في الوقت الذي تبذل فيه مديرية النقل بجيجل جهودا جبارة من أجل ضمان تحسين تسيير القطاع فإن الخدمات المقدمة للمواطنين في هذا المجال لم تبلغ المستوى المأمول نتيجة تصرفات بعض الناقلين الدالة على تجاهلهم لأخلاقيات المهنة ومتطلباتها وسيطرة الهوى على نفوسهم. فرغم محاولات المسيرين لقطاع النقل على مستوى الخطوط الحضرية التي تضم أكثر من 180 حافلة، إضافة إلى تكثيف حملات الرقابة على الناقلين سواء على مستوى عاصمة الولاية جيجل. أو بلدياتها ال 28 إلا أن الخدمات المقدمة لمواطني الولاية الذين يزيد عددهم عن 800 ألف نسمة لم تبلغ بعد الحد الموجود والمقبول بالنظر لما يفرزه الواقع يوميا من مرارة تتعلق بمعاناة السكان، حيث يلاحظ في المحطات أو الشوارع المخصصة كمواقف، تدافع عشرات المواطنين من أجل الجلوس على مقعد في حافلة سيما في الأوقات الخاصة بدخول وخروج العمال والتلاميذ من مؤسساتهم .. وهي المناظر المشوهة، التي ظن الجميع أنها صارت في خبر كان مع خوصصة قطاع النقل، على صعيد آخر لم يخف كثير من المواطنين تذمرهم الشديد جراء سلوكات بعض الناقلين المقلقة حقا لأسباب نفضل اختصارها في سوء المعاملة وقلة الانضباط من حيث الوقت وغياب النظافة، إذ صارت بعض الحافلات عبارة عن استطبلات، ناهيك عن انزعاج الراكبين في كثير من الأحيان من الموسيقى الصاخبة في الحافلات بل نجد أن هناك بعض الناقلين وصل بهم الحد إلى ابتزاز المواطنين القادمين من ولايات أخرى، حيث يفرضون عليهم دفع سعر تذكرتين ذهابا وأيابا، ونفس الشيء ينطبق على أصحاب سيارات الأجرة كما أن هناك من الناقلين من يعرض العمل عبر خطوط بعض القرى بحجة اهتراء الطرقات وعن رأي المواطنين في الأسعار المعتمدة للتنقل أوضح الذين تحدثنا إليهم أنها أسعار مبالغ فيها، لأنه من غير المعقول أن يدفع المواطن بمدينة جيجل 10 دنانير قصد الانتقال من نقطة إلى نقطة أخرى قريبة في شارع واحد، أما بالنسبة للأسعار المعتمدة في المناطق المنعزلة فحدث ولا حرج، وكعينة عن ذلك أوضح لنا السكان الذين يقطنون ببلدية غبالة المنعزلة بأنهم يدفعون 60 دج، للوصول إلى مدينة الميلية، وهو السعر الذي يعادل التنقل من المدينة المذكورة إلى عاصمة الولاية على مسافة 60 كلم.