قالت مصادر محلية في قرية بوكادوم شرقي مدينة كيفة إن وحدة من الدرك الموريتاني بدأت أمس تعقب ثلاث سيارات تحمل مسلحين شوهدوا مساء أمس الجمعة في ضواحي قرية بوكادوم. وتقول المصادر في القرية للسراج الموريتاني إن سائق إحدى السيارات المشتبه فيها كان يحمل رشاشا، فيما تقل السيارات الأخرى بعض الرجال المسلحين. وتعقبت وحدة من الدرك مكونة من ست سيارات عسكرية وتضم قائدي الدرك والحرس الوطني في مقاطعة كيفة. وبحسب المصادر فقد أبلغ السكان عن السيارات المذكورة، لكن السلطات بدأت التعقب صباح أمس. وتعتقد السلطات الموريتانية أن الجماعات المسلحة تنتمي إلى تنظيم القاعدة في المغرب، التي ازدادت إيمانا يوما بعد يوم خاصة بعد صفقة الرهائن الإسبان بقوتها وسيطرتها على المنطقة بفعل المال الذي تحصل عليه، إلى جانب تعزيز صفوفها بالسجناء المفرج عنهم في تلك الصفقات من الدول الأوروبية على غرار فرنسا واسبانيا. وتعيش موريتانيا وضعية ترقب أمني بعد العملية الانتحارية الأخيرة التي نفذها انتحاري ضد قيادة المنطقة العسكرية الخامسة في النعمة قبل ثلاثة أيام. وتعهد قادة تنظيم قاعدة المغرب بالانتقام من موريتانيا، بعد العملية العسكرية المشتركة بين الجيشين الفرنسي والموريتاني قبل أسابيع. ولم يمنح التنظيم المذكور نفسه أي مبرر خلال السنوات الماضية في الاعتداء على وحدات من الجيش الموريتاني في لمغيطي والغلاوية وتورين وحتى في نواكشوط، حيث حصد أرواح قرابة ثلاثين عسكريا من الجيش الموريتاني. وأطلق الجيش الموريتاني النار، مساء أول من أمس، على سيارة عابرة للصحاري، كانت تمر بسرعة فائقة في منطقة عسكرية محظورة في الزويرات (شمال البلاد)، وحسب مصادر عسكرية، تم اعتقال السائق، وأخضعت السيارة للتفتيش خوفا من احتوائها على مواد متفجرة. في هذه الأثناء طالب حزب العهد الوطني للديمقراطية والتنمية (عادل) بتشكيل جبهة وطنية للتصدي ''للتهديدات الخطيرة التي يتعرض لها البلد في أمنه واستقراره وعلى رأسها التهديد الإرهابي''. وأعرب الحزب في بيان تلقته وكالة أنباء ''الأخبار'' الموريتانية عن إدانته الشديدة للهجوم الانتحاري الذي استهدف المنطقة العسكرية الخامسة بمدينة النعمة أقصى الشرق الموريتاني، معتبرا أنه مناقض للقيم الدينية والأخلاقية خصوصا في شهر رمضان.