ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على لبنان إلى 3583 شهيدا و 15244 مصابا    هولندا ستعتقل المدعو نتنياهو تنفيذا لقرار المحكمة الجنائية الدولية    الرابطة الأولى موبيليس: شباب قسنطينة يفوز على اتحاد الجزائر (1-0) ويعتلي الصدارة    ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء وتكثيف الدعم لها لضمان تحقيق أهدافها    ندوة علمية بالعاصمة حول أهمية الخبرة العلمية في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة : عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    قريبا.. إدراج أول مؤسسة ناشئة في بورصة الجزائر    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    تيميمون..إحياء الذكرى ال67 لمعركة حاسي غمبو بالعرق الغربي الكبير    ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    توقرت.. 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    التسويق الإقليمي لفرص الاستثمار والقدرات المحلية    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    شايبي يتلقى رسالة دعم من المدير الرياضي لفرانكفورت    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    ماندي الأكثر مشاركة    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. فؤاد عبد الرازق ل ''الحوار'': ال '' BBC'' تطمح للعودة إلى الجزائر ومستمع الإذاعة اليوم هو م
نشر في الحوار يوم 08 - 09 - 2010

عرفه الجمهور العربي من خلال صوته الجهوري منذ أواخر سنوات الثمانينات حيث انتسب لأقدم إذاعة في العالم إنها البي بي سي التي أنشأت في العام 1927 في القرن الماضي في زمن الأزمة الاقتصادية والحرب العالمية الثانية... '' الحوار ''اغتنمت زيارتها لعاصمة الضباب لندن هذا الصيف حيث زرنا مقر الإذاعة الشهيرة.. هناك في مبنى إذاعة BBC الشهير في بوش هاوس بقلب العاصمة البريطانية لندن، رحب بنا الدكتور فؤاد عبد الرازق مدير التعاون الإخباري مع إذاعة الدول العربية في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية الذي زار الجزائر أكثر من مرة، وكانت آخرها التي التقينا به فيها بفندق الأوراسي بالجزائر على هامش اجتماع مديري إذاعات الدول العربية، الرجل زار أغلب الدول العربية من المحيط إلى الخليج، وهو الذي يحمل درجة الدكتوراه في الأدب العربي - الإنجليزي المقارن، عمل في القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية منذ عام 1986 كمنتج ومحرر ورئيس قسم الأخبار والشؤون العامة، ومحاضر في جامعة وستمنستر اللندنية، كما أشرف على 50 رسالة ماجستير ودكتوراه، وفي هذه المقابلة الخاصة يتحدث الرجل على مستقبل الاستماع إلى الإذاعة ، حيث يؤكد أن المستقبل سيبقى لهذه الأخيرة كصوت Audio في السيارة أو باستعمال أجهزة 4 mp التي يستعملها الشباب بكثرة اليوم كما بينته آخر الإحصائيات، بالإضافة إلى هذا فالرجل يتطرق معنا للعديد من المواضيع كالقذف والتشهير، الحيادية والمصداقية في عالم الصحافة..
أن تكتب دون أن تتفق مع السياسة التحريرية للمؤسسة، الحرية الإعلامية في الوطن العربي، نقص معالجة الأخبار الواردة من المغرب العربي والجزائر واقتصارها على الخبر الأمني، وكيف هو حال الجالية العربية وهل تحققت أهدافها في تكوين جماعة ضغط تمكنها من خدمة مصالحها في بريطانيا؟ دخول أرباب الأعمال إلى الصحافة وهيمنتهم على عالم الإعلام ومستقبل ذلك بين الايجابيات والسلبيات على بلاط صاحبة الجلالة...هذه وغيرها من الأسئلة كنت قد طرحتها على الإعلامي العربي والبريطاني و مدير الشؤون الإخبارية و التعاون الإذاعي في القسم العربي لBBC الدكتور فؤاد عبد الرازق والتي لبس في بعض إجاباته لباس الرأي الشخصي بعيدا عن المنصب والمؤسسة، وفيما يلي نص المقابلة:
متى وكيف بدأت مسيرة الدكتور فؤاد عبد الرزاق مع بلاط صاحبة الجلالة و BBC على وجه التحديد؟
تجربتي الإعلامية في بريطانيا تمتد إلى 25 عاما، وقد قضيتها في ال BBC منذ منتصف الثمانيات، حيث كنت مخرجا تم شغلت العديد من المناصب حتى وصلت اليوم إلى منصب مدير البرامج الإخبارية في هيئة الإذاعة البريطانية، وأنا اليوم أشغل مدير التعاون مع الإذاعات في الدول العربية.
في البداية قدمت لبريطانيا من أجل دراسة الدكتوراه في الأدب الانجليزي والأدب المقارن، وبعد الانتهاء منها ناقشت الرسالة وكان من المفترض أن أعود إلى مصر ولم أعد للتدريس في الجامعة كما كان مفترضا وبقيت هنا في لندن ومشت بنا السنون إلى ربع قرن من الزمان في العالم الإعلامي..
تشغلون منصب مدير التعاون الإذاعي مع إذاعات الدول العربية في إذاعة BBC ما تقييمكم لأداء هذا التعاون؟
في الحقيقة التعاون يختلف من دولة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى لأننا في BBC نهتم في أن نكون في موجات ال FM'' في العالم العربي وكما تعلمون فأغلبية المستمعين في العالم العربي هم مستمتعو ''أل أف أم'' لأنه يستطيع أن يستمع للإذاعة بصوت صافي وواضح خلافا للموجات الأخرى الطويلة والمتوسطة، ونحن موجودون في بعض الدول في الموجة الطويلة والمتوسطة، ولكن نعاني من عدم وجودنا في FM خاصة في شمال إفريقيا ما عدا في موريتانيا حيث لدينا نقطتين تعمل 24 ساعة من الإرسال لإذاعة BBC الذي يبث من لندن، ورغم هذا فلدينا 21 مرسلة في العالم العربي، حيث لدينا في السودان وفي الكويت والبحرين وهكذا ... ولكن الحظ لم يحالفنا في بعض الدول ومن بينها السعودية ومصر فنحن لدينا فضاء ضخم في مصر، لكن ليس ثمة منظم للقوانين الخاصة بالقطاع السمعي البصري، كما أننا لسنا موجودين في الجزائر وليبيا والمغرب، رغم امتلاكنا في المغرب لدينا بعض الشبكات الخاصة مثل MF ASAC لنقل بعض البرامج من الإذاعة البريطانية.
دخول التلفزيون في حياة الناس والانترنت والوسائل والوسائط الإعلامية الجديدة، هل تعتقد أنها ستدفع لعدم إقبال الناس على الاستماع للإذاعة؟
في الواقع هذا سؤال قديم وجديد ومهم أيضا، لأن كثيرين يشيرون أن المذياع في زوال وهذا بعد الثورة الإعلامية الهائلة وإطلاق الفضائيات شهريا، حيث أصبح لكل مواطن عربي قناة خاصة به، لكن أنا أنفي هذا حول ما تعلق بزوال الإذاعة كصوت أو أوديو AUDIO فالإذاعة كجهاز ''راديو'' ربما ستضمحل لكن كشيء مسموع ستظل على الدوام خصوصا أن الكثير من الناس لا يتوفر على وسائل التكنولوجيا الحديثة ''كالدش'' الهوائيات المقعرة- والستيلايت، وأعتقد أنه حتى ولو توفر هذا فنحن لدينا نخبة كبيرة من المستمعين الخلصاء للإذاعة مهما كانت وتكاثرت المحطات الفضائية وغيرها، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الأمية وغيرها من الأسباب التي ترفع نسبة إقبال ووفاء الناس لصوت الإذاعة، وكما قلت قبل قليل فإن مستمع الراديو اليوم هو مستمع السيارة، فأكثر الإحصائيات اليوم تشير إلى أن أكثر مستمعي الراديو هو من يتواجدون في داخل سياراتهم أثناء القيادة أو السفر الذين يحبذون دائما الاستماع لراديو السيارة ولهذا أعتقد أن الصوت الإذاعي لن يموت أبدا.
ما هي حدود العمل الإعلامي في بريطانيا بنظركم؟ و هل توجد خطوط حمراء؟
في بريطانيا لا يوجد رقيب، والرقيب الوحيد هو الضمير الصحفي، حيث يجب مراعاة قضايا القذف والتشهير إذا تم هذا فالتكلفة تكون باهظة ويجب أيضا مراعاة الصور الأخلاقية يعني هذا وجوب احترام أخلاقيات المهنة التي يجب أن تراعى لكن لا يوجد رقيب بالصورة التي نراها في الدول التي ما تزال تطور ميدان الإعلام والصحافة. فكل شيء مباح للنقد، ولكن دون التجريح والقذف فهذا أمر يبقى خطا أحمرا في كل دول العالم ولا تستطيع فعله، لكن يجب القول أن هامش الحرية كبير جدا في بريطانيا وحتى في داخل الإذاعة البريطانية حيث يستغرب الكثير أن مرتباتنا تأتي من الخارجية البريطانية في الوقت الذي لا تستطيع الحكومة التدخل أو تفرض علينا معالجة هذا أو ذاك الموضوع بالشكل الفلاني. وأعتقد أن هذا ظهرا في الكثير من الأحداث في تاريخ قناة ال بي سي كأزمة قناة السويس وحتى في أيامنا هذه حيث عالجت الكثير من القضايا الحساسة وبهامش كبير من الموضوعية والإبداع والاحترافية دون التدخل في عمل هذا أو ذاك وأنا أستطيع القول بعد 25 سنة من العمل في CBB أن هامش الحرية كبير وكبير ولا توجد أي أجندة خفية، وإذا أردت الحديث عن شيء اسمه الحيادية وبنسبة 100٪ فأعتقد أنه لا يوجد شيء تماما بمثل هذه النسبة في الإعلام لان هناك أجندات خاصة بكل دولة لكن يمكن القول أيضا أن BBC هي القناة الأكثر حيادية من بين كل الإذاعات والقنوات الأخرى، ووسائط الإعلام وهذا يصعب مهمتنا لأننا لا نستطيع معالجة خبر من جهة واحدة في تناول الخبر، وحتى على الصعيد اللغوي فنحن لا نستعمل كلمات العمليات الاستشهادية والإرهابية ونحن لا نريد الحكم ونختار ما هو أنسب للعمل التحريري.
هل تؤمنون حقا بشيء اسمه الموضوعية والمصداقية
حافة؟
نعم هي موجودة في رأيي وهذا بحكم الممارسة، وأنا أستشف هذا من خلال اللقاءات مع الناس والمستمعين لقناة البي بي سي حيث نستمع لردود أفعالهم، وفي الواقع أنت كصحفي يمكن أن تصل إلى المصداقية ولأبعد الحدود بالالتزام بالاحترافية والبعد على الحكم على الأشياء، حيث نعمد نحن هنا إلى هذا بعدم التحيز، وإذا استطعت القيام بهذا فعملك سيوصف بالموضوعي والاحترافي...
كإعلامي بريطاني ينحدر من بلد عربي كيف ترون واقع الحرية في العالم العربي اليوم؟
الحرية الإعلامية في العالم العربي ما يزال أمامها الكثير لكي تصل إلى الهدف المطلوب، وهذه تتباين من دولة إلى أخرى وربما حتى على مستوى الانترنت فالفضاء غير متسع وليس واسعا لتناول الحرية الإعلامية في هذه المنطقة.
كيف عايشت الأزمة الجزائرية- المصرية من حيث تعامل الإعلام من الجهتين؟
كنت أتمنى أن لا تجرني إلى هذا الموضوع وأن تتسلل إلى هذه المنطقة وأنت تسللت.... ''يضحك'' بلغة كرة القدم أقصد... أنا أعتبر ما حدث سقطة إعلامية كبيرة من الجانبين، حتى لا أتجنى على جانب دون الآخر، وهي سقطة إعلامية شوهت كثيرا من قوة العلاقات بين شعبين عظيمين، حيث وصلنا إلى حد القذف والتشهير الذي يعاقب عليه في كل القوانين العالمية لاسيما في داخل الديمقراطيات، وللأسف تسييس كرة القدم كان أسوأ ما في الموضوع.
أين كان دور المثقفين والكتاب والعقلاء برأيكم؟
للأسف رأينا الكثير منهم قد انجرفوا نحو هذا التيار إلا أصواتا قليلة قالت الحق وسعت إلى تهدئة الأمور نتيجة معرفتهم بتاريخ وروابط الشعبين، ولكن يجب القول أن الكثير قد انجرفوا إلى هذا الظرف أو ذاك وبالشكل الذي رأيناه وهذا أعتبره سقطة إعلامية ستدور على الجميع من هذا المنطلق.
وما الحل في رأيكم، وهل تعتقد أن هذا سيستمر إلى ما لا نهاية؟
والله نحن ندعو إلى الانفتاح وتقبل الآخر وأن الكل شعب له فرص في النجاح، وأن هذه مجرد لعبة كرة قدم ويجب أن تسودها الروح الرياضية وأن وصول منتخب عربي إلى كأس العالم هو نجاح في الأخير لكل الشعوب العربية.
في الحقيقة أن لا أحبذ الحديث حول هذه المسألة التي تسبب لنا غصة ومرارة إلى ما وصلت إليه العلاقات بين شعبين شقيقين ولذلك فننحن ندعو إلى تصفية الأجواء، أتمنى أن العودة بالأمور إلى مجاريها بين الشعبين مع كل الاحترام إلى الشعب الجزائري ونضاله وكفاحه وأن مساس بأي شيء مقدس له فهو غير أمر مقبول وسقطة إعلامية، وهذا ما لا يجب أن يكون...
25 سنة من العمل في محطة تعد الأقدم في العالم في BBC كيف ترى الصحفي الذي يكتب أشياء لا يؤمن بها هو أساسا؟
في الحقيقة هذا أمر صعب فالإنسان قد يكون نزيها شريفا لكن أكل العيش مر ''يضحك''، فأحيانا يضطر الصحفي إلى هذا، وهذا مرتبط بالعيش ولكن الصحفي لا يجب أن يضحي بأفكاره ومبادئه مقابل لقمة العيش.
الملاحظ لنوعية الأخبار التي تقدمها قنوات BBC سواء الإذاعية أو التلفزيونية يلاحظ عدم اهتمامها كثيرا بمنطقة المغرب العربي إلى ماذا تردون ذلك؟
في الحقيقة هذه شكوى قديمة حديثة فالكل يطلب أغاني كذا وكذا، فعندما عندما كنت مدير للأخبار كانت هذه الشكوى وهي محقة لحد ما وغير محقة لحد كبير، فأنت لو نظرت إلى أهم 4 أخبار في كل العالم على مدى 10 سنوات الماضية ستجدها أغلبها يتعلق بالشرق الأوسط سواء في العراق أو السودان أو القضايا الأخرى في حين يتخللها مواضيع الكوارث في الشوق الأدنى كالتسونامي والزلزال هنا وهناك والفيضانات وبعض الحروب.
أما بالنسبة لجانب المغرب العربي فهو ليس في بؤرة الخبر، رغم وجود أحداث أمنية قد تهم الغرب، وهو ما يحدث اليوم في دول الصحراء والساحل الإفريقي وهذا ما يهم قنوات كثيرة ومن بينها BBC.
أعتقد كذلك أن ثمة المواضيع الأخرى الاقتصادية التي تشكل اهتماما لمعالجة الأخبار لاسيما المؤتمرات الاقتصادية والتجارية الخاصة بالغاز والبترول ومصادر الطاقة الأخرى، وهي المواضيع التي تهم المهتمين بلغة الأرقام والمال والأعمال والبزنس، أما الأمور الاجتماعية والثقافية فلأسف فهي أحيانا تغفل نتيجة سعي الكثير وراء الأمور التي سبق وأن تطرقنا إليها والتي تشدد الكثيرين حول العالم دون التقليل من شأن التظاهرات الثقافية والاجتماعية لهذا، فالخبر يهتم أكثر بما يتعلق بالأمور السياسية والاقتصادية وفي منطقة أكثر من منطقة أخرى.
تعيشون هنا منذ العام 1987 كيف ترى وضع الجالية العربية وهل تحققت أهدافها في تكوين جماعة ضغط تمكنها من خدمة مصالحها في بريطانيا؟
أريد أن أكون صريحا معك، أرى أن هذه الجالية لا تقوم بعمل كبير وهي ما تزال مشتتة وهي غير ممثلة جيدة في البرلمان رغم نماذج مشرفة مثل السيدة منى حميطوش عمدة بلدية إنزلغتن في لندن وهو شيء مشرف، وفي الحقيقة هناك نماذج عربية كالدكتور زكي بدوي الذي كان من الأصوات المعتدلة التي تقدم صورة معتدلة للإسلام والمسلمين وللعرب في بريطانيا، كما ثمة هناك أخ عراقي وهو عضو برلماني موجود لكن أعتقد أنه يجب أن تكون ثمة محاولات أكبر وأكثر جدية على غرار المجتمعات الأخرى كالهنود والصينيين واليهود، وهذا شيء مهم ولكن كما قلت لك فللأسف فالجالية العربية تميل إلى التفرد أكثر منها للاتحاد والاندماج فنحن لا نرى تأثيرا لها في المجتمع البريطاني كالجاليات الأخرى.
دخول أرباب الأعمال إلى الهيمنة على عالم الإعلام والصحافة كيف تراه مستقبلا؟
باعتقادي أنه من الجانب الإيجابي تحول رجال الأعمال وللاستثمار في الصحافة والإعلام أن ذلك سيؤدي إلى تحرك القطاع وخلق تنافس من أجل تحسين كافة الخدمات ومزيد من الانفتاح الإعلامي، ومزيد من التناول، لكن من جانب آخر علينا القول أن دخول المادة أصبح يدفعنا للحديث فقط عن جلب النجوم ومن يدفعه هذا لا يفيد المحتوى الإعلامي الجيد أو المشاهد أو الملتقى.
لكن باعتقادي أيضا أنه إذا حضر نوع من الزواج الشرعي بين الاثنين فبه ونعمت أما إذا كان زواجا غير شرعي بين الإعلام والمادة فأعتقد أنه مثل زواج الإعلام بالسلطة وهذا شيء يبقى صعب التوفيق.
إذا هنا الميزان يختل خاصة إذا كان رأس المال ليس لديه وعي إعلامي، فاليوم نحن نرى مشاهير كرة القدم أصبحوا مشاهير في الإعلام وأعتقد أن هذا يؤثر وقد يخلق أزمات لأنه غير مدرب إعلاميا كيف ينطلق وماذا لا يقال وكيف تصل الرسالة الإعلامية، فأنت قد تكون لاعبا جيدا في كرة القدم لكن هذا لا يعني أن تكون مدربا جيدا أو إعلاميا جيدا أو مذيعا، وأعتقد أن هذا أثر كثيرا في الأزمة بين الجزائر ومصر لأن البعض لم يكن له وعي الشعوب ولا يعرف أن هذا لا يسمح به في مجال الإعلام، وللأسف فهناك الكثير من الدخلاء في مجال الإعلام وهذا أعتقد أن هذا بدأ من فتح أرباب الأعمال للكثير في المجال الإعلامي دون التقيد بأدنى الشروط.
كيف ترى تواجد راديو وتلفزيون BBC في الجزائر بعد سنوات طوال تمتد لسنوات ما قبل الاستقلال؟
في الحقيقة نحن نتمنى أن ننفع الجزائر سواء في مجال ال MF حيث نود أن نكون على الأثير وباقي الدول في المغرب العربي، ونود أن تكون هناك علاقات طبية في إطار التعاون باللغات المختلفة التي تبث بها قناة BBC وأعتقد أن ثمة الكثير من الفرص للتعاون بيننا لكنها بحاجة إلى تفعيل أكثر في المستقبل، لقد زرت الجزائر وكانت المرة الأخيرة في الاجتماع الذي انعقد بين إذاعات الدول العربية في فندق الأوراسي وباعتقادي أن ثمة آمال مستقبلية لعودة العمل لاسيما مع العدد الكبير من المشاهدين والمستمعين الأوفياء لقناة BBC المشهورة عند الجزائريين منذ زمن قبل الثورة الجزائرية، والكثير منهم يرتبط بهذه القناة بذكريات معينة ويشهد لها بالموضوعية والاحترافية والحيادية وهو ما يميزها عن الكثير من القنوات والإذاعات في العالم.
و الجزائر كانت من الدول العربية السباقة في فتح مجال الإعلام، وأعتقد أن التطور في هذا الميدان سيبقى يمر من الدول التي لها تجربة وتراكما في هذا الإطار، ولذلك فنحن نجدد رغبتنا في التعاون من جديد ومن هذا الإطار، وأود الإضافة أن جمهورنا كبير أيضا بالنسبة لتلفزيون البي بي سي لأنه متابع جيد لكافة الأخبار خصوصا السياسية والاقتصادية والرياضية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.