نوه كل من المفكر الجزائري والوزير السابق للتعليم العالي الدكتور مصطفى شريف بالإضافة إلى الأب الدكتور غالب بدر رئيس أساقفة الجزائر في حديث مع ''الحوار'' بالندوة الفكرية التي نظمها حزب جبهة التحرير الوطني حول حوار الثقافات والأديان، حيث اعتبر كلاهما المبادرة خطوة من أجل تعزيز التقارب وتغيير تلك الرؤية التي بدأت في التجدر حول ما يعرف بصدام الحضارات، وعلى صعيد ذي صلة كشف لنا الدكتور مصطفى شريف أنه بصدد طبع الكتاب الجديد الذي سيتناول فيه المقابلة المطولة التي أجراها مع بابا الفاتيكان. وكانت ''الحوار'' قد التقت برئيس منتدى المثقفين الجزائريين والوزير السابق للتعليم العالي وسفير الجزائر الأسبق في مصر والجامعة العربية الدكتور مصطفى شريف في السهرة الرمضانية التي نظمها حزب جبهة التحرير الوطني في بحر هذا الأسبوع، حيث سألناه عن رؤيته للموضوع بحكم انه مختص في مسألة الحوار بين الأديان التي أسالت الكثير من الحبر لاسيما بعد 11 من سبتمبر 2001 التي غيرت مفاهيم وأدخلت مفاهيم أخرى جديدة في الحقل السياسي . وفي هذا الصدد شدد الوزير السباق الدكتور مصطفى شريف على ضرورة تبني الحوار كأسلوب حضاري لمناقشة الغير لاسيما وأن الله يأمر بذلك في أكثر من نص شرعي ''وجادلهم بالتي هي أحسن''، لكنه أكد في المقابل أن عالم اليوم يشهد اختلافا جوهريا بين الواقع و الأشياء النظرية، موضحا بالقول ''أعتقد أن الواقع يشهد صداما وليس حوارا، وأعتقد أن السؤال المطروح اليوم هو كيف يمكن لنا أن نغير الواقع المر إلى واقع أو عالم آخر ..س. من جانبه اعتبر الدكتور غالب بدر رئيس أساقفة الجزائر أن مبادرة ''الآفلان'' طيبة جدا ويجب التنويه بها، وقال ل ''الحوار'' ''أعتقد أننا في الاتجاه الصحيح لأن الجميع في عالم اليوم مدعو لاحترام الآخر وحضارة الآخر وفكر الآخر حتى وإن اختلف معه في الرأي فلا يعني أن ندخل في صراعات ونزاعات لا تنتهي، لان الهدف يجب أن يكون باغتناء الجميع ز . وأضاف المتحدث ''ولذلك أنا جد سعيد بهذه الدعوة التي تلقيتها من طرف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني ولهذا الموضوع بالذات والذي يعنى بحوار الحضارات والديانات والثقافات من أجل تقريب وجهات النظر والآراء فيما بيننا .وضمن هذا السياق أفاد الرجل في حدثه ل ''الحوار'' ''على مستوى الكنيسة لدينا مجلس مختص بهذا الموضوع سواء أكان حوار الحضارات أو الأديان أو الثقافات وهو يتابع كل نشاطات الكنيسة العالمية''، مشيرا إلى أنه قد وجه رسالة إلى كافة المسلمين بمناسبة الأسبوع الأخير من شهر رمضان وحلول عيد الفطر المعظم . وحول النشاطات العامة لدار الأسقفية بالجزائر، قال الدكتور غالب ''قمنا بتنظيم ملتقى دولي بالجزائر وهذا بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية في شهر نوفمبر الماضي ودعينا إليه الكثير من رجال الفكر والدين من الجزائر وأوروبا وخارجها أيضا وقد كانت مناسبة طيبة للتبادل الآراء وتبادل وجهات النظر، وباعتقادي بأننا في حاجة إلى مزيد من هذه اللقاءات في المستقبل. يشار إلى أن الدكتور غالب بدر رئيس أساقفة الجزائر قد ولد ببلدة الوهادنة / عجلون بالأردن سنة ,1951 والتحق بالمعهد الاكليريكي سنة ,1963 وقد عين كاهناً في مدينة عمان بتاريخ 13 / 6 / 1975 وحصل على درجة الدكتوراه في الحقوق المدنية من جامعة دمشق سنة ,1979 ثم التحق بجامعة اللطران الكنسية في روما حيث حصل على درجة الدكتوراه في الحقوق الكنسية والمدينة سنة 1986 وعلى درجة الدكتوراه في الفلسفة سنة ,1985 ثم عُيّن رئيساً للمحكمة الكنيسية اللاتينية في القدس لمدة ست سنوات، وكان عميداً لكلية الفلسفة بالمعهد الاكليريكي في بيت جالا لمدة ست سنوات أيضا، ثم عين كاهناً لرعية اللاتين في اللوبيدة ورئيساً للمحكمة الكنيسية اللاتينية البدائية في عمان بتاريخ 15 / 8 / .1992