رمضان يعم أنحاء الأرض.. الأمر لم يختلف كثيراً في ريال مدريد، حيث ذكرت صحيفة لآس أن ثلاثي ريال مدريد الفرنسيين لاسانا ديارا، محمد ديارا، وكريم بنزيمة سيبدأون في ممارسة فريضة الصيام خلال الشهر الكريم. * الصحيفة المدريدية تحدثت عن شهر رمضان وفيه يصوم المسلمون عن الطعام والشراب وأشياء أخرى في الفترة بين الفجر والمغرب، لذلك أعد أطباء ريال مدريد برنامجاً خاصاً للاعبين للحفاظ عليهم من الجفاف خلال التدريبات تحت الطقس الإسباني الحار وخوفاً من أن نقص السوائل قد تؤدي إلى الضعف وربما إلى بعض الإصابات الخطيرة. * ولحسن حظ المدرب التشيلي مانويل بلغريني، فإن الصيام لن يؤثر كثيراً في الفريق حيث سيلعب الريال مبارياته في وقت متأخر ولن يلعب إلا ثلاث مباريات فقط خلال رمضان وهي مبارياته أمام ديبورتيفو، إسبانيول وخيريز. * لكن الثنائي الفرنسي لاسانا ديارا وكريم بنزيمة سيكون عليهما خوض مباراتي فرنسا أمام رومانيا وصربيا خلال الشهر الفضيل أيضاً. * * ثلاثي "البارصا" يؤجل صيامه * صحيفة سبورت الكتالونية كانت قد ذكرت أن الثلاثي المسلم في برشلونة بلال أبيدال، سيدو كيتا ويحيى توريه »سيؤجلون« صيامهم لارتباطاتهم مع ناديهم. إلا أن مصادر رسمية في نادي برشلونة الإسباني لكرة القدم أكدت أن ثلاثي الفريق المكون من المالي سيدو كيتا والإيفواري يايا توريه والفرنسي إريك أبيدال يصومون شهر رمضان بالتوافق مع أجندة غذائية وضعها الجهاز الطبي في الفريق. * وأكد ستيفي جوروستياغا إخصائي التغذية في برشلونة أن المستوى البدني للاعبين الثلاثة، لن يتأثر بالصيام طالما يلتزمون بنظام غذائي متوازن أثناء وجبتي الإفطار والسحور. * ومن المنتظر أن يقدم الثلاثي على الإفطار في أيام المباريات التي تشهد مجهوداً بدنياً كبيراً، مع التعويض لاحقاً بعد نهاية شهر رمضان. * ويقول أحد المواقع الإلكترونية المهتمة بهذا الجانب وبمتابعة مثل هذه الأخبار، لم يكن شهر رمضان في إسبانيا أكثر إثارة للجدل من هذا العام بسبب التقارير الكثيرة في وسائل الإعلام المحلية حول صيام عدد من اللاعبين المشاهير في الدوري الإسباني لكرة القدم، أحد أكثر الدوريات إثارة ومشاهدة. * وبداية من أقل صحف البلاد توزيعًا إلى أكثرها انتشارًا، صعد موضوع صوم اللاعبين المسلمين إلى العناوين الرئيسية بعد أن ارتفع عدد اللاعبين المسلمين النجوم في »الليجا« (الدوري الإسباني) بشكل غير مسبوق. * * المسلمون أعمدة أساسية في البطولة الاسبانية * ففي برشلونة وريال مدريد وإشبيلية ومالقة وسانتاندير وإسبانيول، أصبح اللاعبون المسلمون أعمدة أساسية في هذه الفرق الشهيرة، إضافة إلى لاعبين مسلمين آخرين يلعبون في أندية الدرجة الثانية والثالثة. * فريق برشلونة، أحد أشهر الفرق عالميًّا، يضم ثلاثة لاعبين مسلمين؛ وهو الأمر الذي أثار جدلاً ليس بسب ديانتهم، ولكن حول صيامهم في رمضان؛ إذ يتساءل أنصار »البارصا« باستمرار إن كان هؤلاء اللاعبون يواظبون على الصيام أم لا، وحول ما إذا كان الصيام يؤثر في أدائهم في المباريات. * وسبق أن دار الجدل حول إريك أبيدال، أحد أبرز لاعبي الفريق؛ لأنه عادة ما يحمل مع أمتعته إلى ملعب "كامب نو" في برشلونة نسخة من القرآن الكريم، إضافة إلى ما يعرف عنه من التزام بتعاليم الإسلام؛ ما جعل الجماهير على موقع الفريق الإلكتروني تتساءل إن كان صيامه سيؤثر في عطائه الكروي. * وتوري يايا، نجم آخر في «البارصا»، أعلن منذ أول يوم لوصوله إلى برشلونة أنه مسلم، وشدد على أن تعاليم الإسلام، بما فيها الصيام، لا تتعارض مطلقًا مع مسيرته الاحترافية. * وبجانب أبيدال ويايا، فإن لاعبًا مسلمًا ثالثًا هو ليليان تورام، نجم المنتخب الإسباني، فيليب فيفانكو الصحافي الإسباني، اعتبر أن اللاعبين المسلمين في »الليجا« أمام اختبار حاسم في شهر رمضان، فهم الآن بين قناعاتهم الدينية وبين العقود الاحترافية التي وقعوها لفرقهم والتي تنص على أن يضعوا كل إمكانياتهم في خدمة أنديتهم، وألا يقوموا أبدًا بأي تصرف يتعارض مع بنود هذه العقود. * غير أن تراموياس استبعد أن يصوم اللاعبون المسلمون في الفريق »خلال أيام العمل«، ما فسرته وسائل إعلام إسبانية بأن اللاعبين لن يصوموا في أيام المباريات. * * ديارا.. وبر الوالدين * وفي الفريق الملكي، ريال مدريد، حامل لقب بطل الدوري، لم يثر وضع اللاعب المالي المسلم، محمدو ديارا، الجدل نفسه الذي أثير حول أقرانه المسلمين في "البارشا". ويوصف ديارا بأنه لا يتنازل عن صيام رمضان، غير أنه توصل إلى اتفاق مع مسؤولي النادي بعدم الصيام في أيام المباريات، على أن يحتفظ لنفسه بحق الصيام في بقية أيام الشهر. * ويعرف عن ديارا حرصه على بر الوالدين؛ إذ دائمًا ما يهاتف والدته قبل كل مباراة طالبًا منها الدعاء له بالتوفيق. * وقال محمد ديارا لاعب وسط ريال مدريد الإسباني: "سألتزم بالصوم مهما بلغت صعوبة الأمر، فكل مدرب لعبت تحت قيادته كان يحترم ذلك، فهو فقط شهر واحد ولا يوجد أي ضرر إذا إلتزمنا بصومه". * وفي نادي إشبيلية، بطل الكأس وثالث بطولة الدوري العام الماضي، يثير اللاعب فريدريك كانوتي دهشة أنصار الفريق؛ لإصراره الكبير على صيام رمضان، واحتفاظه في الوقت نفسه بكامل لياقته البدنية في المباريات. * حفاظ كانوتي على مستواه خلال رمضان جعل مسؤولي النادي يبعدون أنفسهم عن أي نقاش معه في مسألة قناعاته الدينية، كما قالت صحيفة »لاس الإسبانية«. ويعرف عن كانوتي أداؤه الصلاة في غرفة تبديل الملابس. * بشكل نهائي أغلق الجدل حول صوم كانوتي بعد ندوة صحفية الموسم الماضي طرح خلالها صحافي إسباني عليه سؤالاً حول صومه في أيام المباريات، فرد كانوتي بأن "من لا يفهم تعاليم الإسلام لا يعلم أن الصيام يمنح القوة وليس الضعف".