تعتبر بلدية الدوسن التابعة إداريا لبلدية أولاد جلال ببسكرة والتي تبعد بحوالي 80 كلم عن عاصمة الولاية، بلدية فلاحية بالدرجة الأولى حيث يمارس أهلها نشاط تربية المواشي والأبقار الحلوب، وحي كاف خضرة بين أكثر التجمعات السكانية المتواجدة عبر بلدية الدوسن، حيث يضم بين جنباته أكثر من سبعمئة نسمة. وللاطلاع أكثر على أحوال سكان هذا التجمع، ومعرفة ظروفهم المعيشية عن قرب، تنقلت ''الحوار'' إلى عين المكان حيث سرد سكانها علينا المشاكل التي يرون أنها تقف حجر عثرة أمام النهوض بالتنمية في منطقتهم على وجه الخصوص والبلدية على العموم. ونظرا لكثرة المشاكل فقد لخصناها في ثلاث نقاط تستدعي التكفل بها وبصفة عاجلة. طريق مقدر السلطان مسلك ينتظر التعبيد يتفرع هذا الطريق عن الطريق الولائي رقم 05 الرابط بين بلديتي الدوسن وليوة، ويتخذ مساره على مدى 1 كلم تقريبا لينحدر باتجاه ملتقى وادي الخافورة وتامدة، ثم يخرج من الوادي ليتجه نحو قرية العامري ببلدية لغروس، وهو مشروع طريق هام جدا إذا ما تم تجسيده، فالجزء الأول منه أي إلى غاية ملتقى الوادين، عبارة عن طريق أنجز كمسلك فقط سرعان ما تضرر جراء سيول الأمطار، وهو بهذا لا يأخذ من الطريق سوى الاسم، فإذا تهاطلت الامطار لا أحد على الاطلاق يمكنه التنقل عبره راجلا أو راكبا، لذلك يتساءل سكان المنطقة متى سيتم تعبيده يا ترى؟ جسر صغير ... معبر لخير كثير أما عن الجسر الصغير أو المنشأة الفنية كما يسميها أهل الاختصاص والذي يرى فيه سكان كاف خضرة حلا لمعاناتهم المأساوية، فقد طالبوا به أكثر من مرة، وهم يرون في إنجازه حلا دائما وشاملا لمعضلة تنقلهم من مساكنهم ومزارعهم القريبة من المساكن إلى السوق أو المدينة، حيث يضطرون للنزول إلى الملتقى (وادي تامدة والخافورة) قبل الوصول إلى الطريق الولائي رقم ,05 خاصة إذا علمنا أنهم ينقلون الكثير من الخيرات التي تجود بها أرضيهم يوميا باتجاه السوق، وقد أكد لنا رئيس جمعية الحي السايح عبد الحميد، أن السكان خلال نزول الامطار، وجريان الوديان، يضطرون للبقاء في منازلهم لمدة لا تقل عن 20 يوما، فلا امرأة حامل يمكن نقلها إلى المستشفى ولا تلميذ يستطيع التنقل إلى مدرسته، ولو اقتربت من الوادي وحاولت الخروج منه لشعرت أن هؤلاء السكان يعيشون في الأدغال. منقب المياه الصالحة للشرب موجود لكن توصيله إلى السكان مفقود للعلم فإنه في نفس المنطقة أي حي كاف خضرة، قامت الجهات المختصة بإنجاز منقب للمياه الصالحة للشرب وذلك سنة ,2005 وقد تم التأكد من وجود الماء وبوفرة ولكن منذ ذلك الوقت لم يتم لا تجهيز هذا المنقب، ولا بناء الخزان، ولم يتم توصيل المياه الصالحة للشرب للمواطنين عبر شبكة. علما أن المواطنين يضطرون لشراء المياه الشروب باستقدام الصهاريج المتنقلة. نشير فقط إلى أنه وفي منتصف سنة 2007 تم توصيل الكهرباء إلى المنقب كما حضر مقاول إلى المنطقة إلى مكان إنجاز الخزان إلا أن الاشغال لم تنطلق بعد، وغادر المقاول المنطقة ليبقى الحال على ما هو عليه إلى غاية كتابة هذه الأسطر لذلك يرجو مواطنو كاف خضرة السلطات المعنية الإسراع في إتمام ما شرع فيه، لاستفادتهم من المياه الصالحة للشرب، لأن شراءها يكلفهم الكثير ويثقل كاهلهم. تجدر الإشارة إلى أن مواطني كاف خضرة قد بعثوا برسائل عديدة، إلى كل من رئيس المجلس الشعبي البلدي السابق لبلدية الدوسن ورئيس دائرة أولاد جلال ووالي ولاية بسكرة، ولم يتوقفوا عند هذا الحد، بل راسلوا أيضا وزير الداخلية والجماعات المحلية، وذلك عبر ممثليهم الشرعيين أعضاء جمعية الحي، وهم في انتظار الرد، على أمل أن تتكفل السلطات المعنية بهمومهم لأن زوالها نصر لهم وفخر لهم أزالها، وتبقى جهود شركة سونلغاز هي مبعث الأمل الوحيد لدى سكان كاف خضرة فلولا الكهرباء، لما أمكنهم العيش في هذه المنطقة تحت وطأة هذه المشاكل.