أعدت ولاية النعامة مخططا توجيهيا وعمليا لمواجهة انتشار وزحف الرمال وحماية التربة من مؤثرات الجفاف واندثار الغطاء النباتي، وذلك بإقامة العديد من المشاريع الملائمة. ويهدف هذا المخطط الذي تساهم فيه مكاتب دراسات وطنية وأجنية إلى تحديد مختلف التدخلات والتدابير التي تتخذ على المستوى المحلي والجهوي والوطني، والرامية إلى الحد من العوامل التي تهدد التنوع البيولوجي بوصفها مشكلة بيئية تغزو العديد من الولايات السهبية للوطن. ولا تقتصر آثارها السلبية على سهوب الولاية لوحدها حسب مديرية البيئة. وقد باشر قطاع البيئة منذ سنتين إعداد خرائط طبوغرافية ودراسات عن طريق البحوث الفضائية تبرز تفاقم عملية هدم أو تدمير أو تقلص للطاقة الحيوية للنطاق السهبي للولاية لاتخاذها كمرجع أساسي في إنجاز المشاريع التنموية الهادفة إلى الحد من مظاهر التدهور الواسع للأنظمة البيئية وخاصة الغطاء النباتي لمراعي سهوب الولاية. وأظهرت المديرية في هذا الصدد أن مساحة رعوية تقدر ب 137 ألف هكتار من سهوب ولاية النعامة قد تحولت في العشرية الأخيرة من مساحات نباتية تغطيها الأشجار العلفية والأعشاب الطبية إلى أراض قاحلة تغطيها الرمال نتجية زحف الكثبان من الصحراء الكبرى باتجاه الشمال وفقا لدراسة المركز الوطني للبحوث الفضائية بأرزيو. وتشير مديرية البيئة إلى أن ظاهرة التصحر تزداد انتشارا بمعدلات متسارعة عبر الولاية نظرا لارتفاع درجة الحرارة الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، ويجتاح التصحر أراضي الولاية في وقت تتعرض فيه المكونات السهبية إلى انتهاك واستنزاف عن طريق مشاريع توسيع الاستصلاح بصفة غيرعقلانية والحرث العشوائي الذي ينتهك تربة حساسة وغير متماسكة.