تمكن قطاع الغابات لولاية النعامة في إطار عمليات مكافحة التصحر وتدهور التربة والجفاف بين سنتي 2008 و 2009 من توسيع مساحات الأشرطة الخضراء عبر الولاية كما علم من مسؤولي القطاع. وأوضحت محافظة الغابات على هامش معرض إيكولوجي أقامته بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر خصص للتحسيس بأهمية حماية النظام البيئي الهش بمناطق السهوب بأن هذه العمليات مست مساحة إجمالية تصل إلى 719 هكتار من الأشرطة الخضراء و105 هكتار لتثبيت الكثبان الرملية إلى جانب المحافظة على الغطاء النباتي بحماية مساحة تقارب 30 ألف هكتار. وأضاف نفس المصدر أن المشاريع المنجزة في إطار برامج التشجير الغابي ومحاربة زحف الرمال تبقى غير كافية وتستدعي تضافر جهود عدة قطاعات من أجل تنمية الثروة الغابية. وأشار محافظ الغابات لولاية النعامة أيضا أن مكافحة التصحر وترقية التنمية مرتبطة بالأهمية الإقتصادية والاجتماعية للمصادر الطبيعية وإنجاز بحوث ودراسات شاملة و دقيقة لتنمية القطاع الفلاحي وفقا لخصوصيات كل منطقة. وأكد ذات المسؤول في هذا الخصوص على ضرورة مساهمة كافة الأطراف وتفعيل دور النشاط الجمعوي لإيجاد الحلول الناجعة للحد من ظاهرة التصحر وحماية الأنظمة البيئية. كما أشار أن محافظة الغابات تسعى جاهدة لحماية التجمعات السكانية للبلديات الكبرى من زحف الرمال جراء وجود منافذ و أروقة تحولت إلى مناطق مهددة بالتصحر عبر مساحة إجمالية تقدر ب 36 ألف هكتار غطتها الرمال بكثافة بعد أن زحفت الكثبان نحو مراعي عشبية أصبحت اليوم هشة وغير منتجة وتتوزع على عدة جهات من الولاية. ومن أجل تطويق خطر التصحر -كما أضاف محافظ الغابات- تم تخصيص أغلفة مالية في حدود 168 مليون دج ضمن برنامج سنة 2008 و83 مليون دج ضمن برنامج 2009 لإنجاز مشاريع مكافحة التصحر منها 45 ألف شجيرة موجهة لحملات التشجير وحماية شبكة الطرقات الوطنية والولائية فضلا عن تخصيص مبلغ 3.7 مليون دج في العام الجاري لاقتناء مصدات الرياح والأشجار المثمرة الموجهة لحماية مناطق الاستصلاح الفلاحي. ولأن المناطق الجنوبية من الولاية تشهد زحفا مستمرا للرمال الصحراوية فإن إعادة الإعتبار للغطاء النباتي الرعوي أصبح أولوية ملحة سيما مع تحسن معدلات تساقط الأمطار في السنتين الأخيرتين وهو ما سمح في الشروع في عملية لتهيئة منابع الحلفاء الممتدة على مساحة إجمالية تقدر ب418 ألف هكتار. وفي جانب آخر أوضح نفس المصدر بأن مرصد الصحراء الكبرى والساحل الذي تعد الجزائر عضوا فعالا ضمنه هو الآن بصدد جمع المعلومات و إجراء دراسات يشارك فيها خبراء متخصصون للمساعدة في اتخاذ القرارات وتحديد الأنشطة التي ينبغي القيام بها في إطار مشاريع مكافحة التصحر عبر عدة مناطق معنية بالظاهرة.