أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله امس الأربعاء بتلمسان أن تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2011" تعد "بحق مناسبة لإعطاء صورة مشرقة عن البعد الحضاري لمدينة تلمسان بصفة خاصة والجزائر عامة". وأضاف الوزير خلال اشرافه على افتتاح أشغال اللقاء العلمي الأولي حول التظاهرة الدولية المنتظرة والمنظمة على مدار يومين بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي وعدد هام من رجالات العلم والثقافة والتاريخ أن الجزائر التي "أبهرت الدنيا في الماضي القريب مدعوة حاليا لرفع التحدي والتأكيد بأن التفوق الذي تميز به أبناء هذه الأمة في العهود القديمة متوارث من السلف إلى الخلف الصالح" مؤكدا أن هذا الحدث الوطني "يعني كل الجهات من أجل إنجاحه". كما أعطى بوعبد الله غلام الله لمحة عن البرنامج الذي أعدته وزارة الشؤون الدينية والأوقاف من أجل إبراز الطابع الإسلامي والحضاري و العالمي لتلمسان والتركيز على قيم الإعتدال و الوسطية التي ساهمت في ترسيخ الحركة الصوفية بالمنطقة. وأوضح الوزير أن برنامج هذه التظاهرة والذي تساهم فيه بقسط وفير وزارة الثقافة يتضمن جانبين الأول يتعلق بعمليات ترميم المساجد الأثرية وبناء منشآت دينية مثل المركز الثقافي الإسلامي والمدرسة القرآنية وإنشاء مركز للأبحاث والدراسات الإسلامية و الثاني يخص الجانب العلمي والثقافي على تنظيم سلسلة من الملتقيات ذات الطابع الوطني والدولي. وقد تم تسطير في إطار برنامج هذه التظاهرة الدولية 14 ملتقى ستتناول مواضيع عديدة شتى منها "السياحة الدينية في الجزائر" و"أثر علماء تلمسان في الحياة العلمية" و"مناهج التعليم في تلمسان ودورها في التطور الحضاري للمغرب العربي" و"الزوايا والطرقية بتلمسان" و"المقاومة والحركة الوطنية بمنطقة تلمسان" و "المرأة في حاضرة تلمسان" و"دور الجزائر في نشر الإسلام". كما تعتزم وزارة الشؤون الدينية والأوقاف إلى جانب هذه الملتقيات تأسيس مهرجان للموسيقى الروحية. وتكون البداية بمهرجان "السماع الصوفي" ومهرجان "الشعر الديني" مع تنظيم الأسبوع الوطني الثاني عشر للقرآن الكريم. وفي مجال الطباعة والنشر سيتم إعداد موسوعات منها "موسوعة المساجد الأثرية في الجزائر" و"موسوعة أعلام تلمسان" و"موسوعة خطباء منابر تلمسان" بالإضافة إلى تحقيق بعض المخطوطات وطبع بعض الكتب التراثية مع تنظيم مسابقة لنيل جائزة التراث المخصصة للشيخ المغيلي وجائزة حفظ القرآن الكريم. وللإشارة شهدت الجلسة الأولى من هذا اللقاء المنظم من طرف وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تقديم بعض المحاضرات الفكرية منها "البعد الإسلامي الحضاري لتلمسان" و"الحياة الفكرية في تلمسان" و"العمارة الإسلامية وتطورها في الجزائر: تلمسان نموذج". وقد تم تشكيل أربع ورشات لمناقشة التحضيرات الخاصة بالملتقيات التاريخية والعلمية وتلك المتعلقة بالفقه والتصوف وأخيرا العمارة الإسلامية المزمع تنظيمها في إطار "تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية لسنة 2011 "على أن تتواصل أشغال الورشات اليوم الخميس بعرض نتائجها وتوصياتها.