أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، أن الدولة تسعى لتوفير كل المؤهلات البشرية والمادية والعلمية من أجل إنجاح الحدث الدولي الكبير الذي ستحتضنه الجزائر على مدار السنة المقبلة، ابتداء من جانفي القادم، ويتعلق الأمر بتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية.2011 ةقال غلام الله أمام المشاركين من أساتذة وباحثين وخبراء في ختام أشغال الملتقى الأول حول التحضير لتظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ''2011 الذي نظمته وزارة الشؤون الدينية، نهاية الأسبوع، على مدار يومين بتلمسان بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي وعدد من رجالات العلم والثقافة والتاريخ، ''إن الجزائر بحكم تاريخها العريق وتراثها الأصيل مقبلة على حدث عالمي من شأنه أن يسمح لها بإظهار وعرض ثراء تراثها الحضري''. مبرزا أهمية هذه التظاهرة باعتبارها مناسبة لإعطاء صورة مشرقة عن البعد الحضاري لمدينة تلمسان بصفة خاصة والجزائر عامة. وفي سياق مماثل أشار الوزير الى أن قطاعه ''يولي اهتماما كبيرا بجانب الاتصال خلال تنظيم تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2011 '' من أجل توسيع آفاقها''. مؤكدا أن دائرته الوزارية قد بادرت في هذا المجال بفتح نافذة في موقعها على شبكة الأنترنت للتعريف بمختلف النشاطات التي ستنظم أثناء هذه التظاهرة ونشر المحاضرات والمداخلات حول تلمسان وتاريخها العريق. كما ستقوم الوزارة، حسب مسؤولها الأول، بإصدار نشرية دورية ابتداء من جانفي المقبل لطبع ونشر مختلف الأعمال والأنشطة الثقافية والدينية والفكرية التي تقام خلال هذا الحدث الدولي الذي يدوم سنة كاملة. وتفقد غلام الله بالمناسبة، خلال الزيارة التي قادته الى تلمسان، مدى تقدم أشغال تجسيد مختلف المشاريع الثقافية وترميم المعالم الأثرية وفي مقدمتها ''الجامع الكبير المرابطي'' و''الحمام البالي'' اللذين يعود تاريخ بنائهما إلى القرن الثاني عشر ميلادي وكذا ''القصبة'' و''التربيعة'' الموجودة في وسط المدينة. وبعين المكان تحدث مع المشرفين على عمليات الترميم وممثلي الجمعيات المهتمة بالتراث الذين أثاروا الصعوبات التي تواجههم في الحفاظ على التراث المبني، قبل أن يطالبوا بالمزيد من الإعانات المالية لإتمام عمليات ترميم المعالم المتبقية. كما تفقد الوزير ورشة ترميم مسجد ''سيدي منديل'' بتكلفة بلغت أكثر من 12 مليون دج، قبل أن يعاين ورشة توسعة مسجد ''السلام'' بناحية ''الخريبة'' بضاحية ندرومة والذي سيستفيد من بناء مدرسة قرآنية ومطعم وحضانة وأقسام لمحو الأمية لفائدة النساء بتكلفة إجمالية تقدر بحوالي 40 مليون دج. وخصص وزير الشؤون الدينية والأوقاف اليوم الثاني من زيارته لولاية تلمسان لتفقد المسار الثقافي العاشر الخاص ببلدية بني سنوس وضواحيها المسطر في إطار التظاهرة الدولية المنتظرة، حيث وقف عن كثب على أشغال ورشات الترميم التي استهدفت المساجد القديمة. وخلال تفقده لبعض ورشات ترميم المعالم الأثرية الدينية القديمة ألح الوزير على ضرورة إعطاء عناية خاصة للطابع الأصيل لكل معلم تاريخي، مع البحث عن كنوزه المغمورة من نقوش وزخرفة وهندسة معمارية أصيلة من أجل إعادة إبرازها وتثمينها. كما توقف المسؤول الأول عن القطاع عند البرنامج الذي أعدته وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لهذه التظاهرة والذي تساهم فيه بقسط وفير وزارة الثقافة يتضمن 14 ملتقى ستتناول مواضيع عديدة شتى منها ''السياحة الدينية في الجزائر'' و''أثر علماء تلمسان في الحياة العلمية'' و''مناهج التعليم في تلمسان ودورها في التطور الحضاري للمغرب العربي'' و''الزوايا والطرقية بتلمسان'' و''المقاومة والحركة الوطنية بمنطقة تلمسان'' و''المرأة في حاضرة تلمسان'' و''دور الجزائر في نشر الإسلام''. كما تعتزم وزارة الشؤون الدينية والأوقاف إلى جانب هذه الملتقيات تأسيس مهرجان للموسيقى الروحية. وتكون البداية بمهرجان ''السماع الصوفي'' ومهرجان ''الشعر الديني'' مع تنظيم الأسبوع الوطني الثاني عشر للقرآن الكريم. وفي مجال الطباعة والنشر سيتم إعداد موسوعات منها ''موسوعة المساجد الأثرية في الجزائر'' و''موسوعة أعلام تلمسان'' و''موسوعة خطباء منابر تلمسان''، بالإضافة إلى تحقيق بعض المخطوطات وطبع بعض الكتب التراثية مع تنظيم مسابقة لنيل جائزة التراث المخصصة للشيخ المغيلي وجائزة حفظ القرآن الكريم.