أفلحت الوساطة الجزائرية التي تعمل على إرساء الأمن والاستقرار بشمال مالي من جديد في تحقيق نتائج ميدانية ملموسة، حيث ينتظر أن يغادر أول فوج من المتمردين الطوارق المتمركزين في الجبال والأحراش بالشمال المالي هذه الأماكن قبل نهاية شهر ديسمبر المقبل للعودة الى مساكنهم بكيدال، وكذا للمساهمة في تنمية المنطقة حسب ما أوردته أول أمس وكالة الأنباء الفرنسية. وأوضح عضو في اللجنة التقنية لمتابعة تنفيذ اتفاقية الجزائر الموقعة في جويلية 2006 والمتكونة من الوساطة الجزائرية وممثلي الحكومة المالية والمتمردين الطوارق أن الاجتماع الذي ضم أعضاء اللجنة يوم السبت الماضي بمالي أسفر عن شروع أول مجموعة من المتمردين الطوارق في مغادرتها للأحراش قبل نهاية شهر ديسمبر المقبل والرجوع الى كيدال، لتشارك في تنمية المنطقة بالتعاون مع وحدات الجيش المالي. وقال المصدر نفسه إن هذه الخطوة تندرج في إطار دفع عملية السلام بالمنطقة، مضيفا أن المئات من المتمردين الطوارق الذين لا زالو متمركزين بالأحراش والتلال مدعوون للمشاركة في هذه العملية في إطار وحدات خاصة تتألف من العائدين الطوارق والجنود الماليين والتي ستكون مسؤولة عن ضمان أمن جزء من شمال مالي تحت قيادة الجيش الحكومي، ومجددا تأكيده أن إدماج هذه الأفواج كمجموعة أولى سيتم قبل نهاية الشهر الداخل حسب ما تم الاتفاق عليه في اجتماع السبت الذي جمع كالعادة تحالف 23 ماي من أجل الديمقراطية والتغيير كممثل عن الطوارق وممثل عن حكومة بماكو، وبإشراف من الوساطة الجزائرية التي يقودها السفير الجزائري هناك عبد الكريم غريب. وفي السياق ذاته قال مسؤول من محافظة منطقة كيدال إن الأمور تسير بشكل متقدم، رغم اعترافه بوجود بعض الاختلافات مع جماعة إبراهيم حاج باهنغا والتي لا تزال تحتجز أربعة عناصر من الجيش الحكومي كرهائن، إلا أن حل ذلك يبدو أنه قريب نظرا لحضور ممثل عن هذه الجماعة اجتماع السبت الماضي. وتندرج هذه الخطوة ضمن النجاحات المتتابعة التي حققتها الوساطة الجزائرية منذ أن استأنفت عملها الخاص بتقريب وجهات النظر بين طرفي النزاع منذ شهر جويلية الماضي، والذي اتبع بلقاءات أخرى مكنت من التوقيع على اتفاقية وضع الثقة في نهاية أوت الماضي، والذي ينتظر أن يتبع باجتماع جديد اليوم حسب ما كانت قد ذكرته في وقت سابق مصادر إعلامية.