أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما امس الثلاثاء الموعد الرمزي لانتهاء العمليات القتالية للجيش الاميركي في العراق بعد سبعة اعوام على اجتياح كان يعارضه منذ البداية وفيما يبدو ان البلاد لا تزال بعيدة عن الاستقرار. ويتوقع أن يشيد الرئيس أوباما بعملية الانتقال إلى الجهد المدني الذي يقوده العراق بوصفه علامة فارقة رئيسية في الحرب الأمريكية في العراق المستمرة منذ سبع سنوات. وقال مسؤولو البيت الأبيض إن أوباما سيؤكد على أن عملية تسليم المهام للجانب العراقي لن تنهي التزام الولاياتالمتحدة تجاه العراق وأمنه. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس إن العراقيين ''سيكتبون الفصل القادم في التاريخ العراقي، وسيكونون بشكل أساسي مسئولين عنه، وسنكون حلفاءهم''.وقام نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن بزيارة مفاجئة إلى العراق للاحتفال بعملية انتقال المسئولية الأمنية للعراقيين والاجتماع بالقادة السياسيين على أمل المساعدة في كسر المأزق الذي تواجهه الأطراف السياسية الرئيسية في هذا البلد منذ إجراء الانتخابات البرلمانية في السابع من مارس الماضي.وفي تصريحات صحفية ادلى بها ، أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن عراق ما بعد الاحتلال سيكون عراقا ضد سياسة المحاور، مضيفا أن ما نريده هو كسب الجميع وعدم خسارة أحد.وقال المالكي، في مقابلة مع صحيفة ''الأخبار'' اللبنانية في يوم انتهاء العمليات القتالية الأمريكية في العراق، إن بلاد الرافدين لم تكن يوما رهينة بيد أحد ولن تكون.. مغامرات النظام السابق هي التي وضعتها تحت البند السابع، مشددً على أنه ''ليس لنا عداوات مع أي جهة إقليمية، إلا إذا اعتبرت هذه الأخيرة سياسة الحفاظ على السيادة والاستقرار نوعا من العداء''.وأكد أن موضوع خطوط النفط والغاز معزول تماما وبعيد كليا عن الخلافات مع سوريا، إن وجدت، لافتا إلى أن بوادر التواصل لم تنقطع مع السعودية، وأيدينا ممدودة للصداقة معها ومع جميع الدول العربية.وفيما يتعلق بالشأن الداخلي، قال رئيس الوزراء العراقي إن عراقنا سيكون منفتحا على جميع مكوناته، يحترم جميع الأديان بلا تدخل أو تفضيل لطائفة على أخرى. من جهته، وصف كبير الاعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ السناتور ريتشارد لوغار قرار اوباما سحب القوات بأنه ''خاطىء''. وقال: ''ان الرئيس اوباما سيلقي كلمة في البيت الابيض يعلن فيها انهاء العمليات القتالية كما وعد، لكنه اردف: ''ان هذا لا يطابق الواقع لان الناس سوف يتساءلون ماذا عن الحكومة العراقية، واين هي، ومن سيوفر المال لها؟.. لا توجد حكومة حتى الآن، بل هناك نوع من الهيئة البيروقراطية، والبرلمان العراقي مازال عاجزا عن اختيار رئيسا للوزراء. من جانبه، اعرب نائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن عن اعتقاده بأن العراقيين ''سيكونون على ما يرام'' بعد انسحاب القوات الامريكية المقاتلة من بلادهم خلال الزيارة المفاجئة التي قام بها بايدن لترؤس احتفال الاربعاء بمناسبة انهاء المهمة القتالية للقوات الامريكية في العراق. ومن المنتظر ان يجري نائب الرئيس الامريكي محادثات مع المسؤولين العراقيين ، وقال مسؤولون امريكيون ان بايدن سيؤكد للقادة العراقيين رغبة الولاياتالمتحدة في اقامة شراكة طويلة الاجل مع العراق، ولكنه سيحثهم في الوقت نفسه على الإسراع في تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات غير الحاسمة التي اجريت في مارس الماضي. وكان الرئيس أوباما حدد الحادي والثلاثين من أوت الجاري موعدا نهائيا لسحب القوات القتالية من العراق، وهي العملية التي اكتملت قبل موعدها بأحد عشر يوما، وذلك في إطار خطة تعهد بها منذ فترة طويلة بنقل التركيز على الصراع الدائر في أفغانستان.وستبقى في العراق قوات أمريكية يقل عددها عن خمسين ألف جندي لمواصلة تدريب قوات الأمن العراقية والمساعدة في عمليات مكافحة الإرهاب، ومن المقرر أن تغادر تلك القوات بحلول نهاية .2011 وستتولى وزارة الخارجية الأمريكية زمام الأمور من الجيش الأمريكي يوم الأربعاء، وسيطلق على المهمة الجديدة في العراق اسم ''الفجر الجديد''.