كغيرها من الجمعيات التي نشأت من للدفاع عن حقوق المعاق و كرامته ،تأسست جمعية "آفاق "للأشخاص المعاقين الكائن مقرها بعين بنيان للنهوض بواقع ذوي الاحتياجات الخاصة في هذه البلدية التي تضم حوالي 700 معاق، يترأسها السيد مباركي إبراهيم و بحكم كونه واحد منهم ويعاني من نفس مشاكلهم وهمومهم يسعى برغم قلة الإمكانيات التي تتوفر عليها الجمعية إلى التخفيف عنهم من خلال الترفيه و النهوض بواقعهم عن طريق إيصال انشغالاتهم إلى أعلى الجهات، مطالبا بالإدماج الحقيقي لهذه الفئة و عدم حصرها في خانة معينة. تأسست جمعية آفاق للمعاقين–يقول رئيسها مباركي ابراهيم – سنة 1999 من طرف 15 شخصا منهم من ذوي الاحتياجات الخاصة و آخرين عاديين، ليصل العدد بعد مرورإحدى عشرة سنة من العمل الدءوب 475 منخرطا من بين 700 معاق موجود على مستوى بلدية عين بنيان،الذين تسعى الجمعية إلى دمجهم و تحسين وضعيتهم الاجتماعية و المهنية من خلال التكفل بجميع انشغالاتهم. وفي هذا السياق كشف محدثنا أن جمعية آفاق تهتم بجميع جوانب حياة المعاق لذا فهي ذات طابع اجتماعي وثقافي وكذا رياضي غيرأن المجال الأخيرلم تتمكن من تحقيقه نظرا للتكاليف الباهظة التي يتطلبها تكوين فريق متخصص من ذوي الاحتياجات الخاصة بسبب غلاء التجهيزات المتعلقة بذلك وعلى رأسها الكراسي المتحركة،مشيرا أن المشروع قائم ولن يتخلى عنه رغم مرورعدة سنوات على وضعه،و بالمقابل تمكن القائمين على ذات الجمعية من تجسيد برامج أخرى كتنظيم نشاطات ترفيهية و حفلات فنية لهذه الشريحة من بينها تلك الحفلة التي نشطها الفنان القديرلونيس آيت منقلات والتي تمكنت بواسطتها الجمعية من تحصيل بعض المداخيل للتكفل باحتياجات المعاقين الذين تضمهم ومن مختلف الإعاقات كالمكفوفين والصم البكم والمعاقين حركيا بالإضافة إلى إعاقات أخرى. مشاريع رياضية حبيسة الأدراج أما الأهداف الاجتماعية–يضيف-فقد تمكنا من إدماج حوالي 15 معاق في مناصب عمل قارة و يعتبر رئيس الجمعية واحد منهم حيت تمكن من الحصول على وظيفة في البلدية رفقة آخرين،فمن بين 450 عامل بها يوجد 20 معاقا وهوما يؤكد– يقول- تطبيق نسبة 1 بالمائة التي ينص عليها القانون،بالإضافة إلى وجود عدد من المعاقين من استفادوا من طاولات بيع في الأسواق وكذا سكنات،وهذا راجع إلى المجهودات الكبيرة التي تقوم بها الجمعية للنهوض بواقع هذه الجريحة في بلدية عين بنيان. وحول وضعية المعاق في الجزائرقال محدثنا أنها تغيرت لكن بشكل بسيط ،وقد ساهم في ذلك تلك الجمعيات التي تعنى بهذه الفئة والمتواجدة عبرجميع أرجاء الوطن،حيث تمكنت من إيصال همومهم وانشغالاتهم إلى أعلى الجهات،مشيرا في ذات السياق إلى القانون الخاص بهم كامل وشامل غيرأن تطبيقه على أرض الواقع يبقى بعيد وعليه تحتاج الجمعيات والمعاقين إلى تكثيف مجهوداتهم لإرغام المسؤولين على تطبيقه بحذافره. من جهة أخرى تأسف مباركي عن مشكل التنقل الذي يعتبرمن أكثرالأمورالتي تعيق اندماج ذوي الاحتياجات الخاصة فجميع المرافق العمومية سواء على المستوى الوطني أو بلدية عين بنيان غيرمهيئة بالشكل الذي يسمح للمعاقين من التنقل السهل والسريع،لذا لا تذخرجهدا للمطالبة من المصالح البلدية وجميع المؤسسات المتواجدة على ترابها بأخذ هذا المطلب بعين الاعتبار،فيما لا يجد هؤلاء صعوبة إلا عند توجههم لقاعة الرياضة وصندوق التأمينات الاجتماعية. ميزانية ضئيلة تعرقل تجسيد البرنامج واعتبرمحدثنا الميزانية التي تتحصل عليها الجمعية والمقدرة بخمسين مليون سنتيم بالضئيلة مقارنة مع هذه الإعانة المالية وقفت حجرعثرة في وجه تجسيد عدة مشاريع لفائدة المعاقين،ومن بين الأهداف التي تسعى لتحقيقها في الآونة الحالية إنشاء مكتبتين إحداهما واقعية وأخرى افتراضية حيث انطلقت في تجسيد الأول عن طريق تهيئة فضاء للمطالعة و تمكنت إلى غاية اليوم من جمع 45 كتاب غيرأن أغلبها متعلقة بالكباركون الجمعية تستهدف الصغارأيضا، لذا –يضيف- نوجه نداء إلى كل من يملك كتب تمس هذه الشريحة ولا يستعملها أن يتبرع بها لجمعية آفاق كي تستكمل هذا المشروع الهام،من جهة أخرى توجهنا بطليات لعدة مؤسسات لتزويدنا بأجهزة كمبيوتر. بالإضافة إلى ذلك –يقول رئيس الجمعية- أنه يصبوا إلى إنشاء" بنك غذائي" بهدف تزويد المعاقين المحتاجين طيلة أشهر السنة و ليس خلال شهررمضان فقط خاصة مع وجود من بعانون من وضعية اجتماعية قاسية و لايملكون مداخيل أخرى سوى تلك المنحة الضئيلة التي يحصلون عليها خلال ستة أشهر وحول هذه الأخيرة تساءل محدثنا عن السبب في منحها كل ستة أشهروهي مدة طويلة بالنسبة لمن يعتمدون عليها في معيشتهم و رغم الزيادة التي عرفتها مؤخرا إلا أنها تبقى غير كافية مقارنة مع الغلاء الذي تعرفه مختلف جوانب الحياة، هذه المنحة اعتبرها الأمين العام للجمعية إجحافا في حقهم. تناضل ذات الجمعية –يقول مباركي- من أجل فتح أقسام أخرى لذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية حتى يشعرهؤلاء بأنهم عاديين مصرا على عدم حصرهم في حيزمغلق،إضافة إلى المطالبة بتوفير حافلة لنقل الأطفال المعاقين المتمدرسين في مركزبولوغين الخاص بهذه الفئة- مضيفا-أن التكفل التام بهم لا يتم إلا إذا تم إشراك الجمعيات في مختلف القرارات الصادرة من أجلهم و التعاون بينهم وبين الدولة، وفي ذات السياق دعا إلى تحسيس المواطنين بوضعية المعاقين من أجل إحسان معاملتهم ومنحهم الأولوية في مختلف المرافق التي يقصدونها. فيما تعاني جمعية آفاق من مشكل المقرحيث تتواجد في الوقت الحالي في مقرمؤقت منحه إياها أحد المحسنين غيرأن ذلك لمدة سنتين فقط و التي انقضى منها ستة أشهروعليه يتوجه رئيسها بنداء للجهات المعنية وعلى رأسها السلطات البلدية من أجل انتشاله من شبح التواجد بالشارع.