أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن القوات الأميركية المقاتلة ستخرج من العراق بحلول نهاية الشهر ''طبقا للوعود وبحسب الجدول المقرر''. ، وقال اوباما في الخطاب الذي القاه خلال مؤتمر وطني لقدامى المقاتلين المعوقين في اتلانتا ''جورجيا'' ''عندما كنت مرشحا للرئاسة، آليت على نفسي وضع حد للحرب في العراق بطريقة مسؤولة. وأعلنت بعد قليل على تولي مهام الرئاسة استراتيجتنا الجديدة للعراق وللانتقال إلى مسؤولية عراقية كاملة. وأضاف أوباما ''أوضحت أنه بحلول 31 أوت2010 ستنتهي المهمة القتالية لأميركا في العراق، وهذا ما نقوم به بالضبط، طبقا للوعود وبحسب الجدول المقرر.. ''. ومن اللافت أن أوباما لم ينطق بكلمات ''النجاح'' أو ''النصر'' في حديثه عن إنهاء العمليات القتالية في العراق، وكان اوباما الذي أعلن معارصته بشدة للحرب التي شنها سلفه جورج بوش في العراق عام ,2003 قد اعلن في 27 فيفري 2009 بعد شهر فقط على تولي مهامه عن انسحاب تدريجي للقوات الاميركية من العراق بدءا بالقوات القتالية. غير أن منتقدي أوباما يتهمونه بالخداع والتمويه ويؤكدون انه لا يزال يحاول تحقيق الأهداف الأميركية التي وضعها سلفه بوش وأنصاره من المحافظين الجدد، وهي أساسا التحكم في ثروات العراق النفطية المقدرة حاليا بأكثر من 520 مليار برميل، وتقسيم بلاد الرافدين عمليا إلى ثلاث كيانات، ومنع العراق من العودة إلى لعب دوره على الصعيد العربي وخاصة فيما يخص تهديد إسرائيل. وتابع أوباما ''اليوم، في وقت يسعى الارهابيون للقضاء على التقدم الذي احرزه العراق بفضل تضحيات جنودنا وشركائهم العراقيين، ما زال العنف في العراق بادنى مستوياته منذ سنوات''. ولفت الى ان الولاياتالمتحدة ستبقي على قوة انتقالية في العراق خلال الاشهر المقبلة على أن تسحب قواتها بالكامل بحلول نهاية .2011 وذكر أن القوات الأميركية ستركز خلال هذه الفترة الانتقالية على دعم القوات العراقية وتدريبها وعلى القيام بمهمات مضادة للارهاب وحماية المبادرات الأميركية المدنية والعسكرية. وأضاف ''ينبغي ألا يخطئ أحد، فإن التزامنا في العراق يتبدل، من مجهود عسكري بقيادة قواتنا إلى مجهود مدني بقيادة دبلوماسيينا، وكما سبق ذكره في مقدمة الموضوع أوباما لم يجرأ على النطق بكلمات ''النجاح'' أو ''النصر'' في حديثه عن إنهاء العمليات القتالية في العراق. كما كان من الواضح أن الخطاب موجه للرأي العام الأميركي ولمعالجة تراجع شعبيته خلال الأشهر الماضية بسبب مشكلات داخلية بالإضافة إلى الأوضاع المتدنية بالنسبة لقوات حلف الاطلنطي في أفغانستان، وتعزز موقف طالبان. حرب مستمرة و سياسة خداع ينتهجها أوباما أوباما لم يكن وحده الذي حاول إعداد الأميركيين لتقبل مزيد من الخسائر في العراق. نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الذي كلفه اوباما الملف العراقي، أقر من جانبه يوم الخميس 29 جويلية 2010 بأنه لا يستطيع ''ضمان'' الهدوء في العراق بعد انسحاب القوات الأميركية، ولو أنه اعرب عن تفاؤله في هذا الشأن. ويسجل تناقض بادين مع نفسه حيث أنه كان قبل 24 ساعة قد أكد أن الذين كانوا يحاولون زرع ''الفوضى'' في العراق قد ''فشلواس. وكان اوباما الذي أعلن معارصته بشدة للحرب التي شنها سلفه جورج بوش في العراق عام ,2003 قد اعلن في 27 فيفري 2009 بعد شهر فقط على تولي مهامه عن انسحاب تدريجي للقوات الاميركية من العراق بدءا بالقوات القتالية. غير أن منتقدي أوباما يتهمونه بالخداع والتمويه ويؤكدون انه لا يزال يحاول تحقيق الأهداف الأميركية التي وضعها سلفه بوش وأنصاره من المحافظين الجدد، وهي أساسا التحكم في ثروات العراق النفطية المقدرة حاليا بأكثر من 520 مليار برميل، وتقسيم بلاد الرافدين عمليا إلى ثلاث كيانات، ومنع العراق من العودة إلى لعب دوره على الصعيد العربي وخاصة فيما يخص تهديد إسرائيل. ويضيف هؤلاء أن أوباما وطاقمه يستخدمون ألفاظا جديدة للتأكيد على التمسك بإستمرار إحتلال بلاد الرافدين. وللتأكيد على ذلك يشير منتقدو سياسة أوباما إلى أن الأنسحاب الذي تحدث عنه يوم الإثنين سينخفض عدد العسكريين الاميركيين في العراق الى حوالى خمسين الفا في نهاية اوت بالمقارنة مع 144 الفا عند تولي اوباما الرئاسة. وبموجب الخطة الاميركية الموعودة، فان آخر عناصر القوة العسكرية ستغادر العراق بحلول نهاية ديسمبر ,2011 غير أن أحدا في واشنطن لم يتحدث عن مصير القواعد الأميركية الضخمة في العراق وآلاف الجنود الأميركيين الذين يرابطون فيها. كما لا يتحدث الرسميون الأميركيون عن موعد انسحاب أكثر من 170 ألف من رجال قوات المرتزقة الذين يفضل البنتاغون تسميتهم بجنود شركات الأمن الخاصة. أوباما يعلن..''وطنيون'' أيدوا غزو العراق و''وطنيون'' عارضوه أوباما لم يدن في خطابه شن حرب على العراق حيث قال أن ''نقاشا محتدما حول الحرب في العراق دار في البلاد. وكان هناك وطنيون أيدوا ''الاجتياح'' ووطنيون آخرون عارضوه''. واضاف ''لكن لم يقم يوما خلاف فيما بيننا بشأن دعم أكثر من مليون اميركي بالبزة العسكرية خدموا في العراق''، مضيفا ''على كل اميركي ارتدى البزة العسكرية ان يعلم: سنوليكم اهتمامنا لدى عودتكم''. ومن الملفت أن أوباما وفي نطاق ما إعتبره معارضوه جزء من عملية التمويه الكبيرة: قال إن ''العنف في العراق اقرب إلى أقل مستوياته منذ سنوات'' على الرغم من أن شهر يوليو 2010 شهد أكبر حالات عنف منذ ماي .2008 وقد تجاهل وجود مقاومة وطنية للإحتلال الأميركي وأصر كسابقه بوش على وصف معارضي الإحتلال بالارهابيين، وهو يستخدم من حين لآخر شماعة القاعدة لتبرير التدخل رغم كل ما تم الكشف عنه في السنوات الماضية عن حقيقة القاعدة وعلاقاتها السرية مع المخابرات الأميركية واستخدام واشنطن لها لتحقيق تبريرات تدخل في شؤون الدول الأخرى. نفس أسلوب التمويه استخدمه أوباما فيما يخص أفغانستان حيث قال ''نواجه صعوبات هائلة في افغانستان، إلا أنه من المهم ان يعي الاميركيون أننا نحقق تقدما ونركز على أهداف محددة جيدا وقابلة للتحقيقس. وكان اوباما قد اعلن في ديسمبر 2009 ارسال نحو 30 الف جندي اضافي الى افغانستان لدعم القوات المتواجدة هناك في واضاف اوباما ''من الناحية العسكرية ان جميع القوات الاضافية تقريبا التي أمرت بإرسالها الى افغانستان باتت في المواقع المحددة لها. وبالتعاون مع شركائنا الافغان والدوليين انتقلنا الى الهجوم ضد طالبان عبر مهاجمة قادتهم وتحديهم في مناطق كانت تحت سيطرتهم''. مع إعلان أوباما الانسحاب الاميركي التدريجي من العراق في 2011 بموجب اتفاقية أمنية، تشهد أميركا جدلا حادا بشأن تركة الحرب التي بدأت سنة 2003 ولم تنته بعد. وتطال الانتقادات الثمن الباهظ للخسائر البشرية والمادية والضرر الذي لحق بصورة واشنطن في الخارج. إلا أن وسائل الإعلام المهيمنة لا تنقل غير تلك الإنتقادات التي تحاول تبرير شن الحرب، والتي لا تتحدث أبدا عن إمكانية نهاية المغامرة الأميركية في بلاد الرافدين بنفس النتيجة التي تمخضت عنها حرب الفيتنام. واشنطن تتنكر للحقائق وتنتهج سياسة النعام يقول المحللون انه لا أحد يتحدث عن سبب غزو العراق ونتائج المتمخضة عن ذلك ، فهم في واشنطن بكل بساطة يدفنون رؤوسهم كالنعامة في الرمال حتى لا يعترفوا بأن هناك مقاومة عراقية عجزوا عن دحرها، وهي في طريقها مرة أخرى إلى الإقتراب من تحقيق النصر كما إعترف بوش بطريقة غير مباشرة سنة 2007 حين قال أن بلاده تخسر المعركة وذلك قبل ان تتيح له تكتيكات جديدة تحسين وضع قواته بشكل يتبين الآن أنه كان مؤقتا. فلقد تنكر هؤلاء المسؤولين لتحليلات وتحذيرات صدرت خاصة في المانيا وروسيا عن اختصاصيين عسكريين حتى قبل الانطلاق العملي للغزو من أن العراق قد حسم خياره الحربي بتبني استراتيجية تدمج اساليب حرب العصابات بأساليب الحرب النظامية، مع منح ارجحية واضحة للأولى. ويقول محلل عسكري أوروبي ''كان واضحا تماما للقيادة العراقية أن أي حرب مع أميركا لا يمكن كسبها إذا كانت نظامية، بسبب التفوق الاميركي الساحق، تكنولوجيا وعسكريا وماديا، ولهذا اختاروا اسلوبا آخر هو الحرب الشعبية الطويلة الأجل''. واشار الخبراء الالمان إلى انه اعلن رسميا قبل الحرب بشهور أن العراق قد قرر إعتماد استراتيجية حرب عصابات المدن، مع تحقيق الاستخدام الأمثل الممكن للقوات المسلحة العراقية ضمن هذه الأستراتيجية. وأقرن ذلك بتنفيذ خطة شاملة بتحويل قسم كبير من الجيش الى مجموعات صغيرة تتخصص بخوض حرب مدن، اضافة للاعداد السابق لوحدات الفدائيين وتشكيل جيش القدس وتدريبه وتزويده بالسلاح والعتاد وبكميات كبيرة. كان المطلوب تحقيق أكبر حشد وطني ممكن للمقاومة وتكبيد الجيش الأميركي خسائر كبيرة وتحميل واشنطن تبعات تأزم نظامها المالي والاقتصادي وإضعاف مناعته في مواجهة الصدمات والازمات النابعة من داخله، لأجل ايقاظ عقدة فيتنام لدى الاميركيين ودفعهم الى الضغط على حكومتهم من أجل الانسحاب والتفاوض. لقد كان ذلك هو الخيار الأوحد الذي يضمن للعراق حرمان الولاياتالمتحدة من النصر، ليس بالضربة القاضية، بل بتجميع النقاط وانهاك الخصم الأميركي وحرمانه من فرص التقاط الأنفاس ومنعه من تنفيذ خططه الأستراتيجية والعسكرية والسياسية، من خلال اجباره على البقاء محصورا في اطار ردود الافعال الناجمة عن شراسة وحدة وانتشار المقاومة، وتواتر عملياتها. شهادة ألمانية خلال الثلث الاخير من شهر ماي 2008 طرح في المكتبات الغربية الاوروبية كتاب ليورغن تودن هيغر عن دار النشر س. بيرتلس مان في ميونخ وفي 306 صفحة حول حرب العراق. فقد قام هيغر بزيارة العراق وسكن في بيت تابع لافراد من المقاومة العراقية وقابل العديد من عناصر المقاومة دون أي رقابة من اي جانب لا من قوات الإحتلال ولا من أي طرف آخر . وذكر المؤلف ان المقاومة العراقية ليست مقصورة على العراقيين السنة، بل تشمل جميع الطوائف والمذاهب وقال هيغر ان هدف المقاومة هو طرد الإحتلال الأميركي واستقلال العراق ووحدة أراضيه. وأكد المؤلف ان الصورة التي يرسمها المحتل الاميركي عن الوضع في العراق زائفة، وان المقاومة العراقية لا تتعمد قتل المدنيين كما يدعي الاميركان، وأنها تركز قتالها ضد قوات الاحتلال وعملائه، أما الجثث المجهولة فهي جثث مواطنين عراقيين قامت قوات الاحتلال باعتقالهم وسلمتهم إلى مؤسسات مرتزقتها وهي التي تقوم بدورها بقتلهم ورمي الجثث في الشوارع مثلما تفعل المليشيات الطائفية. وذكر الكاتب بشهادات عراقيين عملوا في جهاز الشرطة بعد الإحتلال وكيف كانوا يدفعون لتفجير سيارات ملغمة وغيرها من العبوات وسط المدنيين ولصق التهمة بالمقاومة العراقية. أوباما يتعمد التضليل الكبير يوم الثلاثاء 3 أوت نشرت صحيفة ''نيويورك تايمز'' الأميركية تقريرا حول وعود أوباما بإنهاء الحرب على العراق، جاء فيه: كلمة ''انفصال'' لم تجسد يوما التصور في العلاقات بين دولتين يبدو مصيرهما مرتبطا على مضض، رغم مدى الإرهاق الذي تسببه إحداهما للأخرى. اللحظات جاءت ومضت: الحكومات الانتقالية، إعلان السيادة، توقيع الاتفاقات. وكان إعلان اوباما يوم الاثنين ضمن واحدة من تلك اللحظات. يوم الأربعاء 4 أوت نشرت صحيفة ''ذي غارديان'' البريطانية مقالا للكاتب شيموس ميلن يقول فيه انه بالرغم من قول الرئيس اوباما ان انسحاب القوات الاميركية من العراق سيتم في الموعد المحدد له، فان اعادة تسمية القوات الاميركية المقاتلة لن تعيد للعراقين بلدهم. وأضاف ميلن: ''بالنسبة الى معظم الناس في بريطانيا والولاياتالمتحدة، أصبح العراق شيئا من التاريخ. وقد أخذت أفغانستان حصة الأسد من انتباه وسائل الإعلام بينما ترتفع لا محالة حصيلة القتلى في صفوف قوات حلف شمال الأطلسي. والآن يتركز الجدل بشأن العراق على القرار الأصلي بالغزو: اما ما يحدث هناك في 2010 فلا يكاد يذكر. ولا بد ان يكون هذا قد تعزز من خلال إعلان الرئيس اوباما هذا الأسبوع أن القوات الأميركية المقاتلة في العراق ستسحب. وبالنسبة الى قسم كبير من الصحافة الأميركية والبريطانية، كان هذا هو الأمر الحقيق: اذ هللت العناوين ل''نهاية'' الحرب وقالت ''القوات الأميركية تغادر العراق''. ولا يمكن ان يكون هناك شيء أبعد من ذلك عن الحقيقة. ان الولاياتالمتحدة لا تنسحب من العراق على الإطلاق- إنها تعيد تسمية الاحتلال. وبالضبط كما تم تغيير عنوان حرب جورج بوش ''على الإرهاب'' إلى ''عمليات الطوارئ في الخارج'' عندما أصبح أوباما رئيسا، سيتم تغيير اسم ''العمليات القتالية'' الاميركية إلى ''عمليات الاستقرارس. وبينما أخبر الناطق باسم الجيش الأميركي في العراق الجنرال ستيفن لانزا صحيفة ''نيويورك تايمز'' بأنه: ''بصفة عملية، لن يتغير شيء''، فبعد الانسحاب الذي سيتم في أغسطس سيكون هناك 50 ألف جندي أميركي في 94 قاعدة عسكرية، من أجل تقديم ''الاستشارة'' وتدريب الجيش العراقي، و''توفير الأمن''، وتنفيذ المهمات ''المضادة للإرهاب''. أي أن ذلك، بالنسبة الى الجيش الأميركي، يغطي بشكل جيد كل ما قد يرغبون بفعله. صحيح أن 50 ألفا هو خفض كبير لعدد القوات في العراق قبل عام. لكن ما سماه أوباما ذات مرة ''الحرب الغبية'' هي حرب مستمرة بلا رحمة في الواقع. وحتى إن كان من النادر رؤية الجنود الأميركيين في الشوارع، فإنهم ما زالوا يموتون بمعدل ستة كل شهر، ويتم قصف قواعدهم بانتظام من جانب جماعات المقاومة، بينما يقتل الجنود العراقيون والعسكريون المدعومون من قبل الولاياتالمتحدة بأعداد أكبر بكثير. إعادة تسمية الاحتلال الواضح هو أن الولاياتالمتحدة، التي يعدل حجم سفارتها في بغداد الآن حجم حاضرة الفاتيكان، ليس لديها نية السماح بانفكاك العراق في أي وقت قريب. ويمكن العثور على أحد اسباب ذلك في العقود الاثني عشر التي مدتها 20 عاما لتشغيل أكبر حقول النفط العراقية التي سلمت العام الماضي لشركات أجنبية، وبينها ثلاث شركات أميركية انكليزية كبرى استغلت النفط العراقي خلال عهد الاستعمار البريطاني قبل العام .1958 وفي هذا السياق يقول الخبراء لقد كانت الحرب على العراق فشلا سياسيا واستراتيجيا للولايات المتحدة. ذلك انها لم تتمكن من فرض حل عسكري، ناهيك عن تحويل البلاد إلى منارة للقيم الغربية أو شرطي للمنطقة. وهناك دلائل على أن واشنطن تسعى لإيجاد شكل جديد من أشكال النظام شبه الاستعماري بالوكالة للحفاظ على قبضتها على العراق والمنطقة. مقتطفات .. مقتطفات .. مقتطفات .. مقتطفات .. خبراء يؤكدون المغامرة الأميركية في العراق قد تكون أسوأ من الفيتنام يقول مايكل أوهانلون من مركز ابحاث جمعية بروكينغز ''ثمن سياستنا كان باهظا جدا اكبر مما كان مقدرا وربما اكبر من الفوائد التي سنجنيها. في المقابل يقول ستيفن بيدل من مجلس العلاقات الخارجية ان رؤية الرئيس السابق جورج بوش لعراق جديد وديمقراطي يغير وجه الشرق الاوسط تبدو غير واقعية وساذجة. ويتساءل بيدل عن جدوى السياسة الاميركية في المنطقة طارحا علامة استفهام حول ما اذا كانت النتيجة ''عكس ما كنا نأمله''. ويتابع بيدل ان افضل ما يمكن للولايات المتحدة ان تأمله بالنسبة إلى العراق هو عراق ''مستقر''. وكتب ديفيد هيرزنهورن لصحيفة ''نيويورك تايمز'': في بداية حرب العراق، تكهنت ادارة جورج بوش، بأنها ستكلف 50 مليارا. وبعد انقضاء سبع سنوات قدرت وزارة الدفاع تكلفة الحرب بحوالي 1200 مليار دولار. ويقدر جوزيف ستيغليتز الاقتصادي الحائز جائزة نوبل وناقد الحرب، التكلفة بما يزيد على أربعة آلاف مليار دولار. ويقول مكتب الميزانية في الكونغرس، ومحللون آخرون ان ما يتراوح بين الف مليار وألفي مليار دولار أكثر واقعية، اعتمادا على مستويات القوات وعلى مدى استمرار الاحتلال الأميركي.على أي حال أصبحت حرب العراق تكلف شهريا مع بداية سنة 2010 أكثر من 12 مليار دولار، واللافت ان مخططي البنتاغون يتوقعون إستمرار هذه المصاريف حتى بعد خفض القوات إلى 50 ألف، وهناك من يتوقع إرتفاعها. الكاتب والخبير الاستراتيجي الأميركي جارلس رايس يعترف أمريكا جيدة في الحروب التقليدية وفاشلة أمام المقاومة الكاتب والخبير الاستراتيجي الاميركي جارلس رايس أكثر شجاعة، حيث قال 'أننا جيدون في الحرب التقليدية ولكننا فاشلون في الحرب ضد المقاومة، ليس هناك من ضوء في نهاية النفق، أن استخباراتنا فاشلة في العراق ولا تستطيع التمييز بين الأشرار ''المقاومين'' والجيدين 'العملاء''، تماما كما كنا في فيتنام، فلا ندري الموظف العراقي الذي يعمل معنا، هل هو معنا بالفعل أو أنه يتجسس علينا ويعمل لصالح المقاومة؟. أن استمرارية هذه الهجمات وتكرارها ستقضي على إرادتنا ورغبتنا في مواصلة الحرب وتجعل المقاومة تنتصر في النهاية.