الأندية ومن أنصارها. فالقرار ورغم أنه يستند إلى فتوى دينية مفادها أن اللاعب المسلم بإمكانه أن يفطر في رمضان خلال المباريات الرسمية لأن اللعب يتطلب حسب الفتوى جهدا بدنيا مضنيا قد لا يقدر عليه اللاعب الصائم وهو تبرير بلا شك لن يقتنع به لاعبون اعتادوا على الصيام وخوض المباريات دون أن يؤثر الصيام على لياقتهم البدنية بل أنهم أكدوا بأن الصيام يمنحهم راحة أفضل نفسيا تنعكس بالإيجاب على أدائهم داخل الملعب.حيث كان نادي فرانكفورت هو عراب هذه الفتوى والداعم لها والداعي للاجتماع الذي أفضى إلى قرار الإفطار حيث كان العام المنصرم قد أنذر لاعبيه المسلمين منهم المغربي وليد مختاري والمالي كوليبالي والغامبي كوجابي، وأضاف لهم بندا في عقودهم يلزمهم بعدم صيام رمضان في المباريات إلا بعد موافقة صريحة من إدارة النادي.في وقت أن أندية أخرى لم تبد أي معارضة ولا حتى اهتمام لهذا الموضوع وفي أسوأ الحالات تعاملت معه بليونة لتفادي الصدام مع أي لاعب وفي إطار احترام خصوصيات الأجانب وهذا يعني أن القرار المتخذ جاء بناء على شكوى ناد واحد، وبالتالي لن يلقى إجماعا لا من قبل اللاعبين المعنيين ولا حتى من قبل الأندية التي تخشى أن يؤدي إلى نتائج عكسية لعل أبرزها نفور اللاعبين المسلمين من التعاقد معها وتفضيلهم اللعب في دوريات أوروبية أخرى تحترم مشاعرهم الدينية، خاصة أن العديد منهم مكانته لا غبار عليها في هذه الأندية ويصعب التفريط فيهم.ويلعب في ألمانيا عدد لا بأس به من اللاعبين المسلمين أبرزهم نجوم الخضر كريم زياني في فولسبورغ وعنتر يحيى في بوخوم وكريم مطمور في مانشنغلادباخ وعمري الشاذلي في كايسرسلاوترن ونجم المنتخب المصري محمد زيدان في دورتموند، كما يتواجد عدد كبير من اللاعبين الأتراك والأفارقة.