جدد الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما تعهده بسحب القوات الأمريكية من العراق وإغلاق معتقل غوانتانامو،غير انه أكد الاستمرار في العمل من أجل القضاء على ما يسمى تنظيم القاعدة في أفغانستان كجزء من سياسة خارجية تختلف جذريا عن تلك التي انتهجها سلفه الرئيس المنصرف جورج بوش. أكد الرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما في برنامج ''60 دقيقة'' الذي بثته شبكة سي بي أس الأميركية عزمه على تنظيم الانسحاب التدريجى للقوات الامريكية من العراق بعد وصوله الى البيت الابيض فى 20 جانفي، واضاف اوباما فى المقابلة التلفزيونية الاولى معه منذ انتخابه فى الرابع من نوفمبر ''قلت خلال الحملة وانا اتمسك بهذا الموقف، انى سأتصل فور تسلمى مهماتي، برئاسة الاركان ومسؤولى الامن القومى وسنطلق خطة انسحاب قواتنا''، وكان أوباما تعهد في حملته الانتخابية بسحب لواء أو لواءين قتاليين من العراق شهريا وإبقاء قوات محدودة هناك بعد 16 شهرا من تنصيبه وإرسال بعض هذه الألوية إلى أفغانستان. يشار الى ان الاحتلال الأمريكي للعراق بدأ فى مارس 2003 وأسفر عن أكثر من اربعة آلاف قتيل فى صفوف الجنود الأمريكيين، لتأمين جنود وميزانية الحرب فى افغانستان التى جعل منها أوباما أولوية فى سياسته الخارجية، وفي هذا السياق قال أوباما ''اعتقد ان اعتقال او قتل اسامة بن لادن جانب اساسي للقضاء على هذا التنظيم، وأوضح انه ليس رمزا فقط، بل هو ايضا قائد لمنظمة تخطط لهجمات على مصالح امريكية''، من جهة اخرى اكد اوباما عزمه على اغلاق سجن غوانتانامو فى كوبا. وكان الرئيس الامريكي المقبل قد وعد مرارا خلال حملته الانتخابية باغلاق سجن غوانتانامو الذى يرمز الى تجاوزات ''الحرب على الارهاب'' التى شنها جورج بوش وانتقدتها المجموعة الدولية. يشار الى انه يحتجز فى هذا السجن الذى فتح مطلع 2002 فى قاعدة بحرية اميركية جنوب شرق كوبا، 255 شخصا حاليا من اصل 800 كانوا فيه، وخلافا لكل مبادىء القضاء الاميركي، يحتجز هؤلاء الاشخاص لفترة غير محددة ومن دون توجيه التهم اليهم، واكتفت محكمة عسكرية باعلانهم ''مقاتلين اعداء'' ولا يتمتعون منذ جوان بامكانية الاستعانة بمحكمة فدرالية. وفى الاسبوع الماضي، سئل جون بوديستا الذى يشترك فى رئاسة الفريق الانتقالى عن هذا الموضوع فى مؤتمر صحافى فى واشنطن، وقال ''انه قيد الدرس وعندما يتوافر لدينا شيء لقوله سنقوله". واكد اوباما من جهة ثانية انه يريد وقف التعذيب باعتباره وسيلة يستخدمها الجيش الاميركى فى الاستجواب، واضاف ''قلت مرارا ان اميركا لا تمارس التعذيب. واريد التأكد من اننا لا نمارس التعذيب''، واوضح اوباما ان اغلاق غوانتانامو ووقف التعذيب ''جزء من جهد يتيح لامريكا استعادة مكانتها على الصعيد الاخلاقي''، ويبدو اغلاق غوانتانامو مهمة بالغة الدقة للرئيس الجديد الذى يتعين عليه ايجاد حل لهؤلاء المعتقلين الذين يوصفون بأنهم ''اسوأ الارهابيين'' من قبل الادارة المنتهية ولايتها، ولا يريد احد فى الولاياتالمتحدة والخارج استقبالهم. "هيومان رايتس'' تدعو أوباما إلى التحقيق في حرب بوش على الإرهاب دعت منظمة ''هيومان رايتس ووتش'' التي تُعنى بحقوق الإنسان الرئيس الأمريكي المنتخب، باراك أوباما، إلى نبذ سياسات الرئيس الحالي، جورج بوش، الخاصة بالحرب على الإرهاب، والتي انتهجها طوال السنوات السبع الأخيرة من حكمه، واصفة إياها بأنها ''تعسفية''.، و حثت المنظمة أوباما على اعتماد سياسات إصلاحية ''عادلة وناجعة'' عبر إغلاق معتقل غوانتانامو، والطلب إلى وكالة الاستخبارات المركزية'' سي أي ايه'' الالتزام بالمعايير الإنسانية في عمليات الاستجواب ووقف التعذيب، وتشكيل لجنة للتحقيق في التجاوزات الماضية ومعاقبة فاعليها والتعويض على الضحايا، وجاء في ورقة عمل حملت عنوان ''محاربة الإرهاب بعدالة وفاعلية - توصيات للرئيس المنتخب باراك أوباما'' إن الولاياتالمتحدة ''لم تستغل لفترة طويلة قدراتها على مواجهة الإرهاب بسبب اعتماد سياسات قصيرة النظر سمحت باستخدام التعذيب والاعتقال دون توجيه تهم رسمية''.، وقال كينيث روث، المدير التنفيذي للمنظمة:'' أمريكا بحاجة لأن يقوم الرئيس المنتخب، باراك أوباما، بالوفاء سريعاً بتعهداته القاضية بتصحيح أخطاء الأعوام السبعة الماضية والعودة إلى الرقي الأخلاقي في الحرب على الإرهاب''.، وتحث ورقة العمل التي قدمتها هيومان رايتس ووتش أوباما على تقديم المشتبهين بالإرهاب في غوانتانامو للمحاكمة في المحاكم المدنية، وإخلاء سبيل المعتقلين الآخرين أو ترحيلهم، مؤكدة أن ذلك يجب أن يتم من خلال عملية شفافة ونزيهة تقوم على البحث في ملفات جميع المعتقلين