تستعد الجمعية الخيرية ''إيزري '' للمكفوفين المتواجدة على مستوى ولاية تيزي وزو لإنشاء مركز إعلامي خاص بهذه الفئة، قصد منحهم الفرصة للحصول على مختلف الأجهزة التي من شأنها تخفيف الضغط عنهم وتسهل عليهم مهمة الاندماج في المجتمع و هذا بالتعاون مع شركة فرنسية تتولى مهمة تزويد المعاقين بما يحتاجونه من آلأعضاء الاصطناعية، بالإضافة إلى برمجة هذه الجمعية للعديد من النشاطات الثقافية لفائدة النساء الملتحقات بها. كشفت ''بكنون علجية''، رئيسة جمعية ''إيزري'' لمساعدة الأشخاص المكفوفين المتواجدة على مستوى بلدية تيزي راشد التابعة لولاية تيزي وزو، أن هذه الجمعية ومنذ تأسيسها في 9 أفريل سنة 2006 استطاعت أن تحظى بثقة العديد من الأشخاص ذوي الحاتياجات الخاصة وتجعلهم ينخرطون بها خاصة أنه يوجد بهذه الولاية نقص في عدد المراكز التي تفتح أبوابها للعناية بهذه الفئة الهشة من المجتمع والتي تبقى دائما تعاني من التهميش، وعدم الاكتراث بما ينقصها ولاسيما ما تعلق منها بالأجهزة وكذلك توفير الفضاءات الترفيهية التي تسمح لهم باستغلال أوقات الفراغ واستثمارها في أمور تعود عليهم بالفائدة. ومن هنا جاء دور جمعية ''إيزري'' قصد تحسين وضعية المعاقين المقيمين ببلدية تيزي راشد، حيث تقوم بالتكفل بمجموع المعاقين بمختلف أنواعهم الذين يقصدونها من أجل الحصول على الدعم النفسي والاستفادة من مختلف الأعضاء الاصطناعية. وسعيا منها لتوسيع عملها الخيري وتطوير نشاطاتها التضامنية التي تهدف لتقديم المساعدة لأكبر عدد ممكن من المعاقين، أكدت ذات المتحدثة في اتصال لها مع ''الحوار '' أن الجمعية تعمل حاليا على إنشاء مركز إعلامي خاص بالمعاقين بولاية تيزي وزو، حيث قامت بتقديم طلب للوالي من أجل الحصول على الموافقة وهو المشروع الذي سيكون بالتعاون مع شركة فرنسية ويعد بمثابة فرصة لهذه الشريحة من أجل الاستفادة من مختلف الأجهزة سواء أكانت كراس متحركة أو أعضاء اصطناعية، حيث تهدف هذه العملية إلى إعادة الأمل إلى ذوي الاحتياجات الخاصة الذين وجدوا في هذه الجمعية المجال واسعا للبحث عما يريحهم صحيا، سواء عن طريق توفير لهم كل ما يريدونه من أرجل أو أطراف اصطناعية، تكفل لهم التنقل دون عناء ومواصلة حياتهم العادية دون عقد أو الاضطرار لطلب المساعدة من الغير إذ يمكنهم الاعتماد على أنفسهم أو حتى من ناحية الراحة النفسية، حيث يتمكن جميع المعاقين الذين يلتقون هناك من مشاركة بعضهم البعض في الحديث خاصة أنهم يتقاسمون نفس المشكل العضوي. وما يدل على فعالية جمعية ''إيزري''، تضيف لنا رئيستها، أن 15 مكفوفا استطاعوا الاستفادة من تكوينات من خلال انخراطهم في صفوفها وهذا على الرغم من نقص الإمكانات التي تعاني منها، كما أنها تقوم بتنسيق جهودها مع كل الجمعيات التي تعتني بفئة المعاقين الموزعة عبر 48 ولاية جزائرية من أجل التقرب من عدد أكبر منهم ومنحهم جميع أشكال الدعم المادي والمعنوي. وفي هذا الإطار فقد تكفلت أيضا بتوزيع أكثر من 100 قفة تضامنية خلال شهر رمضان الكريم وكذلك أدوات مدرسية للتلاميذ المعوزين، تحسبا للدخول المدرسي لهذه السنة. توزيع 57 حذاء خاصا بمرضى السكري وفي سياق متصل، صرحت ''بكنون علجية'' أنه على مستوى ولاية تيزي وزو يوجد 559 معاق وقد تكفلت جمعية ''إيزري'' بدورها بملف 98 مريضا مصابا بداء السكري وقد تم في عدة مناسبات منحهم بعض الإعانات وآخرها كان في 14 مارس وهو المصادف لليوم الوطني للمعاقين، حيث تم توزيع 57 حذاء خاصا بمرضى السكري. كما ستعرف ذات البلدية إنجاز ورشة للمكفوفين والمعاقين حركيا تتولى تقديم نشاطات حرفية خاصة بالنسبة النساء الماكثات في البيت، حيث سيكون بمقدورهن تعلم فنون الصناعات اليدوية والتقيليدية بدلا من تضييع أوقاتهن في الفراغ، الأمر الذي سيفتح لهن الأفق لمزوالة عمل ينفعهن في المستقبل وهو الحال بالنسبة للسيدة ''نادية'' صاحبة 27 سنة التي ميزنا من خلال نبرتها الصوتية مدى شعورها بالرضى والفرحة وهي تروي لنا تجربتها مع جمعية ''إيزري''، حيث كان التحاقها بها منذ 2006 واستطاعت بفضل إرادتها الفولاذية أن تتحدى إعاقتها، فرغم أنها مكفوفة إلا أنها فضلت أن تتخطى عتبة الإحساس بالحزن و التحسر لما أصابها وقررت عدم البقاء حبيسة الجدران، وقد وجدت في رحاب هذه الجمعية كل ما كانت تبحث عنه وصارت تتقن استعمال تقنية البراي والعديد من النشاطات الثقافية التي جعلتها، على حد تعبيرها، تندمج بسهولة في المجتمع في انتظار أن تجد عملا تعيل به نفسها مستقبلا.