فجّر أمس رئيس الجمعية الجزائرية لمنتجي الأعلاف وتغذية الأنعام بقسنطينة المهندس الزراعي عبد الكريم لبصير قنبلة من العيار الثقيل عندما أكد أن قطعان بآلاف الكباش الجزائرية تهرب سنويا عبر الحدود الشرقية للبلاد لتقايض بالعجائن و المصبرات التونسية مفيدا بأن كميات كبيرة من لحم هذه الخرفان توجه إلى السوق الايطالية و المالطية بعد أن بينت الدراسات البيولوجية والبيطرية التي أعدت على عينات من لحوم خرفان منطقة أولاد جلال ببسكرة والجلفة هي الأولى متوسطيا من حيث جودتها ولذتها كونها تقتات من الحلفاء ونبتة" الشيح" التي تنمو وبشكل كبير في المناطق السهبية و شمال الواحات. و أضاف السيد عبد الكريم لبصير أمس على هامش الفوروم المهني الأول الخاص برهانات قطاع تربية المواشي وإنتاج اللحوم الحمراء المنظم على هامش فعاليات الصالون العاشر للعتاد الفلاحي وتربية المواشي بقصر المعارض بالعاصمة أن الدولة و من خلال مصالح المراقبة وقمع الغش ومحاربة التهريب مطالبة بالتدخل عاجلا لوقف هذا النزيف الذي يستهدف الثروة الحيوانية في الصميم سيما وأن خرفان وكباش عديدة تهرب و تذبح في وقت هي في مرحلة التكاثر والتناسل . وقال لبصير أن الكباش التي تهرب بالآلاف عبر الحدود الشرقية للبلاد تتم وفقا لعمل ونشاط منسق بشكل دقيق بين شبكات متخصصة في التهريب جزائرية وتونسية حيث يقايض الكبش الواحد ب 500 كلغ من العجائن التونسية من مختلف الأنواع أو 200 كلغ من المصبرات ( الطماطم والهرسية ومختلف الخضر الموسمية ) في وقت ما يزال السوق المحلي يشهد نقصا كبيرا في العرض والذي أثر وبشكل مباشر على أسعار اللحوم التي استقرت في مستويات مرتفعة بين 750 دج للكيلوغرام و 900 دج منذ أكثر من سنتين .وطالب المتحدث بضرورة أن تكثف مصالح الجمارك و الدرك من نشاطها لاستئصال هذا "الورم" الذي ينخر الاقتصاد الوطني ويكبده خسائر فادحة سنويا . ومعلوم أن مصالح الجمارك والدرك الوطنيين أجهضت خلال العام الماضي 2009العديد من محاولات تهريب قطعان كثيرة يتشكل الواحد منها بأزيد من 60 رأس وذلك على الشريط الحدودي الشرقي لكن المهربون ينجحون في عمليات أخرى سيما تلك التي يخطط لتنفيذها ليلا من التسلل . وقال لبصير أن منحى استهلاك لحم النعاج أخذ في المدة الأخيرة خطا تصاعديا في الولايات مصدر الثروة الحيوانية الموجهة للتهريب على اعتبار أن شبكات التهريب تستثني النعاج من قاموس تهريبها الأمر الذي أسفر عن وجود فائض توجه كميات كبيرة منه للذبح و الاستهلاك العام . وربط لبصير ارتفاع أسعار اللحوم في أسواق التجزئة عبر الوطن بشكل كبير بتزايد نشاط تهريب الثروة الحيوانية ضف لها العوائق الأخرى التي يواجهها قطاع تربية المواشي بشكل عام و ذكر بالأخص قلة الموارد المائية ( الجفاف) وأيضا نقص المتابعة البيطرية للقطعان خصوصا في الولايات السهبية وشبه الصحراوية مؤكدا أن الجزائر تزخر بثروة حيوانية هي الأولى متوسطيا من حيث الكم والنوع و لو تستغل بالمنهجيات العلمية الناجعة و التي يعرضها المتعاملون الأجانب خلال هذا الصالون والتي أتت نتائج ايجابية في الدول السباقة إلى اعتمادها خصوصا في البلدان الأوروبية الاسكندينافية ودول أمريكا اللاتينية مثل البرازيل والأرجنتين. وسيعكف المشاركون في فعاليات صالون العتاد الفلاحي وتربية المواشي لاحقا على بحث ملف جمع و تحويل الحليب و آفاق دعم مربي الأبقار الحلوب في "فوروم"ينتظر أن يشهد مناقشات ثرية ينشطها خبراء زراعيون جزائريون وأجانب .